بلا عنوان
نظر إلى نفسه في المرآة فرأى شخص يلبس ثوباً يتعدى سعره رواتب الكثير ممن في سنه و يرتدي ساعة فلكية المبلغ فابتسم ثم شرع في لبس حذاء يستخدم كتحفة في بيت أحد ما، أما بيته فبالكاد يتسع له لشدة ضيقه وآلام ظهره بدأت تصرخ لعدم .وجود سرير فيه، محفظته بها ما يكفيه لوقود السيارة لا أكثر بل ربما أقل.
بدأت حكايته حين قرر استئجار مكتب لبدء عمله الخاص بعد أن جمع كل “حيلته” ووضع “اللي وراه واللي قدامه” وبدأ في رحلة بحثه، أصبح يأمل أن يجد مكتباً كبيراً، ثم طمح بمكتب في الدور الستين! وانتهى بأول مكتب كي لا يمر أحد إلا بعد أن يُلقي نظرة على انجازه العظيم أي “المكتب” ، شريط الذكريات وكيف بدأ هو ما جعله يبتسم بعد أن أصبحت القضية كيف يجب أن أجاري مكتبي بعد أن كانت كيف أُجري أعمالي في مكتبي..
قبل عدة أشهر احتفلت بعقد قراني ووجدت في حياتي أبطالاً كصديقي هذا و ان اختلفت أسماءهم و أشكالهم وما يعملون، بالنسبة إليهم “أين ستقام ” الحفلة أهم من معنى الإحتفال، كم عدد الحضور أهم من “من هم؟“، المراسم أكثر أهمية من سببها، تذكرت صديقي وابتسمت كما ابتسم لأسباب أخرى طبعا!!
الأغرب أننا نتعامل حتى مع أكثر الأمور جدية في حياتنا “كحـياتنا” بنفس الطريقة، قد نشتري ما يُظهرنا بأجمل ما يمكن –وهذا بحد ذاته ليس عيباً– في الوقت الذي لا نستثمر في أشياء أهم كصحتنا و عقولنا بجهد ومال أكبر أو يساوي ما يعنتر في الواقع أقل أهمية واذهبوا إلى المستشفيات لتتأكدوا !!
بالنسبة إلى صديقنا فلكم أن تتخيلوا وجهته بعد أن استعد تماماً، أخمن أنه ذاهب لإشهار إفلاسه ربما،وابتسامته كانت للذكرى الأولى التي دفعته للبدء في البحث عن ،مكتب، لأين يمكن أن تودينا القشور؟!!.. إلى أي مكان سوى “جوهر” أي شيء، والعناوين أهم من محتوياتها، وها أنا أتخلى عن العنوان، علّي أقول شيئاً.

