مهزلة العقل البشري in قراء عرب علي جود ريدز- قراءات جيدة

Aug 08, 2012 Abdullah Abdulrahman rated it really liked it

قد لا أدرك نفسي الغاية الحقيقية التي يمكن أن يصل إليها الإنسان من قراءة منطق "علي الوردي" ومناقشاته ونظرياته , فهو يأخذ بأقوال وقصص ذكرت على ألسنه كثيرة ومن ثم يعيد تحويرها وتحليلها ومنطقتها بالشكل الذي يرغب أن يصل إليه , لا أنكر أنه يقدم من خلال ذلك حقائق جديدة ومذهلة , فأنت حينما تقرأ له ستقع تحت سحر فكره وأسلوبه في محق ما يريده وإبراز ما يشتهيه من نظريات ومفاهيم وحقائق , رغم ذلك أجد متعة حقيقية في القراءة له .
طبعاً .. في هذا الكتاب يناقش "الوردي" بعض المواضع التي يظهر فيها مدى سذاجة العقل الب قد لا أدرك نفسي الغاية الحقيقية التي يمكن أن يصل إليها الإنسان من قراءة منطق "علي الوردي" ومناقشاته ونظرياته , فهو يأخذ بأقوال وقصص ذكرت على ألسنه كثيرة ومن ثم يعيد تحويرها وتحليلها ومنطقتها بالشكل الذي يرغب أن يصل إليه , لا أنكر أنه يقدم من خلال ذلك حقائق جديدة ومذهلة , فأنت حينما تقرأ له ستقع تحت سحر فكره وأسلوبه في محق ما يريده وإبراز ما يشتهيه من نظريات ومفاهيم وحقائق , رغم ذلك أجد متعة حقيقية في القراءة له .
طبعاً .. في هذا الكتاب يناقش "الوردي" بعض المواضع التي يظهر فيها مدى سذاجة العقل البشري , وكيف أنه يمكن له أن يتمادى في محورة القضايا ومناقشتها حتى يحقق ما تصبو له نفسه , دون أن ينظر للخير الذي قد يدفعه عن بقية البشر بآراءه ونظرياته الغير منطقية . حيث ناقش في الفصل الأول "طبيعة المدنية" ويقصد من ذلك المدنية بطابعها العام ومدى تأثيرها على عقلية الإنسان البدائي .. ولفت نظريّ في مناقشته قصة "وهبة" وكيف أنه ناقش علماء نجد في ذلك الحين حيال دخول المدارس الحديثة والمحطات اللاسلكية إلى المملكة , والمنطق الذي إعترض فيه العلماء في ذلك الوقت على العلوم الحديثة كـ "الرسم,والجغرافيا,واللغة الأجنبية" , كذلك الحتمية التي توقعها المدنية على حياة البشر .. فهي حينما تأتي , تأتي بشقيها : الخير , والشر , ولا يمكن إستثناء إحداهما دون الآخر , كذلك الرمزية التي تتجلى في قصة آدم وحواء , وما دار من حديث حول العمال البدائين وأنهم بمجرد كسبهم لأي مال فأنهم يعودون من غربتهم إلى ديارهم حتى ينفذ ما كسبوه من مال ومن ثم يباشروا العمل من جديد وكيف أن مثل هذا الموقف يريك أن العقل البدائي يعيش ليومه فقط ويترك الغد للأقدار المغيبة , كذلك أن كسب الإنسان في المجتمعات البدائية له ولأهل مجتمعه الأمر الذي يجعل مثل هذة المجتمعات تستغرب تفاقم مشكلة الفقر في المجتمعات المدنية .
أعجبتني الشفافية التي يتحدث بها الدكتور , لدرجة أنه قد يقول شيئاً ما أنت تعترف فيه داخل نفسك لكنك تنكره في قولك , ومثال ذلك حديثه حول أنه لو كنا في زمن محمد صلى الله عليه وسلم أول دعوته للنبوة لكنا من أشد الأعداء لرسالة الإسلام وربما قد يصل بنا الحال إلى تشييد المكائد لدحض رسالته , كذلك الحال لو كنا في زمن علي رضي الله عنه , وايضاً كلامه حول النفاق الإجتماعي الذي يسيطر على البشرية .. وصراحته حول هذا الموضوع حيث قال فيما معناه أن الإنسان بطبيعته يتغنى بالحق دائماً , لكنه في الواقع قد يقف ضد الحق إذا إعترض مع مصالحه , كذلك كلامه حول أن تردي الأوضاع الإقتصادية هو السبب في إعتناق المذاهب والأفكار الهدامه , والتي قد تصل بالإنسان إلى الهلاك أوالحضيض , كذلك مما راق ليّ في حديثه كلامه حول أن كل إنسان يرث عقيدة آبائه , وأننا لا يجب أن نحمل الآخرين بغيضة إتباعهم منهجاً يخالف الإسلام .. لإنهم واقعون تحته بالوراثة , كذلك أنه من التفكير الخطأ أن يتباهى الإنسان في سلوكه لعقيدة الإسلام في حين أنه لو لم يرثها من آبائه لربما قد إعترض عليها وحاربها وأتبع غيرها , لكن من الأشياء التي لم أستطع تقبلها هو تحامل الدكتور الكبير على الحجاب وأنه من مسببات تخلف المرأة ورجعيتها , رغم أني أحترم وجهه نظره إلا أنني لا أتفق معه فيها .. رغم أنه لم يوضح مقصده من الحجاب هل يقصد به غطاء الوجه والرأس للمرأة , أم حجب المرأة عن التعاطي مع مجتمعها سواءاً من الذكور أو الإناث , أم الإثنين على حدٍ سواء .
آثارني حديثه حول أن التعاون قد يكون أحياناً أسلوباً من أساليب النزاع , ويكمن ذلك في لو أن أفراد ما تعاونوا في تحقيق شيء في سبيل دحض أفراد آخرون , كذلك أن الحضارة لا تقوم إلا من خلال النزاع .. وأن عجلة الحضارة لا تدور إلا من خلال التنازع ومصارعة الظروف بشتى أنواعها , وأنه لو قنع الناس لتوقفت عجلة الحضارة عن الحركة ولمات البشر بتخلفهم ورجعيتهم , كذلك حديثه حول الحسد ومدى تأثيره في البيئات التي يتنافس فيها أناس لهم معرفه قديمة ببعض , بخلاف أناس يعملون أو يعيشون ببيئة واحده ولكن لا تربط بينهم أي معرفة مسبقه , كذلك حديثه حول الإيحاء الإجتماعي والمنفعة والرغبات البشرية .
طبعاً الجميل في حديث الوردي دائماً أنه يأتي بأفكار قد تكون بديهيه بعض الشيء , لكن الطريقة التي يقننها فيها ويبرزها .. ويعرض عليها الأمثلة هي أكثر ما يثير حفيظة القارئ أثناء القراءة له لدرجة أنك قد تظن أنك تقرأ معلومة جديدة , رغم أنها أسلوب حياة .. قد تكون مررت به أو عبر به أناس تعرفهم دون أن تلاحظ ذلك .
جميل حديثه حول أنه ليس هناك حقيقة مطلقة .. بل أن كل إنسان يجعل من حقيقة ما يشتهي الإقتناع بها حقيقة مطلقة من منظوره الخاص , كذلك أن الإنسان غالباً ما يستعين في الحقيقة النسبية لفهم مشكلته وحلها , خصوصاً تلك المشاكل العويصه التي لا يستطيع العقل البشري إدراكها , كذلك ما جرى مناقشته حول الأبعاد الأربعة للكون .. والقصص والنظريات المدرجة تحت ذلك , وايضاً كلامه حول أن الإنسان لا يستطيع إستيعاب النظريات والمفاهيم الجديدة .. إلا من خلال أمثلة تصور له معنى هذة النظريات الجديدة من معلومات سابقة ومخزنة في ذهنه مسبقاً يستطيع من خلالها إداراك المعاني الجديدة , الأمر الذي يدلك على أن العقل البشري محدود في تفكيره بحدود الأشياء المألوفة له في عالمه الضيق .
لا أنكر أنني إستشعرت في لغة الوردي في بعض مواضع هذا الكتاب بعض الرفعة والأنا المتكبرة .. وكأنه من الذين إمتلكوا كل العلوم بين يديهم ثم سعوا في إطلاق الأحكام على بقية الخلق كيفما شاؤوا , الأمر الذي جعلني لا أستسيغ هذة المواضع من الحديث , وأرى أن "خوارق اللاشعور" كان بالنسبة ليّ أفضل مما أتى عليه في هذا الكتاب .. خصوصاً أن فكرة هذا الكتاب مبنية على توضيح مواضع ونقاط عديدة جاء على ذكرها في كتاب "وعاظ السلاطين" وكتب أخرى .
لم أدرك الغاية من إسهاب الدكتور الوردي في مناقشة شخصية علي ومعاوية بشكل كبير .. ومراجعة مواقفهم وآرائهم , فقد كانت بعض الأحداث والمواقف التي أتى على ذكرها خارجه عن سياق الحديث المفروض في هذا الكتاب , مع ذلك أحببت بعض المواضع من حديثه حول هاتين الشخصيتين وضرب مواقفهم كأمثلة للقياس على منطقية آراءه .
أحببت كذلك الحديث الذي دار حول ما يقصده بمفهوم الثورة , وأن كل ثورة تحتمل شقين : الهدم , والبناء .. حيث أن كل ثورة تأتي لتهدم القوانين القديمة وتسنّ قوانين جديدة أو مستحدثة , وأن كل ثورة لا تهدم هي في الأساس ثورة خاسرة , وأن دعاة الإصلاح وكذلك الحال مع الأنبياء لا بد لهم في بداية دعوتهم من تفريق جماعة الأمة وتشتيت شملها , لكي يجمعوها من جديد على قاعدة وسنن جديدة .
رغم ذلك وجدت في الكتاب بشكل عام الكثير من المواضع التي يناقض فيها الدكتور نفسه بنفسه , كما أن الفصلين الأخيرين لم يروقَ ليّ كثيراً فقد كانا ثقيلين في موضوعهما , ولم أعرف ما الفائدة المرجوه من خلفهما . مع ذلك يظل الكتاب بمحتواه العام جيّد وفيه من الأفكار الممتازة الشيء الكثير . ...more

6 likes · Like · see review

Oct 07, 2012 عبد الرحمن نادي rated it liked it · review of another edition

الكتاب في مجمله مفيد بطريقتين :

أولا و الأهم : خرجت من الكتاب و قد آمنت بضرورة أن أنقد الفكرة أكثر من مرة و من أكثر من زاوية قبل أن أعدها من معتقداتي التي أدافع عنها و أن أجرى حديثا داخليا مع نفسي ، أهاجم فيه أفكارى و أدافع عنها ، و لا أستمع إلي أى إتهام بالسفسطة و لو كان من نفسي .
و بالطبع أجدر بي أن أستمع لأي إنتقاد من أي شخص و أفنده دون تحيز لرأيي ، و مهما كانت الفكرة أو كان المعتقد فهو قابل للنقد و البحث و التمحيص .

ثانيا : المادة التي قدمها الكتاب ف أغلب فصوله تدور حول الصراع ما بين الشعوب و ...more

Like · see review