“... عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: "قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة فأدرك بعضهم العصر في الطريق فقال بعضهم لا نصلي حتى نأتيها وقال بعضهم بل نصلي لم يرد منا ذلك فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحدا منهم".

... ولكن غاب عنه أن أئمة السلف الصالح لم يكفروا أو يفسقوا من لم يتفق مع اجتهاداتهم الفقهية من بقية المسلمين، كحال بعض التكفيريين في هذا الزمان، ولم يتهموا مخالفيهم في النوايا مثلما يفعل بعض من يدعي معرفته بما في قلوب البشر في زماننا هذا، ولم يخونوا بعضهم البعض، ولم تكن ألفاظهم نابية في حديثهم عن مخالفيهم، بل على العكس من ذلك، كانوا في قمة الأدب في تعاملهم الحضاري مع بعضهم البعض، هؤلاء استوعبوا أدب الاختلاف الذي تعلموه من مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم، هذا المعلم المتواضع الذي أبدى تفهما شخصيا للاختلاف الفقهي في اجتهادات تلاميذه من الصحابة، على الرغم من أنه كان نبيا يتلقى الوحي الإلهي من فوق سبع سماوات!

#مدرسة_محمد_ﷺ
#جهاد_الترباني”