فتعهد من ذلك في نفسك خصلة قد رأيتها تعتري بعض أصحاب الأعمال، وذلك أن الرجل يكون في أمر من أمره، فيرِدُ عليه شغل آخر، أو يأتيه شاغل من الناس يكره إتيانه، فيكدر ذلك بنفسه تكديرًا يفسد ما كان فيه، وما ورد عليه، حتى لا يحكم واحدًا منهما، فإذا ورد عليك مثل ذلك، فليكن معك رأيك، وعقلك اللذان بهما تختار الأمور، ثم اختر أولى الأمرين بشغلك، فاشتغل به حتى تفرغ منه، ولا يعظمن عليك فوت ما فات، وتأخير ما تأخر إذا أعملت الرأي معمله، وجعلت شُغلك في حقه، واجعل لنفسك في كل شغل غاية ترجو القوة، والتمام عليها.

