More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
أن تنظر إلى عيوب قومك فترحمهم، ونقائصهم فتشفق عليهم، وتجتهد — ما أمكنك — في إصلاحهم فإن لم يمكنك الإصلاح العام، فحاول الإصلاح في بيئتك الخاصة … وفي طلبتك الذين تعلمهم والأساتذة الذين تخالطهم والبيت الذي تنشئه والصديق الذي تجالسه، وفي هذا القدر كفاية للرجل الطيب المحدود الإرادة. فإذا اتسعت إرادتك وقويت عزيمتك وشغلت بعد منصبًا رئيسيًّا استطعت أن تنشر نفوذك وتعمم إصلاحك. •••
وقلة العلم مع الأمل والطموح خير من كثرته مع اليأس والقنوط.
ولئن كان العقل أسس المدن، ووضع تصميمها، فالذوق جمَّلها وزينها.
فالإصلاح المؤسس على العقل وحده لا يجدي، وإنما يجدي الإصلاح المؤسس على العقل والذوق جميعًا.
فإن الذوق إذا شاع في مكان، شاعت فيه السكينة والطمأنينة، ونعومة المعاملة، وجمال السلوك، وإن انعدم أو قل في مكان خشنت المعاملة، وساء السلوك، وكثر هياج الأعصاب واضطرابها وارتباكها.
أنكم فهمتم الحقوق أكثر مما فهمتم الواجب، وطالبتم غيركم بحقوقكم أكثر مما طالبتم أنفسكم بواجباتكم، والأمة لا يستقيم أمرها إلا إذا تعادل في أبنائها الشعور بالحقوق والواجبات معًا، ولم يطغ أحدهما على الآخر.
لأن العلم لا يفيد في السعادة والرقي إلا إذا صحبه الشعور بالواجب؛ والعلم كالمصباح قد تكتشف به طريق الهداية وقد تكتشف به طريق الضلال.
والطبيعة تكره الفراغ، وتكره السير على غير هدى، وتكره الهدم من غير بنيان، فكانت الحيرة والقلق والاضطراب.
والأنس بالدين طبيعة النفس وراحة الروح، فإذا سلبت من تأنس به أحست بالوحشة وتململت من الفراق.
فنصيحتي لك أن تؤمن ولو ألحد الناس، وتوثِّق الصلة بينك وبين الله ولو قطعها الناس.
إن البيت إنما يعيش بتضحية الآباء والأمهات، والجيش إنما يعيش بمن يقدم روحه فداءً لوطنه، والأمة إنما تعيش بمن يتحمل المسئولية مهما لقي من جهد وعناء. والدنيا كلها أمثلة على أن الجماعة الصالحة للبقاء من غلب إيثارها أثرتها وتضحيتها أنانيتها، وإلا فلا أمل فيها ولا خير يرجى منها، ولولا تضحية أبيك وأمك ما كنت كما كنت، ولولا تضحية من حولك ما عشت.
وأن الحق حق في كل زمان ومكان، وأن الباطل باطل حيثما كان.

