تحولات المجتمع: حوار في باص حكومي
المشرف: يا بنات اللي كاشفة وينها.. السيارة مهي ماشية، اللي كاشفة هنا لازم تنزل. الطالبة: ليه السيارة ماهي مظللة؟ المشرف: مظللة أو ما هي مظللة.. عندك سواق غريب.. الطالبة: لحظة.. لحظة لو سمحت طيب أنا أكشف برا. المشرف: والله عاد ممنوع أنت تركبين وكاشفة/ هي: ليش طيب/ هو: ممنوع نظام الجامعة ما وقعتي على الورقة أنت../ هي: مهب أنا اللي كشفت بس أنا أقولك يعني أنا أكشف برا/ هو: السيارة لها قوانين. ما تكشفين ما تفتحين قزاز/ هي: يعني كل هذا عشان كشفت وجهها يعني/ هو: يعني عندك عادي هذا/ هي: أنا بالنسبة لي عند أهلي أكشف.. أروح وجي.. يعني لو أجيب أبوي بيقولك هذه مهزلة أصلا/ هو: وش اللي مهزلة../ هي: عادي هذا بكيفي أنا بكشف طيب/ هو: بكيفك.. طيب الله لا يهينك باصات الحكومة أنت عارفة برا المواضيع ما عندنا بنات تكشف/ هي: مين حط القرار/ هو: الجامعة طال عمرك/ هي: مين مين/ هو: جامعة الأميرة نورة
المشرف: يا بنات اللي كاشفة وينها.. السيارة مهي ماشية، اللي كاشفة هنا لازم تنزل. الطالبة: ليه السيارة ماهي مظللة؟ المشرف: مظللة أو ما هي مظللة.. عندك سواق غريب.. الطالبة: لحظة.. لحظة لو سمحت طيب أنا أكشف برا. المشرف: والله عاد ممنوع أنت تركبين وكاشفة/ هي: ليش طيب/ هو: ممنوع نظام الجامعة ما وقعتي على الورقة أنت../ هي: مهب أنا اللي كشفت بس أنا أقولك يعني أنا أكشف برا/ هو: السيارة لها قوانين. ما تكشفين ما تفتحين قزاز/ هي: يعني كل هذا عشان كشفت وجهها يعني/ هو: يعني عندك عادي هذا/ هي: أنا بالنسبة لي عند أهلي أكشف.. أروح وجي.. يعني لو أجيب أبوي بيقولك هذه مهزلة أصلا/ هو: وش اللي مهزلة../ هي: عادي هذا بكيفي أنا بكشف طيب/ هو: بكيفك.. طيب الله لا يهينك باصات الحكومة أنت عارفة برا المواضيع ما عندنا بنات تكشف/ هي: مين حط القرار/ هو: الجامعة طال عمرك/ هي: مين مين/ هو: جامعة الأميرة نورة
هذا جزء من أغلب محتوى حوار بين مشرف على الباصات في جامعة نورة، وطالبة.. عبر مقطع مسجل نشر في مواقع التواصل. وضع باسم «طرد طالبات من باص جامعة نورة» ولم يكن عنوان الهاشتاق معبرا عن مضمونه! يختلف هذا المقطع كثيرا عن المقاطع الأخرى، إنك أمام حوار عفوي شبه مكتمل بين رؤية تمثل نظاما تعليميا رسميا، وبين طالبة تمثل أحد أوجه التحولات الاجتماعية، وتغيرات الوعي في تقييم ما هو خطأ ومدى القناعة فيه. ما ميز هذا الحوار أنه بلا شتائم. المشرف كان واضح الرؤية، لم يستعمل خطابا دينيا أو وعظيا والدخول في جدل فقهي، فهو هنا يطبق النظام، ولم ينصحها حتى وهي تتحدث عن كشف وجهها خارج الجامعة.
لقد أصبح الفضاء الرسمي في السنوات الأخيرة يواجه ضغطا في جوانب كثيرة، ومنها متغيرات الوعي الاجتماعي حول المرأة، بأكثر من صورة. فقد تراجع دور بعض فئات المجتمع، وتغيرت قناعاتها حول ممارسات اجتماعية عديدة. أصبح الفضاء التعليمي خاصة هو الحاضن الأقوى لهذه القيم، والمدافع عنها عمليا وخطابيا. زي المرأة بكل تفاصيله وما يتصل به أحد هذه الجوانب المعبرة في مجتمعنا، فقد أخذ عدة مسارات في التحول منذ السبعينات. مقابل ذلك حافظ الفضاء الرسمي خاصة في التعليم على ضوابطه وخطابه، مع تغيرات طفيفة فرضتها ظروف كل مرحلة.
مرحلة الفضائيات ثم الانترنت وتوالد مواقع التواصل المستمر أحدث تحولات كبيرة بشأن المرأة أكثر من التعليم، لم يستطع الخطاب الديني المكثف بخصوص المرأة، مرورا بخطاب الصحوة وقف الكثير من هذه التحولات.. خلال العقدين الأخيرين، وبالرغم أن أي مجتمع ستوجد فيه فئة محافظة وأخرى منفتحة وما بينهما، فإن هذه المرحلة تميزت عن سابقها.. بأن وسائل التواصل كسرت الحواجز بين هذه الفئات، وطبعت بينهما، وعطلت فاعلية الوعظ الديني. فقد أصبح هناك تعايش بين كل النماذج مع الاختلاف، فكل حفلة وجلسة وسفرة.. تبدو منقولة للأقارب والمعارف تفاصيلها بالصور، ولهذا ستلاحظ كيف تغير الموقف من السفر للخارج حتى عند كثير من الفئات المحافظة جدا.
لقد بقي الفضاء الرسمي في مساحات عديدة هو الصامد، والكابح الأهم في وجه هذه المتغيرات الاجتماعية المتسارعة، كما هو صامد أيضا في الأسواق والأماكن العامة تحت رقابة الرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفقدت الأسر قدرتها على مقاومة رغبات التغيير وضغط الفتيات في الخروج والتسوق وملاحقة الموضة والجديد. ولهذا يبدو أقوى عامل في مقاومة إقرار رياضة البنات، لدى الرؤية المتحفظة هو هذا الجانب. مسألة الزي، وضوابطه عمليا، وصعوبة السيطرة على هذا المجال.
كثيرون يستعيدون قصة تعليم البنات من واقع انتصار الانفتاح على المحافظة، وهي قصة مختزلة ومغلوطة في صحافتنا عند كثير من الكتاب، وقد ناقشت تفاصيل هذه المغالطة في مكان آخر، بما فيه قصة التعليم العالي المجهولة لدى البعض. فالواقع أن الرؤية المحافظة هي التي انتصرت واستمرت، وهو مما يفخر فيه الفضاء الديني كأحد أهم المكتسبات، وهذه الصرامة الإدارية.. مقرونة بهم رسالي صمدت لعدة عقود. لقد ارتبطت تجربة التعليم في العالم العربي والإسلامي بتحرير المرأة كثيرا في وعي النخب. التجربة السعودية مختلفة، وأصبح التعليم هو الحائط الأخير لمواجهة رياح التغيير!
عبد العزيز الخضر's Blog
- عبد العزيز الخضر's profile
- 44 followers
