“لي صديق من الهنود الحمر، يحكم إحدى قبائل البوابلو. عندما كنا نتجاذب أطراف الحديث حول الرجل الأبيض، إذا به يقول لي:
نحن لا نفهم البيض... أنهم دائمًا يريدون شيئًا... دائمًا قلقون ... دائمًا يبحثون عن شيء ...ما هو؟ لا ندري! لا نستطيع أن نفهمهم... أنوفهم الدقيقة ... شفاهم الرقيقة القاسية ... وهذه الخطوط على وجوهم ... إننا نعتقد أن جميعهم مجانين.
كان صديقي اكتشف – دون أن يسمي ذلك بالاسم – سبع الطير الآري وشهوته التي لا ترتوي إلى بسط سيادته على كل أرض، حتى تلك الأرض التي لا تعنيه أبدًا. كذلك لاحظ مبلغ ما فينا من جنون عظمة يقضي بنا إلى الاعتقاد، من بين أشياء أخرى، بأن المسيحية هي الحقيقة الوحيدة، وأن المسيح الأبيض هو المخلص الوحيد. بعد أن أوقعنا الشرق كله في حالة من الفوضى والاضطراب بواسطة العلم والتقنية، وجبينا منه الجزية، عمدنا إلى إيفاد مبشرين عنا حتى إلى الصين. كان القضاء على تعدد الزوجات من جانب الإرساليات في أفريقيا، سببًا في انتشار الدعارة على نطاق واسع حتى لقد تطلب الأمر في أوغندا وحدها إنفاق عشرين ألف جنيه إسترليني سنويًا على الوقاية من الأمراض التناسلية، ناهيك عن الآثار الأخلاقية التي كانت أمر وأدهى. والأوروبي الطيب يدفع إلى مبعوثيه نفقاتهم من أجل القيام بهذه المهام التنويرية! لا حاجة بنا إلى إيراد حكاية الآلام في بولينزيا ولا إلى بركات تجارة الأفيون في الصين.”