وكان الهكاري جالساً بجانب قراقوش، وحدثته نفسه أن يتكلم ويقوي عزم صلاح الدين على مقاومة نور الدين فالتفت إلى قراقوش كأنه يستشيره في الأمر، وهمّ قراقوش بأن يوافقه على ذلك، فإذا بتقي الدين ابن أخي صلاح الدين قد غلبت عليه حمية الشباب فوقف وقال: «إذا كان عمي السلطان قد جمعنا ليشارونا في أمر نور الدين، فهو يعلم أننا نتفانى في نصرته. فإذا جاء نور الدين إلى مصر منعناه بحد السيف». فبان البشر في وجه صلاح الدين استحساناً لتلك الجرأة وابتسم فكان لابتسامه تأثير شديد في ضمائر الحضور فجعلوا يتسابقون إلى الموافقة على رأي ذلك الشاب بمثل قوله. وعلا الضجيج ونجم الدين ما زال مطرقاً والعيون محدقة به لترى ما يبدو
...more