“*لكل انسان اربع أعين عينان في راسه لدنياه وعينان في قلبه لاخرته فان عميت عينا راسه وابصرت عينا قلبه فلم يضره عماه شيئا وان ابصرت عينا راسه وعميت عينا قلبه فلم ينفعه نظره شيئا (الامام مجاهد بن جبر )
*قال الله تعالى( افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى قلوب التي في الصدور) الحج
*من الامثال الشعبية القديمة لا يعرف الجمرة من التمرة وراء امثال الاجداد هذه كثير من الحكمة والتجربة كانها شفرة خفية تحمل في فك رموزها حلا لكثير من مشاكلنا ورسالة من الماضي الينا ان انتبهوا ليس الامر كما يبدو عليه
*حورية البحر اسطورة تحكي عن كائن خلاب نصف فتاة ونصف سمكة جميلة شعرها طويل جدا لامعا براقا صوتها يذهب بالعقول من جمال تفاصيله وانوثته الناعمه كانت حورية البحر تظهر للبحار في ظلام البحر تغني له وتكلمه عن سعادة من يقبل حبها ويختار العيش بجوارها فهي اختيار رائع للوهلة الاولى تحولت الى وحش والتهمته والمدهش في الامر ان الاسطورة تقول ان البحار كان يعلم خبرها ويعرف ما تفعل ولكنه بالرغم من ذلك اختارها وحوله صرخات المحذرين لكنه لم يعقل لم يعرف الحقيقة رغم وضوحها انساق وراء بريق رآه بعينيه وعميت عما وراءه عين قلبه
*يسهل علينا ان نعذر الطفل ونفهم موقفه فهو ما زال يجرب حواسه يستكشف الاشياء يتعرف عليها يعيش الاحاسيس ولاول مره يعرف معنى الضد يدرب عين قلبه ان تعقل فترى ما وراء الاشياء اما البحار كيف نعذره هذا الذي يعرف الحوريه حق المعرفه كم حذروه منها كم سمع قصتها كم راها بعينيه تغوي بحارينا حتى اختطفتهم كيف استجاب لها وسط صرخات من حوله والاجابه ببساطه لم يعقل قلبه فخدعه بصره فراى الشر خيرا وبحث عن لذه الحياة في احضان الموت متعجبا من صرخات من حوله قائلا ما لهم لا يرون ما ارى هل هم عميان
*العاقل في اللغة هو من يعرف حقيقة الاشياء وطبيعتها يرى ما وراء الشكل واللون والزينة لا يغتر بجمال البدايات يفرق بين النافع والضار حتى ولو لبس الضار فراء النافع ذكي يرى بعين قلبه
*هناك ما هو اخطر من فقدان البصر وهو ان تفقد عين القلب
*فاقد البصر يعلم جيدا عن نفسه انه لا يرى لا يكابر ولا يدعي ان الخلل في عينيك انت هو يعلم حاله ويرضى به يعمل عليه يتدرب كيف يسير كيف يسمع ما حوله ويحلل ما يسمعه كيف يمشي معتمدا على حواسه الاخرى ومع الوقت يعوضه الله سبحانه بقدرات خاصة تعينه على دنياه اما خطورة عمى القلب فتكمن في انه عمى خفي على صاحبه جلي لكل ذي قلب يعقل صاحبه يرى نفسه مبصرا اكثر من كل من حوله هو وحده يدرك حقيقة الاشياء ويعلم كنهها
عمى القلب ان تكون الحقيقة امامك بكل تفاصيلها واضحة وضع الله لك دليل تلو الاخر قرات الايات سمعت القصص وعشتها بنفسك في بعض الاحيان رايت النهايات ثم بعد كل ذلك تختار ان تمشي في طريق الهلاك هلاكك انت فاي عمى اخطر من عمى القلب”