“الأمة الإسلامية من أكثر الأمـم قـصـوراً في الإشادة بالمجد العظيم الذي خلفه لها عظماء رجالها في السياسة والعلم، وما كان ذلك إلا للجهل الطاريء بعد القرن الخامس وتسلسله في آبائنا قروناً لم نسلم من عقابيله إلى اليوم، أمة خدمها بروحه وجسمه رجال مثل أبي عبيدة عامر بن الجراح، وخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، ومعاوية، ومروان، وعبدالملك ، وسليمان، والـولـيـد وعمر بن عبدالعزيز ومسلمة، وعشرات من رجال بني أمية وقوادهم خليق بأن تتردد ذكراهم في كل ممسى ومصبح، وأمة قام فيها ملكان عقمت الأيام أن تلد مثلهما وهما نور الدين وصلاح الدين ولولاهما لقضى الصليبيون على الإسلام، ولحلوا محلنا في الحرمين الشريفين، من فروض العين على كل مسلم أن يعلم أولاده تقديسهما كما يعلمهم سور الصلاة . وأمة أنشأت من الخلفاء وطائفة من الملوك والأمراء ما اشتهروا بغير السعي لسعادتها حري بأبنائها أن تذكرهم ولا تنساهم على الدهر .
مثلنا بهؤلاء الأفراد ويلحق بهم عشرات ليسوا دونهم بغيرتهم على أمتهم، وإذا جئنا ننظر في طبقات علمائنا نظفر بمئات يجب علينا إعظامهم وترديد أفضالهم علينا وعلى العلم في كل شارقة وبارقة، ولم تخل أرض حل فيها العرب من عالم وأديب فتحوا لنا بأيديهم الكريمة مغالق الحضارة فأصبح أهل الإسلام سادتها وسدنتها في الأرض . . . (۲)”