More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
ما أتعس الرجل الذي يحب صبية من بين الصبايا ويتخذها رفيقة لحياته، ويُهرق على قدميها عرق جبينه ودَمَ قلبه، ويضع بين كَفَّيْهَا ثمار أتعابه وغلة اجتهاده، ثم ينتبه فجأة فيجد قلبها الذي حاول ابتياعه بمجاهدة الأيام وسهر الليالي قد أعطي مجانًا لرجل آخر ليتمتع بمكنوناته ويسعد بسرائر محبته!
Zahra Alhusain liked this
«هؤلاء البشر الذين يجيئون من الأبدية ويعودون إليها قبل أن يذوقوا طعم الحياة الحقيقية لا يمكنهم أن يدركوا كُنْهَ أوجاع المرأة عندما تقف نفسها بين رجل تحبهُ بإرادة السماء، ورجلٍ تلتصقُ به بشريعة الأرض.
هي مأساة أليمة مكتوبةٌ بدماء الأنثى ودموعها، يقرؤها الرجل ضاحكا؛ لأنه لا يفهمها وإن فهمها انقلب ضحكُه فجورًا وقساوةً، وأنزل على رأس المرأة من غضبه نارًا وكبريتًا وملأ أذنيها لعنًا وتجديفًا، هي رواية موجعة تمثلها الليالي السوداء بين ضلوع كل امرأة تجد جسدها مقيَّدًا بمضجع رجل عرفته زوجًا قبل أن تعرف ما هي الزيجة، وترى روحها مرفرِفَةً حول آخر تحبه بكل ما في الروح من المحبة، وبكل ما في المحبة من الطهر والجمال، هو نزاع مخيف قد ابتدأ منذ ظهور الضعف في المرأة والقوة في الرجل، ولا ينتهي حتى تنقضي أيام عبودية الضعف للقوة، هي حربٌ هائلةٌ بين شرائع الناس الفاسدة،
Zahra Alhusain liked this
لأنني لا أحب الاغتياب والنميمة بل فعلت ذلك لأريك حقيقة قوم كنت بالأمس مثلهم فنجوت، وأبين لك معيشة بشر يقولون عني كل كلمة شريرة؛ لأنني خسرت صداقتهم لأربح نفسي، وخرجت عن سبل خداعهم المظلمة، وحولت عيني نحو النور حيث الإخلاص والحق والعدل، وقد نَفَوْنِي الآن من جامعتهم، وأنا راضية لأن البشر لا ينفون إلَّا من تمرَّدت روحُه الكبيرة على الظلم والجور، ومن لا يؤثر النفي على الاستعباد لا يكون حرًّا بما في الحرية من الحق والواجب.
Zahra Alhusain liked this
وهذا احتجاجي أمام السماء والأرض، وأنا أُرَدِّدُهُ وأترنَّم به، والناس يغلقون آذانهم ولا يسمعون؛ لأنهم يخشون ثورة أرواحهم، ويخافون أن تتزعزع أسس جامعتهم وتهبط على رؤوسهم، هذه هي العقبة التي سِرْتُ عليها حتى بلغت قمة سعادتي، ولو جاء الموت واختطفني الآن لوقفت روحي أمام العرش الأعلى بلا خوف ولا وجل، بل بفرح وأمل، وانْحَلَّتْ لفائف ضميري أمام الدَّيَّان الأعظمِ وبانت نقية كالثلج؛ لأنني لم أفعل غير مشيئة النفس التي فَصَلَها الله عن ذاته، ولم أتبع غير نداء القلب،