قلتها من قبل
Truth is no body cares
وقالها أحد الشعراء بلغة عربية فصيحة منذ ألف عام
لا تشك للناس جرحاً أنت صاحبهُ .. لا يؤلمُ الجرح إلا من به الألمُ
ربما كنت سأقول له ملاطفاً : لا بأس ببعض الألم، ولكن ماذا تفعلُ بالوجع؟ الألم عابر ، يأتي ويرحل .. بينما ننسحق تماماً تحت مظلة الوجع المقيم، الجروح تلتئم، ولكن الأوجاع مزمنة تنخرُ في الروح .
المأزق اننا -لاشعورياً ولا إرادياً - نبالغ في توقع ردود أفعال الأخرين بشكل غير منطقي ، ننزل أنفسنا بمنزلة متضخمة، نعتقد أن لأفعالنا/ كلماتنا/ غيابنا/ حضورنا تأثيراً مبالغ فيه، رغم أنه لا شئ يطرأ على الكون، نتوقع أن يقضي الاخرون نحبهم لكارثةٍ أحلت بنا، لفقد عزيزٍ لدينا، لتأخرٍ دراسي، أو لأي نائبة من نوائب الدهر نغيبُ.... فنعود لنتحسس ملامح الطريق،نبحثُ جاهدينَ عما تغير رغم ضآلة مدة الغياب ..
لنجد أن الآخرين مايزالون يذهبون إلى أعمالهم، يلقون النكات القميئة، يأكلون الفشار، ويشاهدون التلفاز سواء كنا هناك أم لا .
لا أحد سيشعرُ بك حينما يرحل أبوك دون وداع، أو أن يفارقهُ الأجل وهو غيرُ راضٍ عنك، ..أو أن ينسحق إيمانك تحت ضغط الاحباطات المتوالية، أو أن تفقد صديق عمرك، .. القائمة طويلة .. هذه أوجاع لا ينفعُ معها التصبر بدفء الآخرين المؤقت، وتبدو أي كلمات للمشاركة مبتذلة مهما كانت بلاغتها ...
حتى لحظات المشاركة الحقيقية في أكثر حالتها نقاءاً تبقى دون التوقعات الذاتية المسبقة ، سيربت الآخرون على كتفك، يحاولون اعطاءك بعض الدفء المؤقت، ويختفون .. ليكن عليك وحدك بعد ذلك أن تتفهم أنهُ..
لا شئ يتغير في أبجدية الحياة
Published on December 08, 2010 05:28