لا تثريب عليكم ج2 + هديّة كتاب


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي الزهراء محمّد وآل بيته الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين


في البداية، أبارك لكم جميعاً ذكرى عيد الغدير وهوَ عيد الله الأكبر، أعاده الله علينا وعليكم بدوام نعمة الولاية والعقيدة السليمة، وأسأل من الله أن يفرّج هموم جميع البشر في كل أنحاء العالم بحق هذا اليوم المبارك بإذنه تعالى. وهديتي لكم هيّ كتاب (قبسٌ من الغدير) لسماحة المرجع السيّد صادق الحسيني الشيرازي حفظه الله، تجدونه في هذا الرابط ( هنا ) وأرجوكم عند النقل ذكر المصدر، وقراءة ممتعة لكم بإذن الله. (طريقة رفع الكتاب للجهاز سواء كان Ipad,Iphone,Ipod)


××



" إن الله عزّ وجل بعث مُحمّداً صلى الله عليه وآله رحمة للناس، كلمة يعرفها الكثير من المُسلمين، ولكنّهم يرفضون أن تهبط رحمة الله على من ينافسهم في الفِكرة والعمل الشبابي!، نعم يا قرّاء حروفي كما أنّ هناك أناس رائعين في مجال العمل الشبابي فهناك أناس لا أعرف كيف أضع لهم تسميات، ها أنا ذا أعيد كلماتي، (العمل الشبابي ليس مدينة فاضلة)، ولكنْ تخيّلوا هناك من يحارب هذا العمل ويقول بأنّ فيه مفسدة لبعض الشباب وبعض الفاسدين يعملون به وهوَ يجلس في [قهوة] خلف [شيشة] ولا يعمل شيئاً سوى أنّه يشتم هذا وذاك وينفخُ دخاناً مليء بأحقاد غريبة، حقيقةً هذا أمرٌ مؤلم، فإذا ما كُنت تريد الانتقاد فليكن انتقادك بنّاء، وفكّر في رحمة البشر –إذا ما كُنت ذا سلطة- فهُم في نهاية المطاف إخوانك في الإنسانية، وإذا ما كانوا يحاولون أن يكونوا في عمل شبابي فهُم في بداية طريق إصلاح الذات فساعدهم ولا تهدمهم "


××


في بدايات عام 2005 كان أوّل مخيّم لي مع شباب الرضوان وكنت عضواً في اللجنة الإعلامية الخاصّة بالمخيّم الربيعي، وقبل رحيلنا إلى أرض المطلاع في شمال دولة الكويت حيث المساحات الشاسعة من الرمال، وأذكر أنّي أخذت في سيّارتي العزيزة الـ Envoy الطابعة والكمبيوتر وبعض المُعدات التي تنقص المخيّم وكان الشباب تركوا هذه الأشياء في مكتبة الرسول الأعظم (ص)، وهنا كان أوّل احتكاك مع الشاب محمّد البلوشي حيث أنني أخذته معي في الطريق إلى المخيّم برفقة ابن عمّه حسين البلوشي وكانت لحظات صعبة بالنسبة لي فهي التجربة الأولى بعد التجربة الضخمة التي مررت بها، تلك التجربة الرائعة في مؤسسة الرقيم الشبابية، والطريق كان بسيطاً سالكاً لم تكن هناك عقبات سوى لحظات الجوع الغريبة التي كانت تجتاحنا في السيّارة وكنّا نأكل البطاطس بشراهة وبعض قطع من الـ KitKat.


عند الوصول كان المنظر رهيباً، فما يقرب الـ 250 إنسان يلعب في الساحة ويتهامسون –للعلم فقط كان هذا المخيّم في نفس أيّامنا هذه أيّام ذكرى عيد الغدير الأغر- وبعضهم كان يحاول إيجاد أشخاص فقدهم منذ العام الماضي، وهنا شاهدت لأوّل مرّة التوأمين الرائعين عبدالله الحوّاج وعلي الحوّاج وهُم في قمّة التفاني لتركيب السمّاعات وتعديل بعض الخيام، وشاهدت قائد المُخيّم المُدوّن الزميل بوأحمد جرّاح وهو يقود هذه العمليات لمحاولة الإنتهاء من التشطيبات في الموعد المناسب لإنطلاق فعّاليات حفل الإفتتاح، وأنا إلى الآن لم أشاهد صديقي وأخي مصعب شمساه الذي هوَ قائد لجنتي، هنا بدأت بالتساؤل وكان تواصلي مُقتصراً على فيصل بوشهري وحسين البلوشي ولم أكن أعرف أحداً آخر.


وانطلق المخيّم بكل رونق وهدوء وكُنت أعد العدّة لإيصال اللجنة الإعلامية إلى برّ السلامة، في نهاية المخيّم، وكما العادة فإنّ أصعب اللجان إدارة في المخيمات الشبابية هي اللجنة الإعلامية واللجنة الرياضية فهما لجنتان تحت المجهر، وكل شاردة وواردة تكون علنية فيكون هناك إنتقادات عنيفة في بعض الأحيان، أذكر في ذلك المخيّم كان الصديق بومهدي سلمان الحوّاج هوَ من يقود هذه اللجنة ومعه مجموعة شباب طيّبين، ولعبت بعض المباريات وكُنت مشهوراً بلباسي الأحمر بالكامل من الرأس إلى القدم!.


أوّل المشاكل التي ظهرت لي في هذه اللجنة هي عدم وجود كُتّاب يرسلون المقالات لي لأضعها في المخيّم فكنُت أحاول سرقة مقالات من أيديهم!، لهذه الدرجة كانت الأوضاع غريبة، كان مكان اللجنة الإعلامية (خلف المسرح الرئيسي) لذا فأنت مُغيّب عن كلّ الأحداث ولا يمكنني مشاهدة المباريات إلا ما قلّ وندر، والحديث مع البشر كان قليلاً فكما قلت لكم معارفي قليلة جداً، ولديهم مهام عديدة في المخيّم، فـ فيصل بوشهري كان في طاقم مخيّم الشبيبة وحسين البلوشي كان تحت قيادة بوعلي سيّد حسن شمس في لجنة الخدمات، في تلك اللحظات الموحشة كان كثيراً ما يقوم حسين ملكي بمضايقتي بكلمات غريبة مثل (حالف تقعد هني طول فترة المخيّم) وكُنتُ كثيراً ما أتلاعب بهاتفي سواء بإرسال SMS أو بكتابة بعض الخواطر فيه وكان يقول (يعني ما تبي تسولف معانا) حقيقةً منذ تلك اللحظة دخل حسين ملكي في حياتي، فهوَ الإنسان الذي حاول في تلك الفترة أن يجعلني أبقى في هذا الكيان لأطول فترة ممكنة، وأيضاً أذكر تلك اللحظة التي شعرت فيها باليأس وانتهى حِبر الطابعة وبدون الحبر لا يمكن طباعة المجلة، فأخذ على عاتقه عهداً أن لا أكون حزيناً في هذا المخيّم ورجع إلى حولي لشراء الأحبار اللازمة، وهناك بين الأوراق والكمبيوتر وجدت صديقي ونَسيبي محمّد ناصر فدُخوله في حياتي كان من باب تخفيف الضغط على شاب كان يجلس وحيداً يُمسّى (حسين المتروك) وكتب مقالاً جميلاً وضعته في المجلة.


ولازلت أذكر في تلك اللحظات كُنت أمتلك شعراً طويلاً مُلاحظاً من كافة الأماكن في المخيّم، وفي أحد الصباحات تمّ تشغيل الصوت عبر مكبّرات الصوت وبقوّة فخرجت من الخيمة وعيني مُغمّضة وأنا أصرخ ولا أعلم ماذا أقول وكان أمامي حبيبي ملكي وكان ما كان من الكلمات بيننا، والخبر المُهم في هذه اللحظة أنّ السماعة انقطع (الواير) الخاص بها، ومنذ هذه الحادثة وفي تلك الأيّام ما إن أمر بجانب سمّاعة إلا وتتوّقّف عن العمل!، حتّى أننا في زيارة لمُخيّم الغدير وبعد الصلاة جلست بجانب السماعة الجانبية وتوقّفت عن العمل!، فأصبحت مشهوراً في المخيم بسبب السمّاعات.


وشارك الشباب في مسابقات شاملة في مخيّم الهُدى وكسب بعض الشباب مراكز أولى في الخطابة والإرتجال والقرآن الكريم، هنا أذكر أنني كنت أبحث عن ملكي وذهبت إلى مخيّم الهدى لأجده هناك وقال كلمة من باب المُزاح لكنّه ضايقني فابتعدت عنه ورجعت إلى المخيّم حزيناً، إلا أنّه عرف كيف يراضيني.


في هذا المخيّم تعرّفت على أخ وصديق وحبيب له مكانة كبيرة في قلبي إلى اليوم، كان عضواً في اللجنة الرياضية وكان مميّزاً بحضوره وهيبته على الرغم من صغر سنّه مقارنة بعمري فهو يصغرني بعامين، هوَ علي صاحب هذا الإنسان المبدع والمميز في حياتي حاول مد جسور الصداقة والترابط فيما بيننا في المخيّم ولكن بهدوء وحكمة.


في ذلك المخيّم تحصّلت مع فريقي على المركز الأوّل في لعبة كرة القدم!، كنت حارساً آنذاك، وفعلاً لا أذكر من كان في فريقي من الشباب للأسف لأنني لا أهتم بهذه الأمور، ولكن الأمر العجيب هوَ ما حدث في آخر يوم، عندها وكعادتي وكرهي لحالات الفراق من المخيّم كنت جالساً في سيّارتي والدموع تغمرني فباغتني صديقي حسين ملكي وسحبني إلى داخل الخيمة للبرنامج الختامي وكان يُسمّى جلسة صراحة وجلست وظهري مُسنداً على عامود الخيمة وملكي يقف بجانبي ويسمعني أستمع إلى كلمات الشباب وآرائهم حول المخيّم وكان يقود هذا البرنامج قائد المخيّم بوأحمد جرّاح وكان الشباب عموماً ينتقدون لجنة من اللجان ويحاولون تقديم النصائح للعام القادم، وحاولت إلتزام الصمت لولا صديقي ملكي الذي شجّعني على الوقوف وتقديم النقد للجنة من اللجان، ولكنّي قدّمت مفاجئة من العيار الثقيل، فقمت بانتقاد جميع اللجان وانتقد قائد المخيّم حتّى! فانصدم الشباب، كيف يمكن لشاب في السنة الأولى بجمع هذه الإنتقادات وسردها على الملأ!، أعتقد أنّه هناك من أعجب بطريقتي منذ تلك اللحظة!.


عُدنا في اليوم الأخير صباحاً بعد أن ذهب الجميع بالباصات، وكُنّا مجموعة تتكوّن من بوعلي شمساه – حسين ملكي – بوعلي شمس – حسين المتروك – عبدالله/علي الحوّاج، سيّاراتنا مُتتابعة، وقام أحدهم بمضايقة أحدنا فوقفت جميع السيارات! لنصرة هذا الصديق.


في ليل ذلك اليوم اتّصل عليّ حسين البلوشي وكان يريد الذهاب لـ مُخيّم الغدير وذلك لبطولة كرة الطائرة التي انتصر فيها فريقنا ووصل إلى المرحلة النهائية، وطلب منّي أن آخذ معي كلّ من فيصل بوشهري وعلي صاحب، وذهبنا في رحلة ممتعة تعرّفت فيها على علي صاحب بشكل أكبر وعرفت أطباعه وعرف بعضاً من أطباعي وجنوني، وما إن وصلنا حتّى لعبنا مباراتنا النهائية وفاز فيها فريقنا بقيادة الكابتن بوعلي شمس، وإلى اليوم أنا أفتخر بتلك اللحظات التي تمكن فيها الشباب من نيل البطولة بعرق جبينهم وكان من ضمن الفريق عيسى سيف وملكي وحسين البلوشي ومشعل السقّاي ولا أذكر البقية للأسف.


بعدها انطلقت حياتي في الرضوان بكل هدوء على الرغم من قلّة صداقاتي وقتها إلا أنّها كانت مميّزة جداً وساعدتني على بناء شخصيتي التي دخلت فيها في الأجواء.


××


الأسبوع القادم- الخميس – :


         – الهيئة الأسبوعية غريبة!.

         – تذهب للسينما، أنت فاسق.

         – وخّر عن المتروك تراه يخرّب شباب.


Related content:


لا تثريب عليكم – الجزء 1
المسائل الإسلامية – للسيّد صادق الحسيني الشيرازي IBooks
رحمة الرّب – مذكرات
رحمة الرّب – مذكرات 2
رحمة الرّب – مذكرات – ج3
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 25, 2010 03:57
No comments have been added yet.