عدم التقارب لا يعني التحارب

قال الشيخ يوسف القرضاوي إنه كان طوال حياته يدعو للتقريب بين المذاهب “على أمل أن يتم التقريب بينها وتضييق الفجوة والخلاف”، وقطع أنه “لا فائدة من التقريب إلا تضييع السنة النبوية». وأضاف حسب “الشرق” القطرية أنه يقوم الآن بتأليف كتاب عما سماه ـ«التكفير الجديد» الذي يصدر من الشيعة الذين وصفهم بأنهم «أناس في غاية التعصب»، إذ “درجوا على تكفير أوائل الصحابة رضوان الله عليهم أمثال أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان (رضي الله عنهم) علاوة على سبهم لأم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها)». انتهى الاقتباس.


من جانب آخر، أعلن شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب «أننا لاحظنا أن هناك أموالاً تضخ، لتحويل شباب أهل السنّة إلى المذهب الشيعي، وهذا الذي نعترض عليه، لأن هذا الأمر سيؤدي بالضرورة إلى فتنة وإراقة دماء في بلاد أهل السنّة، وهو ما يرفضه الأزهر». انتهى.


ومن الجدير بالتركيز في ما يخص رأي الشيخ القرضاوي أنه يتحدث عن التقارب «الفقهي»، وهو وصل إلى نتيجة أعلنها تقول: «إن الخلافات المذهبية بين الشيعة والسنّة اختلافات في الأصول وليست مجرد خلافات في الفروع».


واقع الحال أن فكرة التقارب الفقهي في مراحل زمنية مختلفة كانت من أدوات إيران الناعمة للتغلغل داخل العالم العربي بالدرجة الأولى، وضخ الأموال عنصر آخر من الأدوات. ومع استمرار إيران في مخططاتها التي تستهدف الهيمنة على العالم العربي دولاً وشعوباً يجب على العلماء من أمثال الشيخ القرضاوي والشيخ أحمد الطيب وغيرهما من العلماء والدعاة، استيعاب مضامين الاستراتيجية الإيرانية الطويلة النفس والتي تزاوج بين استخدام الطائفية بالباطن وقضية فلسطين و «المستضعفين» في الظاهر، والحذر من الوقوع في فخ دفع الأقليات الشيعية في العالم العربي إلى أحضان إيران بأي طريقة، أيضاً التواصل مع علماء الشيعة العرب المعتدلين وعدم تركهم لوحدهم في صراعاتهم مع ملالي طهران. عدم التقارب الفقهي لا يعني انعدام التقارب المصلحي.



 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 07, 2015 18:56
No comments have been added yet.


عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.