‫نار تحت الرماد‬ (Arabic Edition)
Rate it:
Read between February 18 - August 28, 2023
10%
Flag icon
وإني لأشعر أحياناً أن تحت أقدامنا فتيل قنبلة دينية زمنية، وأن النار تسرح في الفتيل، وأن القنبلة وشيكة الانفجار .. وأننا في أشد الحاجة إلى طلائع لترشيد هذا الحماس الديني وتنويره حتى يأتي التحول بإصلاح وليس بموجات جديدة من الجرائم. والخيط دائما رفيع جداً بين أهل الله وأهل الشيطان، خاصة إذا تلثم أهل الشيطان باللثام الديني واتخذوا المصاحف والأناجيل شعاراً ودعوا إلى الله وإلى الفضيلة والتقوى، والفارق دائماً هو تلك النبرة الحادة وذلك الميل إلى التعصب.
11%
Flag icon
وتلك سمة رجل الدين الحقيقي .. حبه للعدو ونصحه للخصم قبل الصديق وكراهيته للعنف إلا في الضرورة القصوى.
11%
Flag icon
إن احترام حرية الرأي والسماحة مع وجهة النظر المخالفة وسعة الصدر مع الخصوم وحب الحياة والخير والدعوة إلى البناء وكراهة الهدم، هي علامات أهل الله، وهي التي تميزهم عن الشياطين الملثمين مهما قالوا ومهما إدعوا. فخذوا حذركم من هذه الموجات التي تأتي تباعاً وأنصتوا إلى القلوب وليس إلى زخارف الأقوال، فإن النار تسرح في الفتيل والعالم قد بلغ ذروة تناقضه
15%
Flag icon
وقد نجح الزعماء العدوانيون العظام أمثال هتلر وستالين وماركس ومن قبلهم زعماء الفرق المتطرفة أمثال الخوارج والقرامطة وجماعة التكفير والهجرة وجماعة القس جونز .. كل هؤلاء نجحوا مع أتباعهم، لأنهم قدموا لهم همزة وصل مزيفة، وقدموا محراباً بديلاً عن المسجد والكنيسة، وإيماناً مريضاً بديلاً عن الإيمان السليم، وهدفاً يصلح لإمتصاص الطاقة الشبابية وشغل الوقت الضائع.
16%
Flag icon
ولم يضر الإسلام شيء مثلما ضرته الانقسامات والاختلافات حول الشكليات والمظاهر، والاستغراق في هذه التفاصيل إلى درجة نسيان لب الموضوع.
21%
Flag icon
إن الدعوة المطلوبة إذن هي دعوة توقظ النفوس على جوهر القضية وروح الأمر .. دعوة تتكلم بلغة العصر وتخاطب الكل دون تعصب ودون تطرف، وتحاول أن تمس في قلب المواطن ذلك الفراغ والخواء والهمزة المفقودة بينه وبين أصله، وتحاول أن تعيده في رفق إلى أيام وصله بأسلوب سوي لا عدوانية فيه ولا تشنج ولا احتفال فيه بالتفاصيل والأمور الثانوية .. الدين كما هو وكما أنزله الله، الدين الذي يحب العلم والفن ويدعو إلى التقدم والتطور ويشجع التكنولوجيا والإبداع الخصب.
28%
Flag icon
أما هذه الدعوات الفجة المصحوبة بالتشنجات الهاتفة بحكم اسلامي يأتي غداً أو بعد غد دون هذه التهيئة الإلهية .. فحكمها حكم الانقلابات، التي تأتي فتغير الجالسين على الكراسي وتغير المنتفعين دون أن تغير قلباً واحداً أو تنور ضميراً واحداً.
39%
Flag icon
ويكذب من يصور لنفسه أنه فهم النفس البشرية وأحاط بها، بل يكاد الواحد منا لايفهم نفسه وهو أقرب الناس إليها، وأن نفسه لتراوغه وتدلس عليه وتمثل عليه وتتنكر أمامه، وتغلف شهواتها بالدواعي والمبررات والذرائع والنظريات .. فلا يعرف الواحد منا ماذا يريد وماذا يبطن، ولا يعرف من يكون ولا من هو على وجه التحقيق ؟
44%
Flag icon
ولكن بلوغ شاطيء الاعتدال أمر إيجابي يتم من خلال صراع ومجاهدة للنفس وللغرائز، ومغالبة للنوازع بين شد اليمين وشد اليسار، وهو ليس أمراً سلبياً يأتي بالهروب والإغماء والاغتراب وعدم المبالاة .. وهو أيضاً ليس ثمرة ضعف بل ثمرة قوة، وليس ثمرة غيبوبة بل ثمرة وعي.
44%
Flag icon
وشاطيء الاعتدال هو الصراط المستقيم بعينه، وهو الحق بنفسه، وهو لا يأتي نتيجة قراءة عفوية لمقال، وإنما يأتي ثمرة لإيمان يمازج القلب والجوارح ومعاناة تثُمر الصحو.
64%
Flag icon
وما اختلفت منازل الناس الخلقية بسبب تفاوتهم في العلم .. بل سبب تفاوتهم في شيء آخر .. هو الهمة والعزم .. فعلمك بضرر التدخين لا يكفي لأن تتجنبه، وإنما الأمر يحتاج إلى شيء آخر هو الهمة والعزم .. وهذا أمر لا يتحقق إلا اذا تحول العلم في داخلك إلى شعور ومازج القلب، فأثمر النفور والكراهية للأمر الضار واستنهض الهمة إلى رفضه.
73%
Flag icon
فالحقيقة أنه لا أحد يستطيع أن يرزق أو يعطي أو يمنع أو يبني أو يعمر أو يمنح حرية أو يرفع ظلماً إلا الله، وأن كل ما يفعله الإنسان من هذه الصالحات هو فعل بالوكالة والاستخلاف والإذن والمشيئة الإلهية، وأن الحاكم طول الوقت مجرد أداة لمشيئة الخالق، والأسباب الطيعة في يده مظهر من مظاهر التيسير والتمكين الإلهي.
83%
Flag icon
والذي يخرق السفينة أو يحاول أن يسرق منها لوحاً أو مسماراً سيكون نصيبه الغرق مع الباقين. لن يقول أَفلت بنصيبي من مجتمع المغفلين .. فحقيقة الأمر أنه أول هؤلاء المغفلين وأكثرهم غباءاً .. وأنه لن يفلت. وإنما أذكى الكل هو الصادق المستقيم الفاضل الأمين.
90%
Flag icon
وليس العارفون هم حملة الشهادات وإنما هم أهل السلوك والخشوع والتقوى، وهؤلاء قلة لا زامر لهم ولا طبال .. وليس لهم في الدنيا راية ولا موكب .. وسلوكك هو شاهد على علمك، وليس الدبلوم أو البكالوريوس أو الجائزة التقديرية أو نيشان الكمال من طبقة فارس الذي يلمع على صدرك .. إنما كل هذه مواهب إبليسية تنفع في دنيا الشطار ثم لا يكون لها وزن ساعة الحق.
96%
Flag icon
وأنا أذكر أني أجريت في حياتي العديد من الجراحات ارتبطت آلامها المضينة بنمو خاصية التأمل والتفكر فيما أقول وفيما أكتب.
96%
Flag icon
وطرائق الله في إصلاح عباده ليس لها حصر. ولا أحد يستطيع أن يحدد رحمته أو يحصر فضله ولكن من عجائب ما يثمر التأمل .. أن الفقر والمرض والألم والمكابدة والمعاناة .. غالباً ما تكون هي وسائل رحمته وعين فضله. ومن يدرك هذا يتعلم التفويض والتسليم وإسقاط التدبير والتزام الأدب مع العطاء .. بل ربما خاف العطاء وخَشِيَ منه الفتنة واستراح إلى المنع ورأى فيه المنة.
96%
Flag icon
وتلك بعض أسرار المكر الإلهي الذي يخشاه العارفون، جعلنا الله منهم وأخرجنا من ظلمتنا إلى نورنا بالألم والمكابدة لنشكر له الألم ولنشكر له المكابدة ولنشكر له النور .. فلا شيء كالنور ولو خرج من النار. ألا يخرج النور دائماً من النار.