إلي "عزيزي" أنس الفقي .. (ممنوع لمرضى الضغط) ..!

السيد / أنس الفقي .. وزير الإعلام
تحية ماتت ..  و بعد

إسمح لي سيادتك أن أبدأ خطابي إليك بدون كلمة "عزيزي" السابقة ، ذلك لسببين .. أولهما أنك لست عزيزي خالص ، والثاني أن كلمة " عزيزي " أصبحت تذكرني بالشهيد التونسي "بو عزيزي" .

أتوقع مقاطعة من سيادتك تخبرني فيها أنه مات منتحراً وأنه ليس بشهيد . ذلك صحيح ، لكني سأصمم علي قولي أنه شهيد تماما كما تصمم سيادتك علي بث هذا الـ " هراء " بالهمزة مرة وبالخاء مرة أخري في التليفزيون المصري .

دعني أعطيك لمحة عني . أنا إعلامية حديثة التخرج ، كل محاولاتي للإلتحاق بفرصة عمل بإعلام حكومي أو خاص باءت بالفشل . لا يهمني ذلك لأن مثلي ملايين . كل ما هنالك أني أتذكر جيدا لقائي بمذيعة في التليفزيون بإحدي الإذاعات . أقسم لك أنها لا تزيد في الهئية والإسلوب والفكر عن موظفين شئون الطلبة الذين عانيت منهم مرارا طوال أربع سنوات . ويتوافر منهم نسخ عديدة في كل الهيئات والجامعات المصرية بنفس الكلمات والبقسماط والشاي .

دعنا من الحديث عن شئون الطلبة كي لا أستعيد ذكرياتي الأليمة ، تلك المذيعة يا سيادة الوزير  لم تتقن إستضافتي كفتاة حديثة التخرج في إحدي برامجها . ربما لأنها لا تعلم أني كاتبة أيضا ، واستمرت في بث السخافات وتحملتها ، كل ما يضايقني في الأمر – الذي قد تدعوه سيادتك حقد طبقي – أنها أوقفت تسجيل الحلقة لترد علي الهاتف ! ، لتحدث صديقتها أنها قبضت بالأمس نصف راتبها كمكافأة " 4 آلاف جنية ..خصموا منهم الضرايب.. ويادوب هيقضوني اليومين دول  .. ياللا الحمدلله " .

أعلم أن الأرزاق بيدي الله وحده لذلك لن أتحدث ،ولن أذكرك بالمثل الذي يقول " يدي الحلق للي بلا ودان " كي لا تعتقد أني أقوم بالتلميح لشيء ما .
دعني أحدثك بصراحة وأنت ككافة المسئولين تحب الصراحة والشفافية .. ألم تكن كلمة شفافية هي النغمة السائدة علي لسان التليفزيون والمسئولين في العام قبل الماضي ؟ وفي العام الماضي كانت نغمة التغيير .. أما هذا العام فهو عام الأجندات .. وأحب أن أبلغ سيادتك .. أني أجندة وأفتخر .. عفوا ، مصرية وأفتخر .

أنتم يا أهل الإعلام ، تشرفت بالإنتماء إليكم دراسة وتدريبا وعملا متقطع لفترات و إن شاء الله يصبح عملا ً ثابت . أتذكر جيدا كلمات أستاذتي الأولي الإعلامية سوزان القليني عندما قالت في أولي محاضراتها بالجامعة " أ ب الإعلامي الإنضباط .. والمصداقية " .
من المؤكد يا سيادة الوزير أن لكم أبجدية أخري غير التي تعلمناها ، للأسف وبكل أسي اضررت كمعظم الجماهير أن أتابع التليفزيون المصري لفترات متقطعة في ثورة 25 يناير . ستقاطعني سيادتك لتقول أنها ليست بثورة .. إنها مجرد مظاهرات . وأحب أن أصحح لسيادتك المعلومة بإنها كمان "قِلة مُندسّة" .. آة والله العظيم .. شوفت أنا مذاكرة إزاي؟ . لا أفعل ذلك كي أنول رضي سيادتك أو تنعم علي بتعيين في إحدي قنواتك ، ذلك لأني من المؤكد سأرفض ذلك . ليس لأني " تِنكة " لا سمح الله .. لكن أنا لازلت في العشرين من عمري .. وأخشي إصابتي بمرض الضغط ! .

سيادة الوزير .. هل شاهدت المذيعة التي بثّت خبر الـ"مئات" من المتظاهرين في أول أيام الثورة ؟ نعم المذيعة وليس الخبر المغلوط . المذيعة التي ترتدي " تايير بنفسجي ساتان لامع " ومن تحته "بلوزة" وردية اللون كأنها تزف للملايين تهنئة بعيد الفطر المبارك ." ولا بلاش مبارك دي "  عيد الفطر السعيد . هل رأيتها سيادتك وهي تبث خبر منع قنوات الجزيرة من البث وتحاول بشدة
منع ضحكاتها الشريرة من الإنفلات والشماته تقفز من عينيها  ولا كأنها بتذيع من ال
CNN.
هل رأيتها سيادتك وهي تقول الخبر بمنتهي الثقة أن الأعداد في تناقص وأن الأمن مسيطر تماما علي الوضع ؟ هل رأيتها بعد يومين بعد أن قامت بتغيير البنفسجي بإسود لامع برّاق لتعود لعلن عن دور الشرطة " الراقي " مع المتظاهرين يوم جمعة الغضب ؟ .. سيادة الوزير.. هل أخبرك أحدا أن هذه هذه المذيعة مستفزة ؟ وأنها وحدها كافية لجعل  شخص عاقل في كامل قواه العقلية  ينزل من بيته ويذهب للتليفزيون ليتظاهر فقط لإسقاط هذه المذيعة ؟ فما بالك بالطقم كله ؟

"الجزيرة كخة .. الجزيرة يع .. إمشي يا جزيرة " . أطعناكم وصببنا لعنات علي الجزيرة العميلة للأمريكان والصهاينة وباكستان وإيران وكوريا وأفغانستان وبالطبع قطر . أين البديل يا سيادة الوزير؟ ليست جريدة "البديل" التي تم إقتحامها واعتقال صحفييها وبالطبع من مجهولين من كوكب آخر لا ينتموا لجهازنا الأمني ، حاشا لله . أنا أتحدث عن البديل الإعلامي في ظل هذة " الأزمة " كما تطلقون عليها .

سيادة الوزير .. هل أخبرك أحدا أننا لسنا شعب عبيط ؟ أنت تعلم ذلك ..حسنا.. لماذا إذا كل هذا الكم الهائل من مكالمات ربات البيوت ؟ هل هم زوجات المخبرين وضباط الشرطة؟ هل هم عاملين بالتليفزيون يقومون بالاتصال من المكتب المجاور للاستديو ؟ هل هم حزب وطني ؟. أيا كانت هويتهم لا يحق لك ولهم الإستخفاف بعقول المشاهدين بهذه الطريقة .لماذا عندما يتصل أحد المشاهدين ليعلن استياءه من الشرطة وتعرضه للضرب والإهانه يتم قطع الإتصال " لعطل فني " .. ولماذا تترك سيدة تنزل بوابل من السباب علي البرادعي وعلي المتظاهرين ؟ أنا أكره البرادعي مثلك تماما.. لكني أتساءل  لماذا لا يحدث عطل فني في مكالمتها أيضا ؟ لماذا لا تقول المذيعة البلهاء بضحكتها الصفراء " عزيزي المواطن .. عذرا لقد فقدنا الإتصال بك .. حاول مرة أخري " . سيادة الوزير أنا لا أدين هؤلاء المذيعين .. لكن أقترح علي سيادتك أن تقوم بتحويلهم جميعا لأي فرع خدمة عملاء أو سنترال حكومي .

دعني أخبرك أيضا أن التليفزيون بالنسبة لي كمواطنة قد إنقسم لشقيّن . الشق المؤيد للرئيس علي القناة الأولي والنيل للأخبار . الشق المعارض والعميل والشرير علي الجزيرة .. أخبرني سيادتك ماذا أشاهد بعد أن شككتمونا في كل وسائل الإعلام ماعدا " اسم النبي حارسه وصاينه " التليفزيون المصري ؟ هل أذهب للعربية التي حاول البعض تشويهها أيضا ؟ والسي إن إن  فجأة  أصبحت عميلة . والبي بي سي طبعا عميلة من زمان . سيادة الوزير.. بما إنك تعلم أنهم كلهم عملاء.. لماذا وافقت من البداية علي بث خدمتهم لنا كجمهور ؟ هو إحنا ناقصين ! .

دعني أسألك سؤال آخر . أنت بالطبع تعلم أن كل وسائل الغعلام في العالم مسيطر عليها إما اليهود أو الأمريكان .. إما برأس المال أو الإدارة .. أخبرني سيادتك عن إنجازاتك العظيمة من أجل إعلامنا ؟ لماذا ليس لنا عملاء نحن أيضا "مهي باظت بقي " ؟ لماذا لا يعتمد علي التليفزيون المصري كقناة رسمية في الأوقات العادية ؟ هه ؟ لماذا ؟ لماذا نتجه للقنوات العميلة مثل روتانا وميلودي وغيرها . سؤال مُحيّر يا سيادة الوزير .. لماذا  يتوقف البث عن الجزيرة الإخبارية العميلة الصهيونية بنت التيت .. ولا يتوقف البث عن ميلودي التي تتحدي الملل ؟ هل لأنها تواطيء سياستكم ؟ هل لأنها مدفوعة الأجر ؟ أم لأنها تبث مواد هادفة لا سمح الله ؟

سيادة الوزير .. أحب أن أخبرك من "أجندتي" الخاصة . أني علي الأقل ، لا أحتاج لأحد يقول آمين كي أعرف صحة ما تم إذاعته . تليفزيونكم ليس قرآن ، وسيادة الرئيس ليس إله  ، أما سيادتك فحاولت أن تكون إبليس وفشلت . حاولت أن تكون "جوزيف جوبلز " وزير الإعلام في عصر هتلر وفشلت . ليس لأنك أقل ذكاءا لا سمح الله لكن لأن عصر هتلر لم يكن هناك إنترنت وفيس بوك وتويتر وكل وسائل الإعلام الإجتماعي الحديثة . لأن الألمان شعب صناعي .. لكننا شعب صايع ونفتخر بذلك .  إعتقدت سيادتك ان قطع الإنترنت والإتصالات عنا سوف تعمي أعيننا عن الحقيقة . أنا واحده من ملايين الشباب انضممت إلي الثورة لأني اتسيقظت صباحا كي أعرف الاخبار من الإنترنت فوجدته غير متاح .

سيادة الوزير .. أين القواعد الإعلامية التي درسناها في الكلية علي مدار أربعة سنوات ؟ أين الدقة والصدق والوضوح وذكر مصدر الخبر والتأكد من صحته ؟ هل تعتقد سيادتك أن كلمة " مصدر مسئول" تقنعني ؟ هل تعتقد أن المُصوّر المخادع الذي ركز الكاميرا علي آخر الكوبري الخالي من المشاه ليثبت  أن المظاهرات أنتهت .. رغم أنها كانت عند باب التليفزيون .. يقنعني؟ هل تعتقد سيادتك أن تصوير مظاهرة لا تحتوي غير علي 50 شخص علي الأكثر من مؤيدين الرئيس..قام مصور ساذج بتصويرها من عدة جهات ليبرهن علي الحشود والجموع الموؤيده لسيادته .. يقنعني ؟ هل تعتقد أني سأصدق نقيب الصحفيين الذي جاء متأثرا جدا بخطاب الرئيس المخادع .. ولم يتأثر بضرب الصحفيين وسحل الأستاذ محمد عبد القدوس ومحاصرة الأمن لنقابة الصحفيين ومصادرة الكاميرات ومنعهم من الدخول للمظاهرات واعتقال بعضهم .. هل ذلك يقنعني ؟ هل تعتقد سيادتك أنك ببث كل تلك الصور تطبق مقولة جوزيف جوبلز فيما معناها " استمر في الكذب حتي تقتنع أنه صدق " ؟ هل أخبرك أحد إننا "داقين عصافير " ؟  يبدو أن سيادتك وحدك من اقتنع بذلك .. أحب أن أخبرك أنك نجحت في التأثير علي عقول الكثيرين . تحب أن أخبرك من هم ؟

الأطفال الذين لا يدركون شيئا بعد ، الأمهات في المنازل ممن لم يتلقوا تعليماً كاف ويفضلون المسير جنب الحيط لأنهم لا يضمنون السير بأمان في الشارع  . الرجال ممن ينتمون لفصيلة " البط البلدي " . هؤلاء هم جمهورك الذي يصدقك .. هؤلاء هم من قالوا آمين .. هؤلاء الذين ساهمت سيادتك في صناعتة عقولهم  بإعلامك التافه الذي من المفترض أن يعكس صورة مصر .

سيادة الوزير ، أعرف أني "رغاية " . لكنها المرة الأخيرة التي سأتحدث لك فيها . لأنك ستسقط كما يتوالي سقوط الكثيرين . ستتم التضحية بك ككل من وقعوا حتي الآن ثم يقولون " هو اللي كان بيذيع .. ملناش دعوة" . ألا يذكرك ذلك بموقف إبليس من الإنسان يوم القيامة ؟ هل تتذكر أن هناك " ربنا " ويوم القيامة وأن هناك حساب ؟ هل تتذكر أنك ستحاسب علي كل الفنانين الذين اتصلت بهم وقلت لهم " انزلوا في مظاهرات عشان الريس" ؟ كذلك العاملين بالتليفزيون ؟ هل تتذكر المذيعة التي استقالت لعدم قدرتها علي تحمل الكذب؟ ونائب رئيس قناة النيل ؟ وغلق التليفون المباشر لمنع الاتصالات من الخارج ؟ والأغاني الوطنية والشعب يُقتل علي يدي البلطجية ؟ و مصطلحي  " القلّة المندسة" و" الغوغاء " ؟

هل تتذكر أنك في الأصل خريج كلية تجارة شعبة إدارة أعمال ؟! هل فكرت يوما لماذا إختاروك أنت تحديدا مرة أخري للوزارة  .. هل فكرة في معني " الشعب .. يريد .. إسقاط النظام "؟ هل تدرك أنك جزء من هذا النظام ؟
وفي النهاية سيادة الوزير هنيئاً لك .. أحييك وبشدة علي إنجازاتك كي لا تقول أني ناكرة للجميل .. لقد نجحت في شيئين :
أولهما : تحويل التليفزيون المصري لقناة كوميدية تخفف عن الشعب وقت الأحداث العصيبة .
وثانيهما : أنك حفرت إسمك علي حائط يحمل أسماء كـ جوزيف جوبلز في عهد هتلر ، والصحاف في عهد صدام ، وأحمد سعيد في نكسة 67 .. لقد حفرت إسمك معهم علي نفس الحائظ .. لكن في مكان " واطي" قليلا .. جنب اجندتك الحمراء بالظبط ً.
2 likes ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 05, 2011 10:32
No comments have been added yet.