وقال أبو العباس المبرد في بعض أحاديثه: «لا أحتاج إلى وصف نفسي، لعلم الناس بي أنه ليس أحدٌ من الخافقين تختلج في نفسه مشكلةٌ إلا لقيني بها، وأعدَّني لها، فأنا عالمٌ ومتعلم وحافظٌ ودارس، لا يخفى عليَّ مشتبهٌ من الشعر والنحو والكلام المنثور والخطب والرسائل، وربما احتجت إلى اعتذارٍ من فلتةٍ أو التماس حاجةٍ، فأجعل المعنى الذي أقصده نصب عينيَّ، ثم لا أجد سبيلًا إلى التعبير عنه بيدٍ ولا لسانٍ، ولقد بلغني أنَّ عبيد الله بنَ سليمان ذكرني بجميلٍ، فحاولت أنْ أكتب إليه رقعةً أشكره فيها وأعرض ببعض أموري، فاتبعت نفسي يومًا في ذلك فلم أقدر على ما أرتضيه منها، وكنت أحاول الإفصاح عمَّا في نفسي فينصرف لساني إلى
...more

