More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
الضمير، أو الوازع الأخلاقي، أو «الأنا العليا» بتعبير فرويد، أو «ريشة ماعت» بتعبير المصريين القدماء، كلها وجوه لنفس المفهوم الذي يعلو به الإنسان أو ينحط، والذي تضيء به روحه أو تظلم.
«حين تتجاوز عاطفة البنوة، وعاطفة فعل الخير، قواعد الحذر الدنيوي».
وبأني أريد أن أوثق ما فعلت؛ ليعرف ابني كيف نظرت للموت في عينه ولم أهبه.
«إن العدالة خالدة الذكرى، فهي تنزل مع من يقيمها إلى القبر، ولكن اسمه لا يُمحى من الأرض، بل يُذكر على مرِّ السنين بسبب العدل».
لماذا أكتب؟ أكتب لأن الكتابة ببساطة تمنحني شعورًا أفضلَ.
لأني أريد إصلاح حياتي الخاصة المباشرة، فأجدني عاجزًا عن إصلاحها دون العودة للشأن العام الذي يشمل المساهمة في إصلاح ولو ثغرة واحدة في جدار سياسات البلاد التي أعيش فيها، أو العالم أجمع الذي لا سبيل حقيقيًّا لتحسين حياتي الخاصة فيه إلا عبر التعاون لصالح حياة أرحم وأرحب لكل البشر.
«إنني أتقلب في هذه الصفحات في محاولةٍ لا عقلانية للتغلب على رعبي، ويخطر لي أنني إذا ما أعطيت شكلًا لهذا الخراب، فسوف أتمكّن من مساعدتك ومساعدة نفسي»..
ربحت كل هذا الحب. كل فرد من أسرتي وأصدقائي أحبني وأحببته، ومنحني من نفسه ومنحته من نفسي. وبهذا عشمي أن أحيا.
دائما هناك تحدي عدم اختزال الشخص في معاناته. ألا يكون تعريف اللاجئ أنه لاجئ فقط، أو الناجية من التحرش أنها الناجية فقط.
سابقًا كان النسيان يمثل لي معنى سلبيًّا. منذ تعودت في طفولتي على أهمية الحفظ والذاكرة؛ حفظ القرآن، حفظ المواد الدراسية في بلد يشكو أهله دائما من اعتماد نظامه التعليمي على الحفظ لا الفهم. ثم كبرت وحمل الأمر أبعادًا أخرى؛ حيث التذكر هو فعل مقاومة لمحاولات سياسية لفرض سرديات معينة ومحو غيرها. الظاهرة متكررة عالميًّا.
Muhammad liked this
ما أقبح ذلك النسيان الأول، وما أجمل ذاك النسيان الثاني..
«حصلت سابقا على جوائز دولية لكن التقدير من الأهل يلمَس القلب كما لا يلمسه أي تقدير آخر».
والموت يسخر من ضحاياه ومن أبطاله، يلقي عليهم نظرةً ويمرُّ».
«لا أَقول: الحياة بعيدًا هناك حقيقيَّةٌ وخياليَّةُ الأمكنةْ بل أقول: الحياة هنا ممكنة».
«صَفَعتهُ يد. . أدخلته يدُ الله في التجربة»!
خرّجنا منها عرايا زي ما دخلنا.. لا وزرا ولا حاشية لا نلبس النياشين.. خرجنا منها جُداد زي ما نزلنا عيال كتير ماشية من حدّ مش خايفين..
أكره الأمل الكاذب، هو أقسى من اليأس.
أشعر بغيظ شديد ممن ينشرون الآمال الكاذبة حتى لو بحسن نية، أما من يفعلونها عمدا فهم عندي كالمجرمين.
«التفاصيل هي السر، التفاصيل الآن، لا ما مضى أو سوف يأتي، بل صحن سلطة، وقفة تحت سماء زرقاء إلى هذا الحد، قطة تلعق مخالبها قربي، وآثر يلعب بالتراب. هذا هو كل ما أريد. هل تصغر الأحلام إلى هذا الحد أيضا؟ السرطان رسام يجعل التفاصيل الصغيرة مرئية..».
الانقطاع يخلق الغربة، وحقًّا «بعيد عن العين بعيد عن القلب»، ليس بمعنى فقد الحب، بل بمعنى فقد الاتصال والفهم.
الكلمة كالبذرة، لا يمكن إدراك مداها فور انطلاقها.
في مراحل عدة من حياتي دربت صحفيين أصغر مني؛ بعضهم عرفته وهو طالب مبتدئ في كلية الإعلام. شهدت كيف تطوروا بشكل مبهج، حتى صار بعضهم ملء السمع والبصر. أنا ممتن لو كان لي أدنى دور في هذا الغرس الذي أنبت هذا النبت الرائع!
شيءٌ في الجبل كان يقول لي، كلما حدقت في الزيتون والأودية المقمرة حتى ولو بقيت لك سنتان للعيش، فإن سنتين هنا أعمق من قرنين «هناك»...
لا أعرف المعنى في ألمي، لكني أعرف المعنى في مقاومته..
كلما فكرت فيه يتيما دمعت عيناي. وكلما فكرت فيه صممت على أن أحتمل لأقصى مدى ممكن، وأسعى بلا حدود لأي وسيلة بأي ثمن تجعلني أبقى معه لفترة أطول، ولو لبضعة أيام لا أكثر. أتأمله يلعب لاهيًا. آه لو يعرف..
ما أود قوله بعد كل هذه الخبرة مع الألم إني ازددت له كرهًا على كره. الألم ليس شعورًا نبيلًا. لا يستحق أي احتفاء في الأشعار والأغاني. الألم ليس تطهيرًا.
الحب عدو الألم. أحيانا أذهب وحيدًا لجلسات العلاج وأحيانا ترافقني إسراء. في كل مرة تمسك بيدي بينما أتلقى الطعنة في الجانب الأيمن من صدري، أشعر بأن الألم أقل. الألم يقل حقيقة لا مجازًا والله!
والرحمة عدوة الألم. ولم أرَ وسيلة أفضل لتوليد الرحمة من أن يحاول كل منا فهم آلام الآخر، أن يضع نفسه مكانه.
ليس لديَّ شيء أقدِّمه إلى قرَّائي سوى اقتناعي أنَّه حين يأتي الألم، فإن القليلَ من الشجاعة يُساعد أكثرَ من الكَثيرِ من المعرفة، والقليل من التعاطف الإنسانيِ أفضلُ من الكثير من الشجاعة، وأقلُّ لَمسَةٍ من مَحَبَّةِ الله تُفيدُ أكثرَ من ذلك كله..».
الخوف ليس عيبا، واتقاء الأذى لحماية النفس ومن نحب هو واجب لا جُبن، لذلك يمكن أن نسكت عن قول الحق تبعا لموازين القوى، لكن أبدًا لا ننصر الباطل.
تعلمت أن رقة القلب، وحضور الدموع لا تعيبان أشد الرجال بأسًا. طفرت عيناه حين رأى حطامي، ومن أرق وأقوى منك يا أبي؟
وأن منبع تلك الأخلاق كان هو الترابط الأسري.
«إني لا أقول كذبًا؛ لأني كنت إنسانًا محبوبًا من والده، ممدوحًا من والدته، حسن السلوك مع أخيه، ودودًا لأخته».
ومن اللافت بالنسبة إليَّ أن النصوص الفرعونية كثيرًا ما جعلت ذلك البر مستحقًّا بحسن أفعال ذلك الأب. هذه رسالة أخلاقية سابقة لعصرها بكثير تقول إن الأبوة ليست معطى طبيعيًّا، بل تُصنع بالاختيار والقرار.
هذا ما آمنت به دائما، الأبوة مسئولية هائلة، ليست دفتر توفير اشتريته للمستقبل، وليس من حقي أن أطالب ابني في كبري بما لم أقدمه له في صغره، وعمومًا كنت أقول دائمًا إنه لا مشكلة لديَّ على الإطلاق في مفهوم «دار المسنين»، بدلًا من أن أكون عبئًا على أحد.
وفي تراثنا العربي نجد قصصًا عديدة حول ذلك، كقصة عمر بن الخطاب الذي اشتكى له رجل سوء معاملة ابنه، فلما سأل الابن أخبره أن أباه أساء اختيار أمه، وأساء اختيار اسمه، و«لم يعلمني من الكتاب حرفا»، فوجه حديثه للشاكي: «عققت ابنك قبل أن يعقك».
ينقل كتاب «فجر الضمير» تعليق عالم النفس وليام ماكدوجال على أثر قيم الأسرة عند الفراعنة على نشأة الأخلاق البشرية بالكامل: «فمن هذه العاطفة (أي حنان الوالدين)، ومن الدافع الذي يحدو بها إلى الحب والرعاية، ينشأ الكرم والاعتراف بالجميل والحب والشفقة وحب الخير الحقيقي وكل أنواع الخلق المجردة من الأنانية، ففي تلك العاطفة تنبت الجذور الرئيسية لكل تلك الصفات التي لولا هذه العاطفة ما وجدت قط».