لماذا لم ينتهي العالم؟!
ها أنا هنا اليوم، انتهى التاريخ المنتظر وها أنا ذا أكتب، فبعد حوالي شهرين إن كانت حساباتي صحيحة لا شيء يمنعني من الكتابة رغم كل ماحدث وماحدث ليس بالأمر الهيّن، الأمر الوحيد الذي يشوّش محاولتي للتدوين هو عدم مقدرتي على تحديد التاريخ، لا أعرف إن كان التاريخ الميلادي لا زال صالحا للاستخدام أم أن النهاية تجبُّ ما قبلها و يعيد التاريخ نفسه إلى البداية.. ربما سأدع هذا التساؤل الآن.
دماغي يتناسى ما أنا فيه الآن و يلحّ عليّ مُحاولاً أن يستخدمني لمعرفة كيف تكمنوا من التخمين أو التنبؤ قبل سنين طويلة بما سيحدث، قبل أيام من الحادثة قررت أن أقرأ عنهم علّي أهتدي، كل ما وجدت أنهم أقرب ما يكون إلا الفراعنة بكل حضارتهم وغموضهم بل حتى في أهراماتهم ولغتهم.
هناك من قال أننا بانتظار “يوفي” -كائنات فاضية- أستطيع أن أقول بالرغم من قلة يقيني حالياً أن أجواء السماء صافية وأن بيتي لم يأتيه زوار بتاتاً من أي جنس مما يضعف هذا الإحتمال ويُخرج أصحاب العدو المنتظر “براءة”، لم أسمع ببدء حرب عالمية ثالثة مع أني أظن أن ما يحدث في العالم و في حياتنا اليومية أو الإفتراضية يمكن أن يسمى حروبا عالمية وحينها كل ماعلينا فعله هو ترتيبها ثالثة.. رابعة..عاشرة وهكذا، ومن الأمور التي لازالت على حالها الأرض التي نمشي عليها أي لا زلازل أو ارتطامات بكواكب أخرى أو نيازك، أعترف عقلي عجز عن الفهم!
أعتقد أن السبب وراء خوفنا من انتهاء العالم هو خوفنا من الطريقة التي سننتهي بها، لا أحد يريد أن يموت حريقا مثلاً، ولا أقدر أن أتخيل أن أموت غريقة، كل المخاوف حول انتهاء العالم في التاريخ الغير المظلوم لم تتحقق ولكنها لم تتحقق في ذاك الوقت، ماللذي يجعلنا نأمن أن لا ينتهي العالم قريباً كقرب الغد مثلا؟!!
يقولون “الموت مع الجماعة أرحم” لو سقطت من أعلى جبل ما وبقي البشر كلهم بعدك لانتهى العالم بالنسبة لك ، لا تهم الطريقة مادام الموت هو المحصلة فرادى أو مع العالم..
دائما تصورنا أن نهاية العالم تنتظرنا في يوم معين ونحن نسير إليها، كمن يتجه إلى حبل المشنقة ظلماً لا حول له ولا قوة، أيمكن أن نفترض جدلاً أننا أوجدنا هذه النهاية أو على أقل تقدير فعلنا ما يمكن أن يجعلها قريبة جدا ولا خيار لها سوى أن تكون؟! ماذا عن إشباع أجسادنا بالسموم يومياً رغم استيعابنا أننا نسير إلى الجرف ، ماذا عن دفن عقولنا حية بإهمالها دون أن تدري هي أو ندري نحن بأي ذنب قتلت.
اليوم تغير العالم لأن نهايته الإفتراضية زرعت في البعض منا الرغبة في الحياة،أما الجزء الآخر فيهرب من الموت إليه، نهاية العالم كالعادة في مكانها فبأي الإتجاهات سنجري؟
وهنا يتغير السؤال إلى ” لماذا لم ينتهي عالمك أنت؟!”

