مشرذمات
القادة والرسل والأنبياء،
تزوجوا شرقا وغربا
ليجمعوا شمل القبائل تحت سقف واحد.
وينشروا الدين والثورة والنوايا الحميدة.
يحق لنا إذا، ونحن شعوبهم وحفدتهم، أن نقتدي بهم،
ونوحد القبائل على إثرهم ،
وننشر البذور في الأراضي الخصيبة;
فالهرمونات التي حفزتهم،
ها هي الآن تحفز أحفادهم ورعاياهم شرقا وغربا.
في اجتماع مهيب، تحلق علماء الفلك،
وفرشوا خرائطهم الفلكية وقياساتهم وصورهم،
ثم قرروا، بلا رجعة، ودونما هوادة،
أن يسقطوا صفة الكوكب عن بلوتو.
بلوتو الغارق في ظلام كينونته البعيدة الباردة
لم يكترث لقرارهم،
ولم يعلق الراصدون إن كان قد سمع بهم،
وظل يدور في مداره، كحاله قبل اجتماعهم.
بعد الاحتفالات،
أكانت وطنية أم دينية،
يتعين على أحدهم أن يلتقط الأعلام المرمية
و بطاقات الدعوات وجلود الأضحيات،
وبقايا المأكولات وعلب المشروبات،
أن يمسح دماء الحيوانات ويكنس روثها.
يتعين على أحدهم إزالة زينة الشوارع والملصقات،
أن يفصل الكهرباء عنها ويعيد تخزينها في صناديق.
على أحدهم أن يعدنا للكآبة التالية للزعيق،
وللواقع الخالي من الزخرفات،
أن يعيد عقالنا بالحزن ويصفدنا بالمآتم والخيبات.
هلال هذا الشهر قابل للرؤية
هكذا يقول فلكيو المرصد الجبلي،
ثم ينزوون تاركين لنا أن نراه أو لا نراه،
مخلين بيننا وبين نزوات السحب الكافرة،
حتى إن غم علينا،
طوّلنا شهرنا المنصرم، وقصّرنا شهرنا القادم،
ورجعنا إلى بيوتنا نحمد الله على نعمة المواقيت والأهلة.
الأربعون وقت مناسب للاحتفال،
فقد تجاوز فيه المرء آلام الطفولة والشباب،
وخف حقده على أهله وأبويه، وبات متعودا على الحياة
ولما يدخل بعد في عذابات الشيخوخة.
وانكساراتها الحتمية.
الأربعون ذروة الصعود وبداية الهبوط،
في تلة الحياة،
ليس معنى هذا بالضرورة أنك ستحيا حتى الثمانين،
فبعض التلال منحدِر النهاية;
فهناك السكر الناخر لأوعيتك الصغيرة
والسرطان الضارب في عمق أنسجتك،
والسكتات الدماغية والجلطات القلبية
والفشل الكلوي والزهايمر العصبي
والعمى المظلم والصمم الخبيث والشلل النصفي،
وهناك الحوادث القدرية والكآبات الدورية
والفيروسات الهادة والبكتيريات المضادة للأدوية،
وهناك انعدام المعنى المزمن
والنخر الحاد للوجود،
وهناك الموت
هادم اللذات ومشتت الجماعات
وشيخ الآفات بامتياز.
Published on November 19, 2010 12:02
No comments have been added yet.
حسين العبري's Blog
- حسين العبري's profile
- 32 followers
حسين العبري isn't a Goodreads Author
(yet),
but they
do have a blog,
so here are some recent posts imported from
their feed.
