أسئلة متنوعة في التصوف والذكر.
أسئلة صوفية:
تأتي إليّ بعض الأسئلة من شباب مختلف المشارب يهتم بالتصوف، فبعضهم يريد أن ينخرط في جماعة صوفية ، ويطلب مني النصيحة. وبعضهم يريد أن ينخرط في تجربة صوفية شخصية دون أن يدخل في أي طريقة.. فهم عموما قسمان.
وأنا في الحقيقة خبرتي بموضوع التصوف محدودة، إن على المستوى النظري أو على المستوى العملي. لكنهم يحسنون بي الظن ويتوقعون أن يجدوا عندي الجواب. وسأحاول جهدي، فإن الجواب أحيانا قد يتعين فيكون فرضا..
أولا هذا الشباب الذي يسأل عمل اختيارا، أي أنه لا يسألنا هل سيتصوف أم لا؟ بل هو قرر أن يتصوف. لذلك لابد من مراعاة هذا الأمر وتوجيهه ما أمكن التوجيه المناسب بما يحقق الموازنة بين جوعانه الروحاني ووظيفته في الأرض والحياة والمجتمع.
وهذا نموذج لأسئلة في هذا المجال:سلام الله عليك اخي الكريم، سيدي.. انا أبحث في علوم التصوف وتحصلت على كتاب الفتوحات المكية ورغم صعوبته لا اعرف كيف احببت علوم الشيخ الاكبر. ولدي بعض الاسئلة اود مساعدتك فيها، وهي هل صحيح ان الشيخ يؤمن بالحلول ووحدة الوجود؟ وبالنسبة لاوراده هل فعلا بها شرك هل صحيح ان من يقراها يصاب بمس وجنون؟ وهل قراءتها تحتاج بالضرورة الى اذن وكذلك بالنسب لكل اوراد السادة الصوفية؟ هل صحيح ان القراءة دون اذن تؤدي الى غلبة الانوار على القلب فيصبح الشخص مجذوبا؟وهل هناك حل او امكانية لقراءة الاوراد لمن لا يريد اتباع طريقة اوشيخ؟ ممتن لكم جزاك الله عني كل الخير
الجواب: الخطوات الأولى:
أول ما يجب على المسلم عمله أن يتوب إلى الله سبحانه، ويعزم على ترك الغفلة والمعصية نهائيا.. حتى لو عاد تاب من جديد.. وهكذا.. ثم عليه أن يصحح عقيدته وعمله، فيتعلم التوحيد وأصوله الكبرى، ويتعلم كيف يؤدي عباداته على الوجه الأكمل.. ويقرأ عن أمور دينه بصفة عامة، من خلال شيء من علوم القرآن والحديث والفقه.. ويقرأ أكثر من كتاب في السيرة النبوية. ويحاول أن يحفظ سورا أو أحزابا القرآن الكريم. وليحرص أن يكون من ذلك سورة "يس".
ثاني أمر عليه أن يكون في حياته نصيب من العبادة والذكر، فيبدأ بالفرائض فيصلي الصلاة في وقتها، ويصليها احيانا جماعة... ويؤدي زكاته.. ثم يأخذ في شيء من النوافل، فيبدأ بالمسنونات كالوتر ورغيبة الفجر والضحى وركعتي المغرب.. ومن الصيام: عاشوراء وعرفة وستا من شوال..
وليكن له ورد يومي من الذكر، فيسبح ربه ويحمده ويستغفره.. وليكن الصدق مع الله شعاره ومنهجه.
ثالث أمر عليه أن يحسن إلى الناس والمخلوقات، فيتصف بأخلاق السماحة والصبر والعفو.. ويحرص أكثر على الأقربين..
هكذا مع الوقت سيهيء له ربه من أمره رشدا.
والآن أجيب عن الأسئلة الجزئية: 1- كتاب الفتوحات المكية
لا أنصح بقراءة كتب ابن عربي، خاصة الفتوحات. علوم ابن عربي رحمه الله معقدة وصعبة، وذوقية أيضا، ولا يمكن فهمها وقراءتها إلا بعد تجربة صوفية حقيقية وكبيرة وبعد دربة أيضا على أسلوب ابن عربي ومنهجه. لكن يوجد كتاب لابن عربي يمكن قراءته، وهو كتاب رائع، عنوانه: روح القدس في محاسبة النفس.
بينما يمكن قراءة كتب أبي حامد الغزالي، وعبد الوهاب الشعراني، وأحمد زروق، وحكم ابن عطاء الله الإسكندري بشروحها.. ورسالة القشيري بشروحها..
وكذلك كتب علماء السلفية الذين لهم توجه صوفي، كزكرياء النصاري، وابن القيم، فكثير من كتب ابن القيم ممتازة، كمدارج السالكين والكلم الطيب وحادي الأرواح.. وبعض كتب ابن الجوزي، خاصة صفة الصفوة.
أي عموما قراءة كتب العلماء الذين جمعوا بين الفقه والتصوف.
أما كتب ابن عربي والجيلي والنفري وأضرابهم.. فالغالب عليها أنها علوم ذوقية كشفية يصعب استيعابها، لذلك لا أنصح بقراءتها.
ومن المعاصرين يمكن قراءة كتب سعيد رمضان البوطي، وسعيد حوى، وأبو الحسن الندوي، وعبد الله سراج الدين، محمد زكريا إبراهيم..
كذلك يمكن متابعة متنتديات الرياحين ومنتدى الغريب بالأنترنت.. كما يمكن متابعة ما يكتبه الأستاذ علي الصوفي في مدونته وعلى حائطه بالفايسبوك.. فهو رجل مأمون في دينه وعلمه.
وإذا أصرّ أحد أن يقرأ كتابا كشفيا، أي كتابا تغلب عليه مباحث الكشف والذوق، فيمكن أن يقرأ الإبريز من كلام عبد العزيز الدباغ، والذي جمعه ابن المبارك اللمطي.
2- هل صحيح أن الشيخ يؤمن بالحلول ووحدة الوجود؟
لا. ابن عربي من علماء الإسلام ومن كبار الأولياء.. حاشاه أن يقول بوحدة الوجود. ويجب أن نحسن الظن بعلمائنا، قال تعالى: (لولا أن ظن المؤمنون بأنفسهم خيرا). لكن في بعض نسخ كتابيه: الفتوحات وفصوص الحكم.. جمل مدسوسة عليه. كما أن بعض عباراته قد توهم ذلك، وهذا عام في التصوف، فبعض تعابير أهله قد توهم وحدة الوجود، وذلك لتشابه مفهوم وحدة الوجود مع وحدة الشهود. الصوفية يقولون بالوحدة الثانية لا الأولى، أي في معظمهم. لذلك إذا قرأنا كلاما يفيد وحدة الوجود فإننا نتأوله ولا نحمله على ظاهره.. في جميع الحالات لا نأخذ به ونتركه.
ويوجد أمر آخر، وهو أنه يمكن أن تصدر عن بعض الأولياء عبارات غير مرضية في حالة يكون مغلوبا على عقله، بمعنى ليس في وعيه التام. وهؤلاء نعذرهم على هذا الحال ولا نقتدي بهم فيها.
3- بالنسبة لاوراده هل فعلا بها شرك؟ وهل صحيح أن من يقرأها يصاب بمس وجنون؟
لا يوجد شرك. لكن توجد في بعض الأوراد مسائل خلافية بين العلماء، وبعضهم قد يعدها خطأ، كالتوسل بالنبي عليه السلام أو بأحد من الصالحين: جمهور الفقهاء يرون جواز ذلك، وبعضهم يحرمه.
والحلّ في الأوراد أنك إما أن تسلم لأصحابها وتحسن بهم الظن فاقرأها كما وضعوها. وإما لا تقرأ الجمل التي تستشكلها، أي إذا توقفت في تعبير ما ولم تطمئن نفسك إليه.. تجاوزه إلى الذي بعده ولا تقرأه.
4- هل قراءتها تحتاج بالضرورة الى إذن، وكذلك بالنسب لكل أوراد السادة الصوفية؟
قراءة الأوراد لا تحتاج إلى إذن. ويمكن قراءة أي ورد والتعبد به بدون إذن أحد. لكن الحقيقة أن قراءة الأوراد بالإذن أفضل، وهذا الإذن قد يعطيه شيخ مرب عارف، أو رجل صالح ثقة يخبر عن نفسه بأنه مأذون بإعطاء الأوراد.. لأن الثقة مصدق. الإذن يعمل نوعا من البركة في قراءة الأوراد فتكون أكثر تأثيرا وأسرع. 5- هل صحيح أن القراءة دون إذن تؤدي إلى غلبة الانوار على القلب فيصبح الشخص مجذوبا؟
للأوراد عموما أنوار وتأثيرات قلبية لا تنكر. والإكثار منها قد لا تحدث أثرا سلبيا. وقد تحدث. فالأمر محتمل. الذي يقع للمبتدئ أن ذاته البشرية تكون في البداية مظلمة يغلب عليها الظلام، والذكر نور، فإذا أكثر من الأذكار جدا، خاصة القوية، فإن نورا عظيما يدخل فجأة على ذاته الظلامية.. وهذا نوع من التماس الذي ينتج عنه: إما توقف المبتدئ عن الذكر، وإما غلبة حال عليه تسمى الجذب، فالجذب أنواع ودرجات، وأكثره مؤقت يزول. ينصح بأن يكون للمريد ورد من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، الصلاة عليه أمن وأمان من كل شيء. مع ورد الصلاة لا تخاف شيئا.
6- هل هناك حل أو امكانية لقراءة الأوراد لمن لا يريد اتباع طريقة أو شيخ؟
نعم يوجد حل. اقرأ الأوراد الشاذلية. فأوراد أبي الحسن الشاذلي عليها اتفاق عام بين العلماء والصوفية، فهي جيدة ومأمونة من جميع النواحي. والورد العام للشاذلية هو الاستغفار ثم الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام ثم التوحيد (لا إله إلا الله)، 100 مرة.. وهو ورد اصبح مشتركا بن أهل التصوف من زمان.
ويمكن أيضا الاكتفاء بالوظيفة الزروقية، فأكثرها آيات قرآنية وأدعية نبوية، وهي التي اختصرها حسن البنا في "الماثورات".
ويوجد كتاب ممتاز للشيخ محمد زكريا إبراهيم، الذي يسميه اصحابه الإمام الرائد. وهذا الكتاب جمع أهم الأوراد وشرح طريقة الذكر بها، وجملة وافرة من الأدعية. وكان الشيخ رحمه الله عالما يتجنب الشبهات فآتى بما لا إشكال فيه. وعنوان الكتاب: مفاتح القرب.
ـــــــــــــــــ
رفقته كتاب جامع في الأوراد الشاذلية:
http://www.4shared.com/get/VVM4VKXk/___online.html
كتاب مفاتح القرب: http://alemamalraed.blogspot.ae/2010/04/blog-post.html
وأنا في الحقيقة خبرتي بموضوع التصوف محدودة، إن على المستوى النظري أو على المستوى العملي. لكنهم يحسنون بي الظن ويتوقعون أن يجدوا عندي الجواب. وسأحاول جهدي، فإن الجواب أحيانا قد يتعين فيكون فرضا..
أولا هذا الشباب الذي يسأل عمل اختيارا، أي أنه لا يسألنا هل سيتصوف أم لا؟ بل هو قرر أن يتصوف. لذلك لابد من مراعاة هذا الأمر وتوجيهه ما أمكن التوجيه المناسب بما يحقق الموازنة بين جوعانه الروحاني ووظيفته في الأرض والحياة والمجتمع.
وهذا نموذج لأسئلة في هذا المجال:سلام الله عليك اخي الكريم، سيدي.. انا أبحث في علوم التصوف وتحصلت على كتاب الفتوحات المكية ورغم صعوبته لا اعرف كيف احببت علوم الشيخ الاكبر. ولدي بعض الاسئلة اود مساعدتك فيها، وهي هل صحيح ان الشيخ يؤمن بالحلول ووحدة الوجود؟ وبالنسبة لاوراده هل فعلا بها شرك هل صحيح ان من يقراها يصاب بمس وجنون؟ وهل قراءتها تحتاج بالضرورة الى اذن وكذلك بالنسب لكل اوراد السادة الصوفية؟ هل صحيح ان القراءة دون اذن تؤدي الى غلبة الانوار على القلب فيصبح الشخص مجذوبا؟وهل هناك حل او امكانية لقراءة الاوراد لمن لا يريد اتباع طريقة اوشيخ؟ ممتن لكم جزاك الله عني كل الخير
الجواب: الخطوات الأولى:
أول ما يجب على المسلم عمله أن يتوب إلى الله سبحانه، ويعزم على ترك الغفلة والمعصية نهائيا.. حتى لو عاد تاب من جديد.. وهكذا.. ثم عليه أن يصحح عقيدته وعمله، فيتعلم التوحيد وأصوله الكبرى، ويتعلم كيف يؤدي عباداته على الوجه الأكمل.. ويقرأ عن أمور دينه بصفة عامة، من خلال شيء من علوم القرآن والحديث والفقه.. ويقرأ أكثر من كتاب في السيرة النبوية. ويحاول أن يحفظ سورا أو أحزابا القرآن الكريم. وليحرص أن يكون من ذلك سورة "يس".
ثاني أمر عليه أن يكون في حياته نصيب من العبادة والذكر، فيبدأ بالفرائض فيصلي الصلاة في وقتها، ويصليها احيانا جماعة... ويؤدي زكاته.. ثم يأخذ في شيء من النوافل، فيبدأ بالمسنونات كالوتر ورغيبة الفجر والضحى وركعتي المغرب.. ومن الصيام: عاشوراء وعرفة وستا من شوال..
وليكن له ورد يومي من الذكر، فيسبح ربه ويحمده ويستغفره.. وليكن الصدق مع الله شعاره ومنهجه.
ثالث أمر عليه أن يحسن إلى الناس والمخلوقات، فيتصف بأخلاق السماحة والصبر والعفو.. ويحرص أكثر على الأقربين..
هكذا مع الوقت سيهيء له ربه من أمره رشدا.
والآن أجيب عن الأسئلة الجزئية: 1- كتاب الفتوحات المكية
لا أنصح بقراءة كتب ابن عربي، خاصة الفتوحات. علوم ابن عربي رحمه الله معقدة وصعبة، وذوقية أيضا، ولا يمكن فهمها وقراءتها إلا بعد تجربة صوفية حقيقية وكبيرة وبعد دربة أيضا على أسلوب ابن عربي ومنهجه. لكن يوجد كتاب لابن عربي يمكن قراءته، وهو كتاب رائع، عنوانه: روح القدس في محاسبة النفس.
بينما يمكن قراءة كتب أبي حامد الغزالي، وعبد الوهاب الشعراني، وأحمد زروق، وحكم ابن عطاء الله الإسكندري بشروحها.. ورسالة القشيري بشروحها..
وكذلك كتب علماء السلفية الذين لهم توجه صوفي، كزكرياء النصاري، وابن القيم، فكثير من كتب ابن القيم ممتازة، كمدارج السالكين والكلم الطيب وحادي الأرواح.. وبعض كتب ابن الجوزي، خاصة صفة الصفوة.
أي عموما قراءة كتب العلماء الذين جمعوا بين الفقه والتصوف.
أما كتب ابن عربي والجيلي والنفري وأضرابهم.. فالغالب عليها أنها علوم ذوقية كشفية يصعب استيعابها، لذلك لا أنصح بقراءتها.
ومن المعاصرين يمكن قراءة كتب سعيد رمضان البوطي، وسعيد حوى، وأبو الحسن الندوي، وعبد الله سراج الدين، محمد زكريا إبراهيم..
كذلك يمكن متابعة متنتديات الرياحين ومنتدى الغريب بالأنترنت.. كما يمكن متابعة ما يكتبه الأستاذ علي الصوفي في مدونته وعلى حائطه بالفايسبوك.. فهو رجل مأمون في دينه وعلمه.
وإذا أصرّ أحد أن يقرأ كتابا كشفيا، أي كتابا تغلب عليه مباحث الكشف والذوق، فيمكن أن يقرأ الإبريز من كلام عبد العزيز الدباغ، والذي جمعه ابن المبارك اللمطي.
2- هل صحيح أن الشيخ يؤمن بالحلول ووحدة الوجود؟
لا. ابن عربي من علماء الإسلام ومن كبار الأولياء.. حاشاه أن يقول بوحدة الوجود. ويجب أن نحسن الظن بعلمائنا، قال تعالى: (لولا أن ظن المؤمنون بأنفسهم خيرا). لكن في بعض نسخ كتابيه: الفتوحات وفصوص الحكم.. جمل مدسوسة عليه. كما أن بعض عباراته قد توهم ذلك، وهذا عام في التصوف، فبعض تعابير أهله قد توهم وحدة الوجود، وذلك لتشابه مفهوم وحدة الوجود مع وحدة الشهود. الصوفية يقولون بالوحدة الثانية لا الأولى، أي في معظمهم. لذلك إذا قرأنا كلاما يفيد وحدة الوجود فإننا نتأوله ولا نحمله على ظاهره.. في جميع الحالات لا نأخذ به ونتركه.
ويوجد أمر آخر، وهو أنه يمكن أن تصدر عن بعض الأولياء عبارات غير مرضية في حالة يكون مغلوبا على عقله، بمعنى ليس في وعيه التام. وهؤلاء نعذرهم على هذا الحال ولا نقتدي بهم فيها.
3- بالنسبة لاوراده هل فعلا بها شرك؟ وهل صحيح أن من يقرأها يصاب بمس وجنون؟
لا يوجد شرك. لكن توجد في بعض الأوراد مسائل خلافية بين العلماء، وبعضهم قد يعدها خطأ، كالتوسل بالنبي عليه السلام أو بأحد من الصالحين: جمهور الفقهاء يرون جواز ذلك، وبعضهم يحرمه.
والحلّ في الأوراد أنك إما أن تسلم لأصحابها وتحسن بهم الظن فاقرأها كما وضعوها. وإما لا تقرأ الجمل التي تستشكلها، أي إذا توقفت في تعبير ما ولم تطمئن نفسك إليه.. تجاوزه إلى الذي بعده ولا تقرأه.
4- هل قراءتها تحتاج بالضرورة الى إذن، وكذلك بالنسب لكل أوراد السادة الصوفية؟
قراءة الأوراد لا تحتاج إلى إذن. ويمكن قراءة أي ورد والتعبد به بدون إذن أحد. لكن الحقيقة أن قراءة الأوراد بالإذن أفضل، وهذا الإذن قد يعطيه شيخ مرب عارف، أو رجل صالح ثقة يخبر عن نفسه بأنه مأذون بإعطاء الأوراد.. لأن الثقة مصدق. الإذن يعمل نوعا من البركة في قراءة الأوراد فتكون أكثر تأثيرا وأسرع. 5- هل صحيح أن القراءة دون إذن تؤدي إلى غلبة الانوار على القلب فيصبح الشخص مجذوبا؟
للأوراد عموما أنوار وتأثيرات قلبية لا تنكر. والإكثار منها قد لا تحدث أثرا سلبيا. وقد تحدث. فالأمر محتمل. الذي يقع للمبتدئ أن ذاته البشرية تكون في البداية مظلمة يغلب عليها الظلام، والذكر نور، فإذا أكثر من الأذكار جدا، خاصة القوية، فإن نورا عظيما يدخل فجأة على ذاته الظلامية.. وهذا نوع من التماس الذي ينتج عنه: إما توقف المبتدئ عن الذكر، وإما غلبة حال عليه تسمى الجذب، فالجذب أنواع ودرجات، وأكثره مؤقت يزول. ينصح بأن يكون للمريد ورد من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، الصلاة عليه أمن وأمان من كل شيء. مع ورد الصلاة لا تخاف شيئا.
6- هل هناك حل أو امكانية لقراءة الأوراد لمن لا يريد اتباع طريقة أو شيخ؟
نعم يوجد حل. اقرأ الأوراد الشاذلية. فأوراد أبي الحسن الشاذلي عليها اتفاق عام بين العلماء والصوفية، فهي جيدة ومأمونة من جميع النواحي. والورد العام للشاذلية هو الاستغفار ثم الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام ثم التوحيد (لا إله إلا الله)، 100 مرة.. وهو ورد اصبح مشتركا بن أهل التصوف من زمان.
ويمكن أيضا الاكتفاء بالوظيفة الزروقية، فأكثرها آيات قرآنية وأدعية نبوية، وهي التي اختصرها حسن البنا في "الماثورات".
ويوجد كتاب ممتاز للشيخ محمد زكريا إبراهيم، الذي يسميه اصحابه الإمام الرائد. وهذا الكتاب جمع أهم الأوراد وشرح طريقة الذكر بها، وجملة وافرة من الأدعية. وكان الشيخ رحمه الله عالما يتجنب الشبهات فآتى بما لا إشكال فيه. وعنوان الكتاب: مفاتح القرب.
ـــــــــــــــــ
رفقته كتاب جامع في الأوراد الشاذلية:
http://www.4shared.com/get/VVM4VKXk/___online.html
كتاب مفاتح القرب: http://alemamalraed.blogspot.ae/2010/04/blog-post.html
Published on December 13, 2014 11:29
No comments have been added yet.
إلياس بلكا's Blog
- إلياس بلكا's profile
- 50 followers
إلياس بلكا isn't a Goodreads Author
(yet),
but they
do have a blog,
so here are some recent posts imported from
their feed.

