More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
أيّها الولد، النصيحة سهلة و المشكل قبولها،
فكذا لو قرأ رجل مائة ألف مسألة علميّة و تعلّمها، و لم يعمل بها، لا تفيده إلاّ بالعمل.
سهر العيون لغير وجهك ضائع * و بكاؤهن لغير فقدك باطل. أيها الولد، عش ما شئت فإنّك ميّت، و أحبب ما شئت فإنّك مفارقه؛ و اعمل ما شئت فإنّك مجزيّ به.
أيّها الولد، العلم بلا عمل جنون، و العمل بغير علم لا يكون.
أيّها الولد، اجعل الهمّة في الرّوح، و الهزيمة في النفس، و الموت في البدن، لأنّ مترلك القبر، وأهل المقابر ينتظرونك في كل لحظة متى تصل إليهم؟
و أزعم أنّي هائم ذو صبابة * لربّي، فلا أبكي و تبكي البهائم.
و اعلم أنّ الرّياء يتولّد من تعظيم الخلق. و علاجه أن تراهم مسخّرين تحت القدرة و تحسبهم كالجمادات في عدم قدرة إيصال الرّاحة و المشقّة لتخلص من مراءاتهم. و متى تحسبهم ذوي قدرة و إرادة لن يبعد عنك الرّياء.
إعمل أنت بما تعلم لينكشف لك ما لم تعلم.
(و الثّاني) ممّا تدع هو أن تحذر من أن تكون واعظا و مذكّرا لأنّ فيه آفة كثيرة، إلاّ أن تعمل بما تقول أوّلا ثمّ تعظ به النّاس.
إن ابتليت بهذا العمل فاحترز عن خصلتين: الأولى - عن التّكلّف في الكلام بالعبارات و الإشارات و الطّامّات و الأبيات و الأشعار، لأن الله تعالى يبغض المتكلّفين، و المتكلّف المتجاوز عن الحدّ يدلّ على خراب الباطن و غفلة القلب،