More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
by
Elif Shafak
Read between
September 11 - November 23, 2021
ذلك، فعلا الشيء الذي يتفوّقان في فعله إلى أبعد الحدود، وهو السماح للأيّام بأن تنقضي وأن تسيطر الرتابة عليهما، وأن يأخذ الزمان مجراه في خدر لا مفرّ منه.
ولكنّني أخفقت في مسعاي بسبب العجلة، أو جهلي.
ليس الموت هو ما يُقلقني لأنّني لم أنظر إليه على أنّه غاية، بل الموت من دون أن تبقى لي تِرْكةٌ من بعدي.
الشريعة كالشمعة، فهي توفِّر لنا قَدْرًا كبيرًا من الضياء، ولكن يجب ألَّا ننسى أنّ الشمعة تساعدنا على الانتقال من مكان إلى آخر وسط الظلام. وإذا نسينا الوجهة التي نتّجه إليها وركَّزنا بدلًا من ذلك في الشمعة نفسها، فما فائدة ذلك؟
إنّ بعض الناس يُخطئون عندما يخلطون بين «التسليم» والضعف. إنّ التسليم يعني كلّ شيء باستثناء الضعف. التسليم شكل من أشكال القبول السلميّ لقوانين الكون، بما في ذلك الأشياءُ التي نعجز الآن عن تغييرها أو فهمها.
على المرء أن يُبقي عقله في حالة من الإشباع،
ليس سهلًا على العقل أن يتفكَّك، ولكن يمكن للحبّ أن يُحيل نفسه، من دون عناء يُذكَر، على حطام.
مهما يحدث في حياتك، بغضّ النظر عن الإزعاج الذي قد تبدو عليه الأمور، فلا تدخلْ منطقةَ اليأس. وإذا بقيت كلّ الأبواب موصدةً، فإنّ الله سيفتح طريقًا جديدًا لك وحدك. كُنْ شكورًا!
«الصبر لا يعني التحمّل سلبيًّا، بل يعني أن يكون المرء متحلّيًا ببعُد نظر يكفي لأن يثق بالنتيجة النهائيّة التي ستصل إليها عمليّة ما.
لأنّك ترغب في الحصول على استحسان الآخرين، فإنّك لن تنجو من نقدهم على الرّغم من الجهد الكبير الذي تبذله.
أعتقد أنّ الحياة ليست سوى سلسلة من الولادات والوفيّات، سواء اخترنا السفر قَدْر ما اختاره ماركو بولو، أو بقينا في البقعة نفسها من المهد إلى اللَّحد. لحظات تُولدَ ولحظات تموت، ولا بدّ للعادات والتجارب القديمة من أن تندثر كي تبرز أخرى جديدة إلى النور.
وما لم نعرف كيف نحبّ مخلوقات الله، فإنّنا لا نستطيع أن نحبّ الله حبًّا صادقًا أو نعرفه معرفه حقيقيّة».
وإذا عرفت نفسك معرفة تامّة، وواجهت جوانبك المظلمة والمشرقة، بالنزاهة والمشقّة، فسوف تصلين إلى شكل سامٍ من أشكال الوعي. وعندما يعرف الإنسان نفسه، أو نفسها، فسوف يعرف، أو تعرف، الله».
الأربعون هي أربعون! أعتقد أنّني سأحصل الآن على كمِّيّة إضافيّة من كلّ شيء: معرفةٍ إضافيّة، وحكمةٍ إضافيّة، وتجاعيدَ إضافيّةٍ، وشعرٍ أشيبَ إضافيّ.
ولكنّكم تولون الناسَ من حولكم اهتمامَكم أكثر ممّا تُولونه اللهَ.
الناس المتديّنون واثقون بأنّ الله يقف إلى جانبهم على نحو يدفعهم إلى الاعتقاد أنّهم متفوِّقون على الآخرين.
وكان ذهنها مشوَّشًا تشويشًا كبيرًا جعلها تستغرق وقتًا أطول ممّا هو مألوف لإنهاء قراءتها.
ثمّ ثمّة إيلّا ثالثة، تراقب كلّ شيء مراقبةً هادئة، منتظرةً أن يأتي دورها. إيلّا الأخيرة هذه، هي التي أخبرتها بأن تكون هادئة حدَّ الحذر.
بل ركّزي، بدلًا من ذلك، في الخطوة الأولى. فذلك هو أصعب شيء وأنت المسؤولة عنه. وإذا اتّخذت تلك الخطوة الأولى، فاتركي كلّ شيء يأخذ مجراه على نحو طبيعيّ بعد ذلك، ثم تأتي بقيّة الأمور. لا تركبي الموجة، بل كوني أنت الموجة.
وأصبح منتصرو الأمس مهزومي اليوم. إنّ كلّ منتصر يميل إلى الاعتقاد أنّه سيظلّ ينتصر إلى ما لا نهاية. وكلّ مهزوم ميّال إلى الخوف من أنّه سيتلقّى الضربات إلى ما لا نهاية. لكنّ الجانبين مخطئان للسبب نفسه: فكلّ شيء يتغيّر إلّا وجه الله.
ورويدًا رويدًا، يصبح الفرد في سنّ الأربعين، والخمسين، والستّين. وعند كلّ عقد جديد، يشعر بأنّه أكثر اكتمالًا. ينبغي لك أن تظلّ سائرًا، وإن لم يكن ثمّة مكان كي تصل إليه. فالكون يدور دَوَرانًا مستمرًّا وعلى نحو ثابت،
ومع رحيل كلّ لصّ عن هذا العالم، يولد لصٌّ جديد. ويحلّ محلَّ كلّ رجل شريف يوافيه أَجَلُه شريفٌ آخر.
وإذا قضى نحبَه من هو على درب شمس التبريزيّ، فإنّ شمسًا آخر سيظهر إلى الوجود، جديدًا وفي عصر مختلف وتحت اسم مختلف.
فكرة هذه الجملة وسردها يتشابه تشابها كبيرا بقول ابو بكر الصديق -رضي الله عنه- بوفاة نبينا محمد عليه السلام (من كان يعبد محمدا فإن محمد قد مات ومن كان يعبد الله  فان الله حي لا يموت)، وشعرت بقراءتها ببعض الغرابة وعدم الارتياح عند مقارنة النصّين وبالتالي وضع شمس التبريزي بمقام محمد عليه السلام.
ـــ لصلاة الفجر خصوصيّة. أتعلمين بأنّ صلاة الفجر هي الأكثر قدسيّة وأكثرها اختبارًا للمسلم من دون بقيّة الصلوات الخمس التي يُفترض به أن يؤدّيها كلَّ يوم؟ ـــ وما سبب ذلك؟ ـــ أعتقد لأنّها توقظنا من أحلامنا، ونحن لا نحبّ ذلك، بل نفضّل الاستمرار في النوم. لهذا ثمّة عبارة في أذان الفجر لا نجدها في أيّ أذان آخر: «الصلاة خير من النوم».

