“كان النمو الفائق فى المتاجرة بالنقد والعملات خلال عقدى الثمانينات والتسعينيات من القرن العشرين مترتباً على التحول فى سياسات الدول الصناعية من تثبيت أسعار عملاتها، إلى سياسات ترك العملات للأسواق لتحدد القيمة الحقيقية لكل عملة، وقد بدأ هذا التحول فى عقد السبعينيات، وأدى بدوره إلى ظهور عدم يقين فى أشد قيم العملات النقدية فى المستقبل. وكانت إحدى وسائل تلطيف عدم اليقين وتقليله تتم باللجوء إلى "التطويق" أو "التسييج" على رهانات العملات فى المستقبل. وبالرغم من أن أغلب المتاجرة بالنقد فى المستقبل هى بلا شك مضاربة، فإن اتساع ذلك النوع من أسواق المضاربة والابتكارات المالية التى صاحبته وانتشاره، كان ينبعان من حاجة اقتصادية حقيقية.”