More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
Read between
January 30 - March 14, 2023
إِذَا مَا رَأَتْ عَيْنَايَ لَابَسَ حُمْرَةٍتَقَطَّعَ قَلْبِي حَسْرَةً وَتَفَطَّرَا غدَا لِدِمَاءِ النَّاسِ بِاللَّحْظِ سَافِكًاوَضَرَّجَ مِنْهَا ثَوْبَهُ فَتَعَصْفَرَا
رَثَى لِغَرَامِي بَعْدَ طُولِ تَمَنُّعوَأَصْبَحْتُ مَحْسُودًا وَقَدْ كُنْتُ أَحْسُدُ
جَوَابٌ أَتَانِي عَنْ كِتَابٍ بَعَثْتُهُفَسَكَّنَ مُهْتَاجًا وَهَيَّجَ سَاكِنًا سَقِيتُ بِدَمْعِ العَيْنِ لَمَّا كَتَبْتُهُفِعَالَ مُحِبٍّ لَيْسَ فِي الوُدِّ خَائِنًا فَمَا زَالَ مَاءُ العَيْنِ يَمْحُو سُطُورَهُفَيَا مَاءَ عَيْنِي قَدْ مَحَوْتَ المَحَاسِنَا غَدَا بِدُمُوعِي أَوَّلَ الحَظِّ بَيْنَنَاوَأَضْحَى بِدَمْعِي آخِرَ الحَظِّ بَائِنًا
يَلُومُ رِجَالٌ فِيك لَمْ يَعْرِفُوا الهَوَىوَسَيَّانَ عِنْدِي فِيكَ لَاحٍ وَسَاكِت يَقُولُونَ: جَانَبْتَ التَّصَاوُنَ جُمْلَةًوَأَنْتَ عَلِيمٌ بِالشَّرِيعَةِ قَانِت فَقُلْتُ لَهُمْ: هَذَا الرِّيَاءُ بِعَيْنِهصُرَاحًا، وَزِيٌّ لِلْمرائِينَ مَاقِت مَتَى جَاءَ تَحْرِيمُ الهَوَى عَنْ مُحَمَّدوَهَلْ مَنْعُهُ فِي مُحْكَمِ الذِّكْرِ ثَابِت؟ إِذَا لَمْ أُوَاقِعْ مَحْرَمًا أَتَّقِي بِهمَجِيئِي يَوْمَ البَعْثِ وَالوَجْهُ بَاهِت فَلَسْتُ أُبَالِي فِي الهَوَى قَوْلَ لَائِمسَوَاءٌ لَعَمْرِي جَاهِرٌ أَوْ مُخَافِت
أَلَمْ تُبْصِرِ المِصْبَاحَ أَوَّلَ وَقْدِهِوِإِشْعَالِهِ بِالنَّفْخِ يُطْفَى وَقُودُهُ وَإِنْ يَتَصَرَّمْ لَفْحه وَلَهِيبُهفَنَفْخُكَ يُذْكِيهِ وَتَبْدُو مُدُودُهُ
أَحَبُّ شَيْءٍ إِلَيَّ اللَّوْمُ وَالعَذلكَيْ أَسْمَعَ اسْمَ الَّذِي ذِكْرَاهُ لِي أَمَل كَأَنَّنِي شَارِبٌ بِالعذلِ صَافِيَةًوَبِاسْمِ مَوْلَايَ بَعْدَ الشُّرْبِ أَنْتَقِل
وَلَا تَيْئَسَنَّ مِمَّا يُنَالُ بِحِيلَةٍوَإِنْ بَعُدَتْ فَالأَمْرُ يَنْأَى وَيَصْعُب وَلَا تَأْمَنِ الإِظْلَامَ فَالفَجْرُ طَالِعٌوَلَا تَلْتَبِسْ بِالضَّوْءِ فَالشَّمْسُ تَغْرُب
أَرَى دَارَهَا فِي كُلِّ حِينٍ وَسَاعَةٍوَلَكِنَّ مَنْ فِي الدَّارِ عَنِّي مُغَيَّبُ وَهَلْ نَافِعِي قُرْبُ الدِّيَارِ وَأَهْلهَاعَلَى وَصْلِهِمْ مِنِّي رَقِيبٌ مُرَاقِبُ؟ فَيَا لَك جَارَ الجَنْبِ أَسمَعُ حِسَّهُوَأَعْلَمُ أَنَّ الصِّينَ أَدْنَى وَأَقْرَبُ!
وَعَهْدِي بِهِنْدٍ وَهيَ جَارَةُ بَيْتِنَاوَأَقْرَبُ مِنْ هِنْدٍ لِطَالِبِهَا الهِنْدُ بَلَى إِنَّ فِي قُرْبِ الدِّيَارِ لَرَاحَةًكَمَا يُمْسِكُ الظَّمْآنُ أَنْ يَدْنُو الوِرْدُ
ولعمري لو أن ظريفًا يموت في ساعة الوداع لكان معذورًا إذا تفكَّر فيما يَحُلُّ به بعد ساعة من انقطاع الآمال، وحلول الأوجال، وتبدُّل السرور بالحزن. وإنها ساعة ترِقُّ القلوب القاسية، وتلين الأفئدة الغلاظ. وإن حركة الرأس وإدمان النظر والزَّفرة بعد الوداع لهاتكةٌ حجابَ القلب،
يَوْمُ الفِرَاقِ لَعَمْرِي لَسْتُ أَكْرَهُهُأَصْلًا، وَإِنْ شَتَّ شَمْلُ الرُّوحِ عَنْ جَسَدِي فَفِيهِ عَانَقْتُ مَنْ أَهْوَى بِلَا جَزَعٍوَكَانَ مِنْ قَبْلِهِ إِنْ سِيلَ لَمْ يَجُدِ أَلَيْسَ مِنْ عَجَبِ دَمْعِي وَعَبْرَتِهَايَوْمُ الوِصَالِ لِيَوْمِ البَيْنِ ذُو حَسَدِ
ثم بَينُ الموت؛ وهو الفوت، وهو الذي لا يُرجى له إياب، وهو المصيبة الحالَّة، وهو قاصمة الظهر، وداهية الدهر، وهو الويل، وهو المُغَطِّي على ظلمة الليل، وهو قاطع كل رجاء، وماحي كل طمع، والمؤيس من اللقاء. وهنا حادت الألسن وانجذم حبل العلاج، فلا حيلة إلا الصبر طوعًا أو كرهًا. وهو أجلُّ ما يُبتلى به المحبون، فما لمن دهي به إلا النوح والبكاء إلى أن يتلَف أو يَملَّ، فهي القرحة التي لا تُنكى، والوجع الذي لا يفنى، وهو الغمُّ الذي يتجدَّد على قدر بلاء من اعتمدته، وفيه أقول:
فَإِنْ تَنْأَ عنِّي بِالوِصَالِ فَإِنَّنِيسَأَرْضَى بِلَحْظِ العَيْنِ إِنْ لَمْ يَكُنْ وَصْلُ فَحَسْبِي أَنْ أَلْقَاكَ فِي اليَوْمِ مَرَّةًوَمَا كُنْتُ أَرْضَى ضِعْفَ ذَا مِنْكَ لِي قَبْلُ كَذَا هِمَّةُ الوَالِي تَكُونُ رَفِيعَةًوَيَرْضَى خَلَاصَ النَّفْسِ إِنْ وَقَعَ العَزْلُ
دَعُونِي وَسَبِّي لِلْحَبِيبِ فَإِننيوَإِنْ كُنْتُ أُبْدِي الهَجْرَ لَسْتُ مُعَادِيا وَلَكِنْ سَبِّي لِلْحَبِيبِ كَقَوْلِهِمْأَجَادَ فَلَقَّاهُ الإِلَهُ الدَّوَاهِيَا
وَلَوْ أَنَّ القُلُوبَ تَسْتَطِيعُ سَيْرًاسَارَ قَلْبِي إِلَيْكَ سَيْرَ الحَثِيثِ كُنْ كَمَا شِئْتَ لِي فَإِنِّي مُحِبٌّلَيْسَ لِي غَيْرَ ذِكْرِكُم مِنْ حَدِيث لَكَ عِنْدِي وَإِنْ تَنَاسَيْتَ عَهْدٌفِي صَمِيمِ الفُؤَادِ غَيْرُ نَكِيث
خَرِيدَةٌ صَاغَهَا الرَّحْمَنُ مِنْ نُورٍجَلَّتْ مَلَاحَتُهَا عَنْ كُلِّ تَقْدِير لَوْ جَاءَنِي عَمَلِي فِي حُسْنِ صُورَتِهَايَوْمَ الحِسَابِ وَيَوْمَ النَّفْخِ فِي الصُّورِ لَكُنْتُ أَحْظَى عِبَادِ الله كُلِّهِمبِالجَنَّتَيْنِ وَقُرْبِ الخُرَّدِ الحُورِ
لَا تُتْبِعِ النَّفْسَ الهَوَىوَدَعِ التَّعَرُّضَ لِلْمِحَن إِبْلِيسُ حَيٌّ لَمْ يَمُتْوَالعَيْنُ بَابٌ لِلْفِتَن
وَيَا نَفْسُ، جِدِّي لَا تَمَلِّي، وَشَمِّرِيلِنَيْلِ سُرُورِ الدَّهْرِ فِيمَا هُنَالِك وَأَنْت مَتَى دَمَّرْت سَعْيَكَ فِي الهَوَىعَلِمْتَ بِأَنَّ الحَقَّ لَيْسَ كَذَلِك فَقَدْ بَيَّنَ الله الشَّرِيعَةَ لِلْوَرَىبِأَبْيَنَ مِنْ زُهْرِ النُّجُومِ الشَّوَابِكِ
أَقْصَرَ عَنْ لَهْوِهِ وَعَنْ طَرَبِهوَعَفَّ فِي حُبِّهِ وَفِي عُرَبِه فَلَيْسَ شُرْبُ المُدَامِ هِمَّتُهُوَلَا اقْتِنَاصُ الظِّبَاءِ مِنْ أَرَبِه قَدْ آنَ لِلْقَلْبِ أَنْ يُفِيقَ وَأَنْيُزِيلَ مَا قَدْ عَلَاهُ مِنْ حُجبِه أَلْهَاهُ عَمَّا عَهِدْتُ يُعْجِبُهخِيفَةُ يَوْم تُبْلَى السَّرَائِرُ بِهِ يَا نَفْسُ، جِدِّي وَشَمِّرِي وَدَعِيعَنْكِ اتِّبَاعَ الهَوَى عَلَى لَغَبِه وَسَارِعِي فِي النَّجَاةِ وَاجْتَهِدِيسَاعِيَةً فِي الخَلَاصِ مِنْ كُرَبِهِ عَلِّيَ أَحْظَى بِالفَوْزِ فِيهِ وَأَنْأَنْجُوَ مِنْ ضِيقِهِ وَمِنْ لَهَبِهِ يَا أَيُّهَا اللَّاعِبُ المُجد بِهِ الدْدَهْرُ أَمَا تَتَّقِي شَبَا نكبِه
...more
This highlight has been truncated due to consecutive passage length restrictions.
جَعَلْتُ اليَأْسَ لِي حِصْنًا وَدِرْعًافَلَمْ أَلْبَسْ ثِيَابَ المُسْتَضَامِ وَأَكْثَرُ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ عِنْدِييَسِيرٌ صَانَنِي دُونَ الأَنَامِ إِذَا مَا صَحَّ لِي دِينِي وَعِرْضِيفَلَسْتُ لِمَا تَوَلَّى ذَا اهْتِمَام تَوَلَّى الأَمْس، وَالغَدُ لَسْتُ أَدْرِيأَأُدْرِكُهُ، فَفِيمَ ذَا اغْتِمَام؟