More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
Read between
August 28, 2019 - July 17, 2020
عاشق الحقيقة إنما يحبها لا لنفسه مجاراة لأهوائه، بل يهيم بها لذاتها، ولو كان في ذلك مخالفًا لعقيدته
إياك أن تقف حائلًا بين فكرتك وبين ما ينافيها، فلا يبلغ أولَ درجة من الحكمة مَنْ لا يعمل بهذه الوصية من المفكرين.
أما الآن فقد حولت حبي إلى الله، وما الإنسان في نظري إلا كائن ناقص، فإذا ما أحببته قتلني حبه.
أحب من يعيش ليتعلم، ومن يتوق إلى المعرفة ليحيا الرجل المتفوق بعده، فإن هذا ما يقصد طالب المعرفة من زواله.
أحب من يعمل ويخترع ليبني مسكنًا للإنسان المتفوق فيهيئ ما في الأرض من حيوان ونبات لاستقباله، فإن هذا م...
This highlight has been truncated due to consecutive passage length restrictions.
أحب من يجود بروحه فلا يطلب جزاء ولا شكورًا، ولا يسترد، فهو يهب دائمًا ولا يفكر في الاستبقاء على ذاته.
أحب من يعلن حبه لربه بتوجيه اللوم إليه؛ إذ يجب أن يهلك بغضب ربه.
إنهم لا يفهمون كلامي، فلست بالصوت الذي تتطلبه هذه الأسماع.
إن من يشبع الجياع يولي نفسه قوة،
أفليس أثقل الأحمال هو في الاتضاع لإنزال العذاب بالغرور؟ أفليس أثقلها أن يبدي الإنسان اختلالًا لتظهر حكمته جنونًا؟
أم أثقلها في تخلي الإنسان من مطلب حين يقترن هذا المطلب بالنصر، أم في ارتقاء قمم الجبال لتحدي من يتحدى؟
أم أثقلها في احتمال المرض وطرد العوَّاد المعزِّين،
إذا كان في قهر النفس مرارة فإن في بقاء الشقاق بينك وبينها ما يزعج رقادك.
أفضِّل أن يزورني القليل من الناس على أن يرتاد مسكني عُشَراءُ السوء، وهذا العدد القليل يجب عليه ألا يطيل السمر عندي لئلا يعكر صفو رقادي.
وكانت كل ريبة خطيئة.
غير أن هؤلاء الناس يرون الجسد كائنًا معتلًّا، فيودون أن يبارحوا جلودهم
إن الجسد السليم يتكلم بكل إخلاص وبكل صفاء، فهو كالدعامة المربعة من الرأس حتى القدم وليس بيانه إلا إفصاحًا عن معنى الأرض.
إن ما تلذ به روحي وتتعذب به يتعالى عن الإيضاح، ويجلُّ عن أن يسمى،
لتكن فضيلتك أسمى من أن تستخف بالأشياء عند تحديدها،
إن من يحيط به لهيب الحسد تنتهي به الحال إلى ما تنتهي العقرب إليه فيوجِّه حُمته المسمومة إلى نحره.
ذلك زمان كانت تحتسب فيه شكوك الإنسان ومطامعه جرائم عليه، فكان المبتلى بالشكوك والمطامع يعدُّ ساخرًا ومنشقًّا عن المجتمع
إذا أُعطي لكل إنسان الحق في أن يتعلم القراءة، فلن تفسد الكتابة مع مرور الزمان فحسب، بل إن الفكر نفسه سيفسد أيضًا.
لو أنني أردت هزَّ هذه الدوحة بيدي لما تمكنت، غير أن الريح الخفية عن أعيننا تهزها وتلويها كما تشاء. هكذا نحن تلوينا وتهزُّنا أيادٍ لا تُرى.
إنك تريد الصعود مطلقًا من كل قيد نحو الذرى، فقد اشتاقت روحك إلى مسارح النجوم، ولكن غرائزك السيئة نفسها تشتاق الحرية أيضًا.
والعالم مليء بمن تجب دعوتهم إلى الإعراض عن الحياة.
إن الأرض مكتظة بالدخلاء وقد أفسدوا الحياة، فما أجدرهم بأن تستهويهم الحياة الأبدية ليخرجوا من هذه الدنيا.
وأنتم أيضًا، أيها المتحمِّلون من الدنيا همومها وجهودها المرهقة، أفما تعبتم من الحياة؟
وما راحة الأعزل إلا مدعاة للثرثرة والجدال،
فما عدوكم إلا مدعاة مباهاتكم،
إن المحارب الصادق يفضِّل ما يجب عليه على ما يريده.
على هذا الوجه تمر حياتكم بالطاعة والجهاد، فما يهمكم أطالت الحياة أم قصرت فليس من محارب يطلب أن يُعامل بالمراعاة.
إن تجمع المياه في الينابيع لا يتم إلا ببطء، وقد تمر أزمان قبل أن تدرك المجاري ما استقر في أغوارها.
اهرب، يا صديقي، إلى عزلتك. لقد طالت إقامتك قرب الصعاليك والأدنياء،
لا ترفع يدك عليهم فإن عددهم لا يحصى، وما قُدِّر عليك أن تكون صيادًا للحشرات.
ليسوا أهلًا لك، فهم لذلك يكرهونك
إلى عزلتك، يا صديقي، إلى الأعالي حيث تهب رصينات الرياح، فإنك لم تخلق لتكون صيادًا للحشرات.
إنك إذا ما تفرست في رجال المدن، لتشهد لك نظراتهم بأنهم لا يرون في الأرض شيئًا يفضل مضاجعة امرأة …
ليست البذاءة في قذارة الحقيقة، بل هي في تدنيها وإسفافها، وطالب المعرفة يأنف من الانحدار إلى مهاويها.
يقول المنفرد في نفسه: «لا أطيق وجود أحد بقربي.»
كثيرًا ما يقود الحب إلى التغلب على الحسد،
فإن من الناس من يعجز عن التحرر من قيوده ولكنه قادر على تحرير أصدقائه.
فكم من عمل اتشح العيب في بلد، رأيته مجللًا بالشرف والفخر في بلد آخر.
فالبشرية لم تعرف حتى اليوم لها هدفًا، ولكن إذا كانت الإنسانية تسير ولا غاية لها، أفليس ذلك لقصورها وضلالها؟
فأصدق الناس من لا ضمير له يحول دون قوله الصدق.
لقد تفوقت عليهم، فكلما اعتليت فوقهم ازددت صغارًا في أعين الحاسدين، وما كره الناس أحدًا كرههم للمحلِّق فوق السحاب.
إن ما تدعونه عشقًا إنما هو جنون يتتالى نوبة بعد نوبة حتى يجيء زواجكم خاتمًا هذه الحماقات بالحماقة المستقرة الكبرى.
إنما تنشأ فضيلتكم عندما يعجز المدح والذم عن بلوغ شعوركم،
أعِنْ نفسك، أيها الطبيب، لتتمكن من إعانة مريضك، إن خير ما تبذله من معونة لهذا المريض هو أن يرى بعينه أنك قادر على شفاء نفسك.

