‫كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس‬ (Arabic Edition)

by Dale Carnegie

تذكر وأنت تتعامل مع الناس أنك لاتتعامل مع مخلوقات منطقية، بل مع مخلوقات عاطفية، مخلوقات ممتلئة بالشر والكبرياء والغرور. والانتقاد شرارة ربما سببت انفجاراً في مخزن البارود.

"إن كل شيء نفعله ينحدر من دافعين: الدافع الجنسي والرغبة في العظمة".

"إن أعمق دافع في طبيعة الإنسان هو الرغبة في أن يكون مهماً".

قال سكواب: "أعظم ميزة امتلكتها هي إثارة الحماس بين الرجال، والطريق إلى تنمية أفضل ملكات الإنسان لا يأتي إلا بالتقدير والتشجيع، ما من شيء يمكن أن يقتل طموحات الإنسان مثل الانتقادات ممن هم أعلى منه، لم أنتقد أي أحد إطلاقاً. إنني أؤمن بقيمة الحافز على الإنسان لكني في نفس الوقت أمقت الخطأ. لو أحببت شيئاً فإني مبالغ في الاستحسان، سخي في المديح". هذا ما يفعله سكواب.

"لا تخف من الأعداء الذين يهاجمونك. كن خائفاً من الأصدقاء الذين يتملقونك".

"علّمني ألا أقدم أو أتلقى مديحاً رخيصاً".

إذن التملق هو المديح الرفيع.

لم تقرأ يا تيبي كتاباً عن علم النفس لكنك عرفت بالغريزة أن الواحد يمكن أن يكتسب المزيد من الأصدقاء في شهرين بأن يصبح مهتماً بالآخرين ومهتمين به.

يمكنك تكوين المزيد من الأصدقاء في شهرين بأن تصبح مهتماً بالآخرين بصورة أكبر من استطاعتك تكوينهم في عامين عن طريق جعل الناس مهتمين بك.

"إن الفرد الذي لا يهتم بأصدقائه هو الذي لديه أضخم صعوبات في الحياة، ويلحق أكبر الأذى بالآخرين، إنه من بين هؤلاء الأفراد يظهر الفشل الذريع للإنسان".

"لو لم يحب المؤلف الناس، فإن الناس لن تحب قصصه" هذا المحرر ذو الخبرة توقف مرتين في مجرى حديثه عن كتابة القصة واعتذر عن إلقاء موعظة دينية قال: "اقول لكم نفس الأشياء التي سيخبركم بها واعظكم. لكن تذكروا أنه عليكم الاهتمام بالناس لو أردتم أن تكونوا كتاب قصة ناجحين".

سألت زوجتي في إحدى المرات الرئيس عن الحجل، لم ترَ واحداً منهم أبداً فوصفه لها وصفاً دقيقاً. دق جرس التليفون في كوخنا ذات مرة - إيموس وزوجته يعيشان في كوخ صغير في ضيعة روزفلت في خليج أويستر - ردت زوجتي على التليفون، وكان المتحدث هو السيد روزفلت بنفسه، طلبها ليخبرها بأنه يوجد حجل خارج نافذتها، وأنها لو أطلت عليه خارج النافذة لوجدته. أشياء صغيرة مثل هذه، كانت رائعة منه.

اكتشفت من تجربتي الشخصية أن الإنسان يمكنه أن يجذب إليه الأنظار ويكسب الوقت، ويحصل على المساعدة من الناس في أمريكا بأن يهتم اهتماماً زائداً.

إذا أردنا كسب أصدقاء، دعونا نحييهم بحماس وحيوية، وعندما يطلبك شخص في التليفون استخدم نفس الفطنة، قل "أهلاً" في نغمات تظهر مدى سرورك من أن شخصاً يطلبك.

إذا أردت بناء شخصية مرحة، ومهارة فعالة في العلاقات الإنسانية، دعني أحدثك عن كتاب "العودة إلى الدين" للدكتور هنري لينك،

"عرفت رجالاً نجحوا لأنه كان لديهم وقت للقيام بأعمالهم، وشاهدت هؤلاء الرجال - فيما بعد - يبدأون العمل في وظيفة صارت حملة، فقدوا المرح الوظيفي وفشلوا".

أنت لا تجد الرغبة في أن تبتسم؟ وماذا بعد ذلك؟

أجبر نفسك وأرغمها أولاً على أن تبتسم. لو كنت بمفردك أجبر نفسك على أن تصفر أو تدندن بنغمة أو تغني، تصرف كما لو كنت سعيداً بالفعل،

قال شكسبير: "لا شيء طيب أو سيئ، لكن التفكير هو الذي يجعله كذلك".

كتاب تحت عنوان (لِمَ لا تحاول الالتجاء إلى الله) وهو من إعداد: ماري بكفورد.

"وقتما تخرج من المنزل اجعل ذقنك في مستوى أفقي، ورأسك معتدلة، واملأ رئتيك بالهواء قدر استطاعتك، استمتع بشروق الشمس، قم بتحية أصدقائك بابتسامة، ضع روحك في يدك كما صافحت أحداً، لا تخف من عدم فهمك من الآخرين، ولا تُضِع دقيقة في التفكير في أعدائك، ركز بشدة فيما يجب أن تفعله، وتحرك مباشرة نحو الهدف دون تغيير الاتجاه، فكر في الأشياء العظيمة والرائعة التي تحب أن تفعلها، ثم بمرور الأيام سوف تجد نفسك - دون أن تشعر - تنتهز الفرصة وتحقق رغبتك، ارسم صورة في ذهنك للشخص القادر والجاد والنافع الذي ترغب في أن تكون مثله.

"إذا لم تستطع أن تبتسم فلا تفتح دكاناً".

فرانك إيرفنج فليتشر في أحد إعلاناته لشركة أوبنهايم وكولينز منحنا هذه القطعة المحلية قال: قيمة الابتسامة في أعياد الميلاد. الابتسامة: لا تكلف شيئاً، لكنها تخلق الكثير. الابتسامة: تثري أولئك الذين يستقبلونها، ولا تفقد مانحيها. الابتسامة: تحدث في لمح البصر لكنها في الذاكرة تدوم للأبد. لا شيء هام يمكن الحصول عليه من غير أنها ليست مطلوبة منك، لكن فوائدها كثيرة. الابتسامة: تخلق السعادة في البيت، تقوي النية الحسنة في الأعمال. الابتسامة: تريح القلقين، وتنير الطريق لأصحاب الهمم المثبطة.

الابتسامة: شروق للمحزونين، وأفضل دواء طبيعي للإرهاق والمشاكل. الابتسامة: لايمكن شراؤها، ولا استجداؤها ولا استعارتها أو سرقتها، إنها شيء لا يكون جيداً إلا إذا تم منحها. الابتسامة: ولو في الوقت الحرج في أعياد الميلاد فإن بعض الرجال من الباعة يصيبهم التعب والإرهاق من منح ابتسامة، لذا اترك وراءك ابتسامة. إن أشد الناس احتياجاً للابتسامة هم أول...

نابليون الثالث إمبراطور فرنسا وابن أخ نابليون الكبير، قال إنه يستطيع تذكر اسم كل شخص قابله رغم كل واجبات الملكية. ما وسيلته إلى ذلك؟ إنها بسيطة، عندما لا يسمع بوضوح جداً يقول: "آسف جداً، لم أسمع الاسم بوضوح".

فإذا أردت أن يحبك الناس فاستعمل القاعدة الثالثة وهي: "تذكر أن اسم الشخص بالنسبة له هو أحلى وأهم صوت يسمعه".

يقول "جاك وود فورد" في كتابه "غرباء يجمعهم الحب" "قلّ من البشر من يرفض الثناء أمام الإنصات العميق".

ماهو السر الغامض في نجاح مقابلة بين اثنين من رجال الأعمال؟ يقول تشارلز. و. اليوت: "ليس هناك سر في ذلك، رنة الانتباه والإصغاء لمحدثك، لا شيء يمكن أن يسعده أكثر من هذا".

لقد أعلن إسحاق إف، كوسون، الذي يجري لقاءات ناجحة مع المشاهير أن كثيراً من الناس يخفقون في ترك انطباع طيب حسن في النفوس لأنهم يهملون الإصغاء.

مناقشة. لذا، إذا أردت أن يحبك الناس، طبّق القاعدة الرابعة: "لِتكن مستمعاً جيداً، وشجّع الآخرين على الحديث عن أنفسهم".

كل من زار تيودور روفلت في فيلم "اويسترباي" فسوف يندهش من تنوع المعرفة لديه ومن اتساع أفقه، قال جاما لابل براد فورد: "وسواء أكان الزائر من رعاة البقر أو مروض خيول وسياسي أو دبلوماسي كان روزفلت يحدثهم في مجال تخصصهم الدقيق، كان روزفلت يتوقع أن يزوره أحد، يجلس حتى وقت متأخر من الليل يقرأ في الموضوع الذي يعرف أن ضيفه مهتم به بصفة خاصة. فقد

عرف روزفلت، مثلما عرف كل القادة، أن الطريق إلى قلب الإنسان هو أن تحدثه عن الأشياء التي يعتز بها.

لذا إذا أردت أن يحبك الناس، طبّق القاعدة الخامسة وهي: "تكلم فيما يحب محدثّك وما يهتم به".

هناك قانون هام في السلوك الإنساني لو استجبنا له ما وقعنا في المتاعب أبداً. والقانون هو: "اجعل الشخص الآخر يشعر بالأهمية دائماً". لاحظ البروفيسور جون ديوي أن الرغبة في أن تكون مهماً هي أعمق دافع إنساني.

وعلّمه المسيح بين التلال الحجرية في جوديا منذ تسعة عشر قرناً وقد لخصّها السيد المسيح في فكرة واحدة وكانت أهم قاعدة في العالم "افعل للآخرين ما تحب أن يفعلوه من أجلك".

تذكر ما قاله أميرسون: "كل رجل أقابله هو أعلى مني في جانب ما ومنها يمكن أن أتعلم منه".

إذا أردت أن يحبك الناس، طبق القاعدة السادسة وهي: "اجعل الشخص الآخر يشعر أنه مهم، وافعل هذا بصدق".

خلاصة القول: ست طرق لجعل الناس تحبك: 1. أظهر اهتماماً حقيقياً بالآخرين. 2. ابتسم. 3. تذكر أن اسم الشخص هو أجمل وأحب الأسماء إليه. 4. كن مستمعاً جيداً، وقم بتشجيع الآخرين عن أنفسهم. 5. تحدث فيما يسر ويسعد محدثك ويمتعه. 6. اجعل الشخص الآخر يشعر بالأهمية، افعل هذا بصدق.

في كل تسع مرات من عشرة، ينتهي الجدل في كل مرة بين المتنافسين بأن يصبح كل منهما أكثر تعصباً لرأيه أكثر من ذي قبل، ويجزم بأنه على صواب مطلق.

لا يمكنك أن تفوز في مناقشة ما، فأنت خاسر سواء انتصرت أم انهزمت، لماذا؟ فلنفترض أنك انتصرت على الرجل الآخر، وفندت حججه، ووضعته في مأزق صعب وبرهنت على انه شخص غير ذي قيمة! ربما شعرت أنك رائع، لكن ماذا بالنسبة للآخر لقد جعلته يشعر بأنه أقل شأناً. لقد جرحت كبرياءه، فثمة حكمة تقول: "الرجل الذي أرغم على اعتقاد شيء يظل على نفس رأيه".

بنجامين فرانكلين الحكيم أن يقول: "إذا جادلت وفار صدرك، وكنت على خلاف مع الآخرين، فربما استطعت أن تنتصر بعض الوقت، ولكنه سيكون نقداً أجوف. لأنك لن تحصل على رضا خصمك، ومن ثم احسب ذلك بنفسك أي نصر يمكنك الحصول عليه: هل هو متخصص أو مسرحي مع رضا الشخص الآخر، الأمران معاً لا يمكنك الحصول عليهما".

أعلن "وليام ماكرو" وزير "ودرو ولسون" أنه قد تعلم من انشغاله بالسياسة أنه من الصعب الانتصار في الجدال مع رجل جاهل. "رجل جاهل لقد كنت لطيفاً في عبارتك يا مستر ماكرو فقد علمتني التجربة أنه بالإمكان التوصل إلى أي شيء. إلا أن تغير اعتقاد أي رجل مهما كان مستوى تعليمه وذكائه في معركة لفظية.

يقول بوذا: "إن الكراهية لا تنتهي، إنما ينهيها الحب، ولا ينتهي الجدال بالجدال، إنما باللباقة والدبلوماسية والرغبة الصادقة في فهم وجهة نظر الشخص الآخر".

وجه لنكولن ذات مرة توبيخاً قاسياً لأحد الضباط في الجيش لانغماسه في جدال حاد مع زملائه، قال لنكولن: "لا يمكن أن يحقق ذاته ويسمو أن يضيّع الوقت في خلاف شخصي لا طائل من ورائه".

ولكي تجذب الناس إلى طريقة تفكيرك فالقاعدة الأولى هي: "إن الطريقة الوحيدة للوصول ...

إن قليلين من الناس هم المنطقيون، ومعظمنا متحاملون ومتحيزون، ومعظمنا مصابون بآفة الأفكار الغامضة المسبقة وبالغيرة والشك وبالخوف وبالحسد والكبرياء،

فقرة من كتاب البروفيسور جيمس هارفي روبنسون من كتاب "صناعة العقول". "قد نغير ما بأنفسنا وآرائنا دون مقاومة ودون انفعال، ولكن متى ما أدلينا برأي وقيل لنا إننا مخطئون، تمسكنا به، ولم نتزحزح عنه قيد شعرة، إن تكوين عقائدنا يبدو مدهشاً جداً. لكننا نمتلئ تعصباً ودفاعاً عنه، حتى ليستعصي أن يسلبنا أحد إياه، ذلك أننا نضعها مع كرامتنا وإحساسنا بأهميتنا في كفة واحدة.

إذا أردت التعامل مع الناس وترويض نفسك وترقية شخصيتك، فلتقرأ السيرة الذاتية لبنيامين فرانكلين إحدى قصص الحياة الساخرة والتي تعتبر واحدة من روائع الأدب الكلاسيكي الأمريكي.

تذكر المثل القديم: "بالشجار لن تحصل على شيء، ولكن باللين تحصل على أكثر مما كنت تتوقع".

وهكذا إذا أردت أن تكسب الناس إلى أسلوب تفكيرك تذكر القاعدة الثالثة: "إذا كنت مخطئاً اعترف بخطئك".