وإذا لم يقصد السائل في المسألة لرجل واحد، وعم بها جماعة من عنده فلا تبادرَنَّ بالجواب، ولا تسابق الجلساء، ولا تواثب بالكلام مواثبة، فإن ذلك يجمع مع شين[230] التكلف، والخفة، أنك إذا سبقت القوم إلى الكلام صاروا لكلامك خصماء، فتعقبوه بالعيب والطعن، وإذا أنت لم تعجل بالجواب، وخليته للقوم، اعترضت[231] أقاويلهم على عينك، ثم تدبرتها، وفكرت في ما عندك، ثم هيَّأت من تفكيرك، ومحاسن ما سمعت جوابًا رضيًا، ثم استدبرت به أقاويلهم حين تصيخ[232] إليك الأسماع، ويهدأ عنك الخصوم.

