“وفي ظني كذلك أن كل الشعراء والأدباء الذين اشتهروا بكتابة الرسائل، لم يقعوا في غرام مَن يوجهون إليهم الرسائل قدر وقوعهم في غواية الرسائل نفسها، وإغراء خط الكلمات المتجاورة بطابع مميز يختلف من شخص لآخر، نوع من الحرية في الاسترسال في الكلام دون أن يقاطعك أحد، أنت النجم والمسرح لك، تسأل وتسخر وتضحك وتبث أفكارك وأشواقك وألم قلبك دون تدخل. أنت البطل تارة، وأخرى أنت الضحية، تتشكل حكايتك وفقًا لحالتك النفسية وقت الإمساك بالقلم، ولا تختم الرسالة إلا حينما تملؤك نشوة الانتصار على الورق.”