More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
لقد كانت الوصايا العشر مجرد بداية للقانون الأخلاقي. وكان لليهود نظام تفصيلي معقد لقوانين تغطي ما تشمله القوانين في المعتاد ـ مثل الجريمة، وحقوق الملكية، والمواريث، والزواج ـ وأضيف إلى ذلك ما يتعلق بالنظام الغذائي، والنظافة، وإدارة المنزل، وكيفية تقديم القرابين في المعبد. ورغم اعتقاد اليهود بأنهم الشعب المختار، إلا أنهم كثيرًا ما تعرضوا للإهانة، والغزو، والنبذ إلى خارج ديارهم، ولكنهم لم يشككوا أبدًا في وجود الرب، أو أنه يرعاهم. وإذا ما داهمتهم كارثة، استنتجوا منها أنهم لا يتبعون شريعتهم كما ينبغي، وأنهم أساءوا للرب. وبذلك فإنه عند اليهود، كما عند المسيحية، هناك ارتباط لصيق بين الدين والفضيلة،
...more
هنا استنبط «لوثر» أنه لا عليك فعل شيء للخلاص، وتحديدًا ليس عليك أن تضع نفسك تحت رحمة القساوسة وتتبع أوامرهم. كل ما عليك فعله هو أن تؤمن، أن يكون لديك إيمان. الإيمان وحده هو الذي سيخلصك، وهذه الرسالة الأساسية لـ«لوثر». اعتقد في المسيح وستُخلص. كمؤمن، ستحتاج أن تقوم بأشياء تسعد الرب، أن تفعل، كما تقول الكنيسة، أعمالًا طيبة، أن تتصرف كما أمر المسيح أن تتصرف، ولكن هذه الأعمال في حقيقة الأمر لن تعينك على الخلاص. وهنا يكمن الفرق الجوهري بين البروتستانتية والكاثوليكية. أكد الكاثوليك على الأعمال الطيبة كجزء من عملية الخلاص. الذهاب إلى الحج، إعطاء أموال للفقراء، هذا سيساعد في تعاملك مع الرب. «لوثر» ذهب
...more
حارب الكاثوليك والبروتستانت بعضهم البعض لأكثر من مائة عام. فقد نظر كل إلى الآخر باعتباره مخطئًا تمامًا، لا باعتباره شكلًا آخر من المسيحية، لقد حاربوا بعضهم ليس لأنهم غير مسيحيين، ولكن باعتبارهم أعداء للمسيحية وللكنيسة الحق.
وسقط «سقراط» ضحية لأثينا الديمقراطية. فقد حوكم لإنكاره للآلهة، وإفساد أخلاق الشباب. وكان دفاعه أنه لم يكن مصرًّا على أن يتبعه أحد في آرائه. هو ببساطة قام بسؤال الناس حتى تكون لديهم أسبابهم فيما يعتقدون. ووجد ٥٠١ من المحلفين «سقراط» مذنبًا؛ وإن كان التصويت متقاربًا. وكان على المحلفين أن يقرروا أي عقوبة سيفرضون عليه. وقد طالب الادعاء بالموت لـ«سقراط». وعند هذه النقطة، كان على المتهم أن يكون معتذرًا، وأن يأتي بزوجته وأطفاله مطالبًا بالرحمة. لكن «سقراط» رفض أن يتنازل، وتساءل، ما هي العقوبة المناسبة لشخص شجعك أن تحسن من مستواك العقلي والأخلاقي؟ ربما معاشًا منتظمًا لمدى الحياة! ربما تعاقبونني بالنفي
...more
حركة الإصلاحيين البروتستانتية في القرن السادس عشر، أرادت أن يقرأ الناس الإنجيل مباشرة دون وسيط، فكان من اللازم ترجمته إلى اللغات المحلية. أول عمل لـ«لوثر» هو ترجمة الإنجيل للألمانية. ولم تعد اللاتينية عند البروتستانتيين لغة المقدسات. الكتب الأصلية استمر تأليفها باللاتينية، وبهذا تصبح متاحة للرجال المتعلمين في أنحاء أوروبا. «كوبرنيكوس»، أول من قال بأن الشمس مركز الكون، «كيبلر»، الذي طور قوانين حركة الكواكب، و«نيوتن»، الذي استكمل الثورة العلمية، كلهم كتبوا باللاتينية. لكن بعد القرن السابع عشر، كتب العلماء والفلاسفة بلغاتهم، ثم تُرجمت أعمالهم، بعد ذلك، إلى قراء آخرين.
وقد ساعد المسيح في هذه الكراهية في وضعهم في صورة أسوأ الناس بقوله إنه «لا فضيلة في أن تحبوا من يحبونكم ـ فحتى جامعو الضرائب يفعلون ذلك».
ومع ضعف عُرَى الارتباط الاجتماعي، وتراجع دور الكنيسة، أصبح الشعور الوطني الذي تشبعه المدارس، وتروجه وسائل الإعلام هو ما يجمع الناس معًا. أصبحت القومية بديلًا للدين،
كان التنوير هو العامل الأكثر تأثيرًا على أوروبا التي تلتزم «بالقيم العامة وبحقوق الإنسان، التي لا يمكن انتهاكها أو مصادرتها»، وتتبع طريق «التقدم والرفاهة». وسيتم التجاوز عن القومية، إذ «إنه مع استمرار اعتزازهم بخصائصهم القومية وتاريخهم، فإن شعوب أوروبا عازمة على تجاوز انقساماتها السابقة، وعلى أن تكون أكثر اتحادًا؛ لتشكل مصيرها المشترك».

