«الصحة».. الحل في كوريا ولم لا؟

خلال عام تقريباً خمسة وزراء دخلوا لوزارة الصحة، الخامس عيّن أول من أمس، لم يفصح رسمياً عن الأسباب، لكننا نتوقع أن لكل واحد منهم أسباباً ربما تكون مختلفة عن الآخر في ما يتعلق بالقشة الصغيرة، لكن السبب المشترك الرئيس أن الخدمة الصحية ما زالت تراوح مكانها إن لم تتراجع، وإذا بحثت من حولك ستجد أن كثيراً من المرضى عالقون في شبكة من مواعيد طويلة الأمد، وعند حضورهم إلى الطبيب يكون الشغل الرئيس تحديد موعد جديد! بمعنى أن الزيارة لم تؤت أكلها بل أضافت عبئاً جديداً، أما الحالات الطارئة التي تستدعي نقلاً إلى مستشفى متخصص أو جراحة عاجلة فهي تنتظر في قوائم طويلة لا تخترقها سوى الواسطة، ولا بد أن هناك خللاً متأصلاً في الوزارة نفسها الجسم الكبير الظاهر منه والباطن.


ومادمنا دخلنا إلى الباطن وأكثر المقاولين الرئيسيين في البلد عاشوا على مقاول الباطن لماذا لا نفكر في مقاول باطن لوزارة الصحة؟ ما رأيكم في الكوريين؟ ناس مرتبون ودقيقون، لدينا معهم تجربة جيدة جداً في قطاع الإنشاءات، وكوريا اليوم المتقدمة غير كوريا بالأمس، وما العيب في ذلك؟ سيقال وهل تنقصنا كفاءات؟ والرد يأتي بنعم خصوصاً في إدارة وزارة الصحة. الدليل أمامكم، ثم إن الكوري ليس عقدة غربية بل شرقية.


من مراجعة تعدد وزراء على كرسي وزارة الصحة ومتابعة لشأن الخدمة الصحية المقدمة لم أجد تغييراً يذكر في الإدارات الوسطى وما تحتها، إذا اهتم الوزير بأمر اهتموا به، إذا لم يهتم أو لم يدر عنه تركوه لسكة قطار البيروقراطية الطويل ومزاج الموظفين من موظف المواعيد إلى الطبيب الاستشاري. ولا شك في أن هناك مستفيداً أو مستفيدين من بقاء الحال على ما هي عليه، لكن الوطن والمواطن مؤكد أنهما متضرران، وكل تأخير يزيد من حجم المشكلة.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on April 11, 2015 19:56
No comments have been added yet.


عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.