المواطن متنازل!

في مركز شؤون الخدم بالرياض، سيطرت الشرطة على فوضى أحدثتها بعض العاملات الإثيوبيات فجر الأحد الماضي، وقال الخبر الذي نشرته «الرياض» إن العاملات ينتظرن السفر إلى بلادهن، لكن السفارة الإثيوبية لم تتواصل مع المركز لإنهاء الإجراءات.

أهم ما في الخبر أن «كثيراً» من المواطنين الذين استقدموا العاملات تنازلوا عن حقوقهم التي يكفلها العقد لعامين، بعد ثلاثة شهور – كما جرت العادة – إذا لم تهرب العاملة تمتنع من العمل وتطلب السفر وتبقى مشكلة التذكرة وفي العادة أيضاً وإلى زمن قريب يتحمل المواطن قيمة هذه التذكرة.

في «عكاظ» قال رئيس مجلس النواب الإثيوبي إن سفارة بلاده تنسق مع وزارة الشؤون الاجتماعية لإنهاء إجراءاتهن وإن عددهن بالمئات.

الغائب عن هذا المشهد كله هي وزارة العمل مع كثرة دعاياتها عن الحقوق والفترات الوجيزة، ومعها شركات الاستقدام التي جلبت العاملات، ولا حديث عن المكاتب السعودية والإثيوبية التي اختارت وأرسلت عاملات لم يلتزمن بعقود، لماذا لا تتحمل هذه الشركات والمكاتب المسؤولية، تضيع حقوق المواطنين ما بين الانتظار الطويل وارتفاع الكلفة  ثم عدم الالتزام بعقود العمل، يلجأ المواطن إلى التنازل لأنه يعلم أن الجري وراء حقوقه سيزيد من غثاه، وفي الحال الإثيوبية هو يطلب السلامة أولاً «الوضع مرعب» مع أخبار وحوادث لا تغيب عن البال.

أقترح أن يتم استبدال الكلمات المعهودة عند ذكر المواطن مثل المدعو والمذكور و«من سمى نفسه»  وليكون لها معنى نستبدلها بالمتنازل، فالمواطن من أكثر المتنازلين عن حقوقهم. هل رأيتم أفضل من هذا المواطن؟


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 31, 2014 20:22
No comments have been added yet.


عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.