More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
و روي أنّ الجنيد، قدّس الله سرّه، رؤي في المنام بعد موته فقيل له: ما الخبر يا أبا القاسم؟ قال: «طاحت تلك العبارات، و فنيت تلك الإشارات، و ما نفعنا إلاّ ركيعات ركعناها في جوف اللّيل.».
Marwa Ahmed liked this
قال عليّ رضى الله عنه: «من ظنّ أنّه بدون الجهد يصل فهو متمنّ. و من ظنّ أنّه ببذل الجهد يصل فهو مستغن.»
Marwa Elrayes and 1 other person liked this
و روي أنّ الحسن البصريّ، رحمه الله تعالى، أعطي شربة ماء بارد، فأخذ القدح و غشي عليه و سقط من يده، فلمّا أفاق قيل: ما لك يا أبا سعيد؟ قال: ذكرت أمنيّة أهل النّار حين يقولون لأهل لجنّة: (أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ * الاعراف:٥٠).
قد وجب على السّالك أربعة أمور: الأمر الأوّل: إعتقاد صحيح لا يكون فيه بدعة. و الثّاني: توبة نصوح لا يرجع بعدها إلى الزلّة. و الثّالث: إسترضاء الخصوم حتّى لا يبقى لأحد عليك حقّ. و الرابع: تحصيل علم الشّريعة قدر ما تؤدّى به أوامر الله تعالى، ثم من العلوم الاخرى ما تكون به النّجاة.
Marwa Ahmed liked this
حكي أنّ الشّبلي، رحمه الله، خدم أربعمائة أستاذ؛ و قال: قرأت أربعة آلاف حديث، ثمّ اخترت منها حديثا واحدا و عملت به، و خلّيت ما سواه، لأني تأمّلته فوجدت خلاصي و نجاتي فيه، و كان علم الأوّلين و الآخرين كلّه مندرجا فيه فاكتفيت به، و ذلك أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم، قال لبعض أصحابه: (إعمل لدنياك بقدر مقامك فيها، و اعمل لآخرتك بقدر بقائك فيها، و اعمل لله بقدر حاجتك إليه، و اعمل للنّار بقدر صبرك عليها).
Marwa Ahmed liked this
الخصلة الثّانية ألاّ تكون همّتك في وعظك أن ينعر الخلق في مجلسك أو يظهروا الوجد، و يشقّوا الثّياب ليقال: نعم المجس هذا! لأنّ كلّه ميل للدّنيا، و هو يتوّلد من الغفلة. بل ينبغي أن يكون عزمك و همّتك أن تدعو النّاس من الدّنيا إلى الآخرة، و من المعصية إلى الطْاعة، و من الحرص إلى الزّهد؛ و من البخل إلى السّخاء، و من الشّك إلى اليقين، و من الغفلة إلى اليقظة، و من الغرور إلى التّقوى، و تحبّب إليهم الآخرة و تبغّض إليهم الدّنيا، و تعلّمهم علم العبادة و الزّهد؛ و لا تغرّهم بكرم الله تعالى عزّ و جلّ و رحمته. لأنّ الغالب في طباعهم الزّيغ عن منهج الشّرع، و السّعي فيما لا يرضى الله تعالى به، و الإستعثار
...more
إذا قرأت العلم أو طالعته ينبغي أن يكون علمك يصلح قلبك، و يزكّي نفسك، كما لو علمت أنّ عمرك ما يبقى غير أسبوع، فبالضّرورة لا تشتغل فيها بعلم الفقه و الأخلاق و الأصول و الكلام و أمثالها، لأنّك تعلم أنّ هذه العلوم لا تغنيك. بل تشتغل بمراقبة القلب و معرفة صفات النّفس، و الإعراض عن علائق الدّنيا، و تزكّي نفسك عن الأخلاق الذّميمة، و تشتغل بمحبّة الله تعالى و عبادته، و الإتصاف بالأوصاف الحسنة، و لا يمرّ على عبد يوم و ليلة إلاّ و يمكن أن يكون موته فيه.