More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
أنا أطلب الكرامة من طريق الأدب والثقافة، وأعتبر الأدب والثقافة رسالة مقدسة يحق لصاحبها أن يُصان شرفه بين أعلى الطبقات الاجتماعية، بل بين أرفع المقامات الإنسانية بغير استثناء.
أن العواطف المزيفة أروج في هذه الدنيا من العواطف الصحيحة؛ فلا أسف إذن على رأي الناس في الناس، ولا اعتداد إذن بما يُقَال ومن يقول …
وأنني لم أرث منه مالًا يغنيني … ولكني استفدت منه ما لا أقدره بمال …
ومن المصادفة اتفاق والدي ووالدتي في هذه الخصلة، ولست أنسى فزع أديب زارني يومًا وعلم أنني لم أبرح الدار منذ أسبوع، فهاله الأمر كأنه سمع بخارقة من خوارق الطبيعة … إنها وراثة من أبوين يؤكدها الزمن الذي لا تُحمَد فيه معاشرة أحد … إلا من رحم الله!
أن كتابًا تقرؤه ثلاث مرات أنفع من ثلاثة كتب تقرأ كلًّا منها مرة واحدة.
من العيد تعلمنا أن الطفل الصغير «شيء مهم» في البيت، أو أننا نحن بذواتنا «أشياء مهمة» … لأننا أطفال
كم من حاكم مظلوم، وكم من محكوم ظالم!
أومن بالتشجيع والظروف والرغبة تتلاقى معًا، وتتوافق في الخطوات الأولى … ولا أومن بها متفرقة يتيسر بعضها ويتعذر سائرها في مستهل الطريق.
«الاستخدام رِقُّ القرن العشرين.»
كلا … لست أهوى القراءة لأكتب، ولا أهوى القراءة لأزداد عمرًا في تقدير الحساب … وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا، وحياة واحدة لا تكفيني، ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة. والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة في مدى عمر الإنسان الواحد؛ لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق، وإن كانت لا تطيلها بمقادير الحساب …
ولكنني أحب الكتب لأن حياة واحدة لا تكفيني … ومهما يأكل الإنسان فإنه لن يأكل بأكثر من معدة واحدة، ومهما يلبس فإنه لن يلبس على غير جسد واحد، ومهما يتنقل في البلاد فإنه لن يستطيع أن يحل في مكانين، ولكنه بزاد الفكر والشعور والخيال يستطيع أن يجمع الحيوات في عمر واحد، ويستطيع أن يضاعف فكره وشعوره وخياله كما يتضاعف الشعور بالحب المتبادل، وتتضاعف الصورة بين مرآتين.
الكتب طعام الفكر،
فأنت لا تعرف حق المعرفة «الطريقة» التي تضمن الفائدة التامة من قراءة الكتب، ولكن لعل أفضل ما يُشار به — على الإجمال — هو ألا تكره نفسك على القراءة، وأن تدع الكتاب في اللحظة التي تشعر فيها بالفتور والاستثقال.
وعلمت أن خطأ الكثيرين جائز، وأن سخريتهم لا تضير،
لقد علمتني تجارب الحياة أن الناس تغيظهم المزايا التي ننفرد بها، ولا تغيظهم النقائص التي تعيبنا، وأنهم يكرهون منك ما يصغرهم لا ما يصغرك، وقد يرضيهم النقص الذي فيك؛ لأنه يكبرهم في رأي أنفسهم، ولكنهم يسخطون على مزاياك؛ لأنها تصغرهم أو تغطي على مزاياهم … فبعض الذم على هذا خير من بعض الثناء، لا بل الذم من هذا القبيل أخلص من كل ثناء؛ لأن الثناء قد يخالطه الرياء. أما هذا الذم فهو ثناء يقتحم الرياء.
وعرفت أن الذين أسخطهم لا يرضيهم عني شيء، وأن الذين أرضيهم لا يسخطهم عليَّ شيء، فلا فائدة إذن من اتقاء السخط ولا من اجتلاب الرضى؛
فما من أحد يحقق كل ما يريد وكل ما يُراد منه، وإن كان أنجح الناجحين، وإنما يُقاس النجاح بما أستطيع فعلًا، وبما يُستطاع حقًّا لو اتسع الوقت وأسعدت الظروف.
كما يتفق كثيرًا أن يجهل الإنسان ما يألفه من قوته ويحسبه من المألوفات التي لا غرابة فيها،
أحسن الظن بالناس كأنهم كلهم خير، واعتمد على نفسك كأنه لا خير في الناس.
لا أحب أن أعود؛ لأن الحاضر خير من الماضي فيما أرى، وبخاصة حين نعود إليه. وإنما يحلو الماضي حين ننظر إليه بأعيننا الحاضرة …
وخلاصة التجارب كلها في الحب أنك لا تحب حين تختار ولا تختار حين تحب، وأننا مع القضاء والقدر حين نُولَد وحين نحب وحين نموت؛
وهؤلاء المتشائمون أعداء الحياة والإنسان.
فبئس المطبخ مطبخ اللذة، ونعم المطبخ مطبخ الغذاء،
وأنت تشمل الدنيا بالليل وهي تشملك بالنهار.
الفهم والعطف والشعور، وهي أكرم مزايا الإنسان …