More on this book
Kindle Notes & Highlights
وذلك أنَّ المتنبي رب المعاني الدقاق — كما قال
وتتقطع نفسه حسَرَاتٍ جرَّاء ذلك الداء الخبيث العُياء الذي ألمَّ — ولا يزال يُلم — بالمطبوعات العربية — داء التصحيف والتحريف — حتى لا يكاد يسلم مِنه كتاب عربي، فذهب بجمال التواليف وشوَّه خلقَها، وصارَ بها إلى حيثُ تنبو عنها الأحداق، وتتجافى عن قراءتها الأذواق، ويتخاذل الذهن، ويتراجع الفكر، ولست
أن أنسخ رسالة في سرقات المتنبي بدار الكتب المصرية، وكلفت أحد الناسخين في تلك الدار بنسخها، ولما أتمَّ نقلَ الكراسة الأولى ذهبت إليه وأخذنا نقابل ما نسخ على الأصل، فوجدت الأصل لا يكاد يوجد فيه بيت صحيح، ووجدت ما نسخ منه ضِغثًا على إبَّالةٍ
إن الجهد الذي يُبذل في سبيل التأليف أهونُ على المرء من الجهد الذي يقاسَى في سبيل التصحيح.
فقد تحتاج مع شعر كل شاعر إلى ترجمته، ولكنك لا تحتاج من أبي الطيب إلا إلى شعره، وترى شعره ترجمة روحه،