‫طوق الحمامة في الأُلفَةِ والأُلَّاف‬ (Arabic Edition)
Rate it:
3%
Flag icon
الحب — أعزك الله — أوله هَزل وآخره جِد، دقَّت معانيه لجلالتها عن أن تُوصف، فلا تُدرك حقيقتها إلا بالمعاناة، وليس بمُنكَر في الديانة، ولا بمحظور في الشريعة؛ إذ القلوب بيد الله عز وجل.
3%
Flag icon
وقد اختلف الناس في ماهيته وقالوا وأطالوا، والذي أذهب إليه أنه اتصال بين أجزاء النفوس المقسومة في هذه الخليقة في أصل عنصرها الرفيع، لا على ما حكاه محمد بن داود — رحمه الله — عن بعض أهل الفلسفة: الأرواح أُكَرٌ مقسومة، لكنْ على سبيل مناسبة قواها في مقرِّ عالمها العلوي ومجاورتها في هيئة تركيبها.
أحمد الطنطاوي جبريل
ماهية الحب عند ابن حزم
4%
Flag icon
والله عز وجل يقول: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا؛ فجعل علَّة السكون أنها منه. ولو كان علةُ الحب حُسن الصورة الجسديَّة لوجب ألَّا يُستحسن الأنْقصُ من الصورة، ونحن نجد كثيرًا ممن يُؤثر الأدنى ويَعلم فضلَ غيره ولا يجد محيدًا لقلبه عنه، ولو كان للمُوافقة في الأخلاق لَمَا أحب المرء من لا يساعده ولا يُوافقه؛ فعِلْمُنا أنه شيء في ذات النفس. وربما كانت المَحبة لسبب من الأسباب، وتلك تفنى بفناء سببها؛ فمن ودَّك لأمر ولَّى مع انقضائه، وفي ذلك أقول:
أحمد الطنطاوي جبريل
ليست من أسباب الحب
4%
Flag icon
ومما يؤكِّد هذا القول أننا علمنا أن المحبة ضُروب، فأفضلها محبَّة المتحابِّين في الله عز وجل؛ إما لاجتهاد في العمل، وإما لاتفاق في أصل النِّحلة والمذاهب، وإما لفضل عِلْم يُمنحه الإنسان. ومحبة القرابة، ومحبة الألفة والاشتراك في المطالب، ومحبة التصاحب والمعرفة، ومحبة البر يضعه المرء عند أخيه، ومحبة الطمع في جاه المحبوب، ومحبة المتحابين لسر يجتمعان عليه يلزمهما ستره، ومحبة بلوغ اللذة وقضاء الوطر، ومحبة العشق التي لا علة لها إلا ما ذكرنا من اتصال النفوس. فكل هذه الأجناس منقضية مع انقضاء عللها، وزائدة بزيادتها، وناقصة بنقصانها، متأكدة بدنوها، فاترة ببعدها.
أحمد الطنطاوي جبريل
أضرب المحبة التي تنتهي بانتهاء سببها
77%
Flag icon
وقد علمنا أن الله عز وجل ركَّب في الإنسان طبيعتين متضادتين: إحداهما لا تُشير إلا بخير، ولا تحُضُّ إلا على حسن، ولا يُتَصوَّر فيها إلا كل أمر مرضيٍّ، وهي العقل، وقائده العدل. والثانية: ضدٌّ لها، لا تشير إلا إلى الشهوات، ولا تقود إلا إلى الردى، وهي النفس، وقائدها الشهوة، والله تعالى يقول: إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ، وكنى بالقلب عن العقل فقال: إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ، وقال تعالى: حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ. وخاطب أولي الألباب.
78%
Flag icon
من وُقي شرَّ لَقْلقه وقَبْقبه وَذبْذبه فقد وُقي شَرَّ الدنيا بحذافيرها. واللقلق: اللسان، والقبقب: البطن، والذبذب: الفرج.
79%
Flag icon
وقد قال رسول الله ﷺ: من تأمل امرأة وهو صائم حتى يرى حَجم عظامها فقد أفطر.
أحمد الطنطاوي جبريل
حديث موضوع
79%
Flag icon
وشيء أصفه لك تراه عيانًا، وهو أني ما رأيت قط امرأة في مكان تحسُّ أن رجلًا يراها أو يسمع حسَّها إلا وأحدثت حركةً فاضلةً كانت عنها بمعزل، وأتت بكلام زائد كانت عنه في غُنية، مخالفينِ لكلامها وحركتها قبل ذلك، ورأيت التهمُّم لمخارج لفظها وهيئة تقلُّبها لائحًا فيها ظاهرًا عليها لا خفاء به، والرجال كذلك إذا أحسوا بالنساء. وأما إظهار الزينة وترتيب المشي وإيقاع المزح عند خُطور المرأة بالرجل، واجتياز الرجل بالمرأة؛ فهذا أشهر من الشمس في كل مكان، والله عز وجل يقول: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ، وقال — تقدَّست أسماؤه: وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ ...more
93%
Flag icon
ولو لم يكن جزاء ولا عقاب ولا ثواب لوجب علينا إفناء الأعمار، وإتعاب الأبدان، وإجهاد الطاقة، واستنفاد الوسع، واستفراغ القوة في شكر الخالق الذي ابتدأنا بالنعم قبل استئهالها، وامتنَّ علينا بالعقل الذي به عرَفناه، ووهبنا الحواسَّ والعلم والمعرفة ودقائق الصناعات، وصرف لنا السماوات جارية بمنافعها، ودبرنا التدبير الذي لو ملكنا خلقنا لم نَهتد إليه، ولا نظرنا لأنفسنا نظره لنا، وفضَّلنا على أكثر المخلوقات، وجعلنا مستودع كلامه ومستقر دينه، وخلق لنا الجنة دون أن نستحقها، ثم لم يرض لعباده أن يدخلوها إلا بأعمالهم لتكون واجبةً لهم، قال الله تعالى: جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، ورشَدنا إلى سبيلها، ...more
94%
Flag icon
مَنْ عَرَفَ الله حَقَّ مَعْرِفَةٍ لَوَى، وَحَلَّ الفُؤَاد فِي رَهَبِه مَا مُنْقضِي المُلْكِ مِثْل خِالِدِهِ وَلَا صَحِيحُ التُّقَى كَمُؤْتَشِبِه وَلَا تَقِيُّ الوَرَى كَفَاسِقِهِمْ
94%
Flag icon
وَلَيْسَ صِدْقُ الكَلَامِ مِنْ كَذِبِه فَلَوْ أَمِنَّا مِنَ العِقَابِ وَلَمْ نَخْشَ مِنَ الله مُتَّقَى غَضَبِه وَلَمْ نَخَفْ نَارَهُ الَّتِي خُلِقَتْ لِكُلِّ جَانِي الكَلَامِ مُحْتَقبِه
95%
Flag icon
أَخْدَمَنَا الأَرْضَ وَالسَّمَاءَ وَمَنْ فِي الجَوِّ مِنْ مَائِهِ وَمِنْ شُهُبِه فَاسْمَعْ وَدَعْ مَنْ عَصَاهُ نَاحِيَةً لَا يَحْملُ الحمْلَ غَيْرُ مُحْتَطبِه
95%
Flag icon
فَخَابَتْ نُفُوسٌ قَادَهَا لَهْوُ سَاعَةٍ إِلَى حَرِّ نَارٍ لَيْسَ يُطْفَى أُوَارُهَا
95%
Flag icon
فَيَا أَيُّهَا المَغْرُورُ، بَادِرْ بِرَجْعَةٍ فَلله دَارٌ لَيْسَ تَخْمدُ نَارُهَا وَلَا تَتَخَيَّرْ فَانِيًا دُونَ خَالِدٍ دَلِيلٌ عَلَى مَحْضِ العُقُولِ اخْتِيَارُهَا
96%
Flag icon
فَكَمْ أُمَّةٍ قَدْ غَرَّهَا الدَّهْرُ قَبْلَنَا وَهَاتِيكَ مِنْهَا مُقْفِرَات دِيَارُهَا! تَذَكَّرْ عَلَى مَا قَدْ مَضَى وَاعْتَبِرْ بِهِ فَإِنَّ المُذَكِّي لِلْعُقُولِ اعْتِبَارُهَا
96%
Flag icon
تَنَبَّهْ لِيَوْمٍ قَدْ أَظَلَّكَ وِرْدُهُ عَصِيبٌ يُوَافِي النَّفْسَ فِيهَا احْتِضَارُهَا تَبَرَّأَ فِيهِ مِنْكَ كُلُّ مُخَالِطٍ وَإنَّ مِنَ الآمَالِ فِيهِ انْهِيَارُهَا فَأُوْدِعت فِي ظَلْمَاء ضَنْكٍ مَقَرُّهَا يَلُوحُ عَلَيْهَا لِلْعُيُونِ اغْبِرَارُهَا
97%
Flag icon
يَفِرُّ بَنُو الدُّنْيَا بِدُنْيَاهُم الَّتِي يُظَنُّ عَلَى أَهْلِ الحُظُوظِ اقْتِصَارُهَا هِيَ الأُمُّ خَيْرُ البِرِّ فِيهَا عُقُوقُهَا وَلَيْسَ بِغَيْرِ البَذْلِ يُحْمَى ذِمَارُهَا فَمَا نَالَ مِنْهَا الحَظَّ إِلَّا مُهِينُهَا وَمَا الهُلْكُ إِلَّا قُرْبُهَا وَاعْتِمَارُهَا تَهَافَتَ فِيهَا طَامِعٌ بَعْدَ طَامِعٍ وَقَدْ بَانَ لِلُّبِّ الذَّكِيِّ اخْتِبَارُهَا
99%
Flag icon
وضع عمر بن الخطاب — رضي الله عنه — للناس ثماني عشرة كلمة من الحكمة؛ منها: ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك عليه، ولا تظن بكلمة خرجت من في امرئ مسلم شرًّا وأنت تجد لها في الخير محملًا.