“وقول المذيع ومضيف الطائرة العربيان اليوم: "سيداتي سادتي"، ليس عبارة، يُنبّهان بها على ما يُلقيان إلى السامعين، فحسب، وإنما هو ـ أيضاً ـ دليل على جانب من ثقافة العرب النفسية، في هذا العصر، وما يسمها من ولع بالاستهلاك، وحب المماثلة، ورضا بالاتباع، وقنوع بالتقليد من الإبداع؛ إذ هو ترجمة حرفية للعبارتين: الإنجليزية ladies and jentelmen و الفرنسية: mesdames et messieurs اللتين تقالان في هذين المقامين ونحوهما. كما يدل على ثقافة الإنجليز والفرنسيين التي تساوي المرأة بالرجل، وقد تُقدّمها عليه مجاملة، وتقسّم الحياة بينهما، كما يبدو من عدولهم عن لفظ يشملهما مخافة أن تُفهم منه الرغبة في إشراكها معه في الخطاب كما تُشرك في شؤون الحياة، وما قد يعني ذلك من هضمها، أو الاستهانة بها، أو تجاهلها، أو أن الرجل هو المراد بالخطاب دونها، أو أنها تابعة له، وليس لها أن تُذكر معه احتقاراً لها.”