تغذية واشنطن لداعش والقاعدة

بعنوان: «يجب هزيمة «داعش» فكرياً وعبر الإنترنت» نشرت صحيفة الرياض الإثنين في الخامس من كانون الثاني (يناير) الجاري، مقالة للمبعوث الخاص لدى الائتلاف العالمي للتصدي لـ«داعش»، الجنرال الأميركي جون ألن، نوهت به في صفحتها الأولى، في المقالة المطولة أشار الجنرال الأميركي إلى أهمية التحالف وخطورة تنظيم «داعش»، مع حاجة إلى زمن طويل للقضاء عليه، سأقتطع أجزاء من المقالة بين قوسين:

 «هناك إقرار بأن «داعش» ليس مشكلة تنحصر في العراق أو تقتصر على سورية؛ بل هي مشكلة دولية الأبعاد وتقتضي رداً دولياً مستداماً».

«لا يمكن بالفعل أن نهزم «داعش» على المدى الطويل إذا لم نستغل هذه اللحظة الفريدة في التاريخ للتصرف واتخاذ الإجراءات المناسبة، بوصفنا مجتمعاً من الدول لمعالجة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الأساسية التي سمحت لأيديولوجية «داعش» السامة والمدمرة بالازدهار».

«لا يمكننا أن نأمل بهزيمة «داعش» من خلال العمل العسكري وحده. إن شركاءنا في الائتلاف يؤدون الآن أدواراً قيادية لوقف تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب، والحدّ من تمويل «داعش»، وهزيمته حيثما يمكنه إلحاق الضرر بشكل مذهل: في الفضاء الافتراضي (الإنترنت) وسوق الأفكار».

انتهى الاقتباس، وهناك حاجة إلى وقفات عدة مع ما جاء في المقالة، لكني اختزلتها كي لا أطيل في سؤال وحيد: هل واشنطن جادة في القضاء على «داعش»؟ إذا كان الجواب بالإيجاب، فلماذا تصمت عن جرائم المليشيات الطائفية المدعومة من طهران في تصفية وتهجير العراقيين السنة من بلداتهم،  والتي تقترف تحت أنظار مستشاريها وطائراتها،  بل وتتعاون مع هذه الميلشيات بستار جيش عراقي معلومة حاله! هل تريد تغذية داعش باليائسين والساخطين؟ وكيف أمكن لواشنطن عدوة الإرهاب الأولى أن تتعامل مع ميليشيات سبق لها أن صنفتها داعمة للإرهاب؟! الأمر نفسه في اليمن، الصمت على جرائم الحوثي هو أيضاً من مصلحة تنظيم القاعدة، هل هدف واشنطن القضاء على الإرهاب أم الاستمرار في تغذيته ومن ثم استغلاله على حساب الشعوب واستقرار دول المنطقة؟


[image error]
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 18, 2015 21:17
No comments have been added yet.


عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.