More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
ولكن لم يكن عيبهم أنهم التزموا الحق والصدق والعدل، بل عيبهم أنهم التزموا هذه الصفات في سماجة، فقالوا الحق في غير أدب والتزموا الصدق في غير لباقة، وتحروا العدل في غير لياقة، فلم يكن الذنب ذنب الحق، ولكن الذنب ذنب السماجة. فتعلَّم من هذا أن تقول الحق في أدب وتتحرى العدل والصدق في لباقة ولياقة.
وقلة العلم مع الأمل والطموح خير من كثرته مع اليأس والقنوط.
إن الذوق عمل في ترقية الأفراد والجماعات أكثر مما عمل العقل.
بإدراك الجمال الحسي:
إدراك جمال المعاني:
ثم إذا هو ارتقى في الذوق كره القبح في أمته، وأحب الجمال فيها، فهو ينفر من قبح البؤس والفقر والظلم فيها، وينشد جمال الرخاء والعدل في معاملتها، فيصعد به ذوقه إلى مستوى المصلحين.
ثم انظر إلى الأخلاق على أن فضائلها جمال، ورذائلها قبح، لا على أن فضائلها منفعة ورذائلها متلفة،
لقد جربت الناس فوجدتهم يخضعون للذوق أكثر مما يخضعون للمنطق،
فنظرة كنظرة الطفولة تعرف الأشخاص ولا تعرف المعاني،
أما زمنك هذا فقلِق مضطرب حائر، كفر بالقديم، ثم لم يجد جديدًا يؤمن به.
لأن الشعور بالواجب حل محل الخوف،
لأن العلم لا يفيد في السعادة والرقي إلا إذا صحبه الشعور بالواجب؛
وخير أن تعيشوا فقراء أعزاء من أن تعيشوا أغنياء أذلاء.
إن الانهماك في اللذائذ كنار القش تلتهب سريعًا وتنطفئ سريعًا،
والاعتدال في اللذائذ كنار الفحم تطول مدتها ويطول الانتفاع بها ولا تخمد إلا ببطء.
فكانت أعمالنا تصدر عنا كما يصدر العمل عن عادة، ليس يحتاج الإتيان به إلى إلى روية ولا تفكير.
ثم أتى جيلكم — خضوعًا للمدنية الحديثة — فطوح بهذه المبادئ والعقائد والعادات والتقاليد، ولم ينشئ مكانها ما يسد مسدها
فكان من ذلك فراغ لم يملأ، ومبادئ زالت ولم تعوَّض، وعقائد تهدمت ولم يبن مكانها؛ والطبيعة تكره الفراغ، وتكره السير على غير هدى، وتكره الهدم من غ...
This highlight has been truncated due to consecutive passage length restrictions.
وأن الحق حق في كل زمان ومكان، وأن الباطل باطل حيثما كان.

