بين ريحانة وإيفان إيليتش
كنت دائماً أحاول تخيل تلك الأيام او الساعات أو اللحظات التي سأدرك فيها أنني أحتضر. كان أكثر ما يشغلني هو نظرتي على حياتي السابقة وتقديري لها عندما أدرك أنها على وشك الانتهاء. بعد تفكير عميق أدركت أن تقييمي لأحداث حياتي وأشخاصها و لحظات النجاح والفشل والسعادة والبكاء سيختلف بالتأكيد. فكثير مما كنت أعتبره هاماً سيصبح بلا قيمة. وكثير مما كنت أتعامل معه باعتباره شيء معتاد هو أهم ما في الحياة.
هكذا كتبت تعليقاً على قراءة رواية "موت إيفان ايليتش" لتولستوي.
في احتضاره يحادث ايفان ...نفسه ليسأل هل كان سعيداً حقاً. وهل عاش حياته بطريقة صحيحة.وهل من أمل أن يصححها. وهل الموت سيء. بل إنه يدرك أن الموت ليس هو ما سيذهب إليه بل هو ما سيتركه. حياته هي الموت وموته هو الحياة الجديدة. هكذا صرخ ببهجة عندما رأى نوراً يغمر عينيه "لقد انتهى الموت".
لم أدرك أن هناك صرخة أخرى ستنطلق من فم آخر قبيل موت صاحبته. يبدو أنها هي أيضاً أدركت الحكمة فقالت ريحانة لأمها : أنتِ تعلمين أكثر مني أن الموت ليس نهاية الحياة.
بالتأكيد ما مرت به الفتاة ليس حياة وهي وإن كانت متشبثة بشبابها للنهاية غير نادمة على ما فعلت فهو أفضل من الاستسلام لمغتصب والعثور عليها متعفنة ومغتصبة دون معرفة القاتل. فعلى الأقل نال المغتصب جزاءه وعرف العالم قصتها. لذا فهي عكس إيفان ايليتش غير نادمة على حياتها لأنها كما قالت " المرء يولد في هذا العالم ليكتسب خبرات، ويتعلَّم دروساً؛ وأن كل امرئ بما كسب رهينة منذ لحظة مولده" فهي في سجنها وعذابها ورسالتها الأخيرة لأمها وللعالم لا تتعجل الموت ولكنها لا تهابه. تواجهه مرفوعة الرأس بينما كثيرون أحياء لا يستطيعون رفع رؤوسهم.
نعم الموت - الذي اعتدنا مؤخراً وجوده بين الصغار حاملاً الرصاص تارة والشظايا تارة -لا يقبل حتى أن يحصدهم في كامل بهائهم بل مسفوكي الدماء مقطعي الأوصال مذبوحين مشنوقين معذبين. هذا الموت يبدو كحل لمعضلة الحياة يبدو لهؤلاء مثلما بدا لإيفان ايليتش أكثر حنوا من البشر أجمعين ونهاية للتعفن الذي نعيش فيه.
فأبشروا يا ريحانة ويا ضحايا داعش وضحايا الإرهاب الديني والطائفية وإرهاب الدولة وغباء الحكام وقسوة الأغنياء وتجاهل الشعوب. أبشروا :لقد انتهى الموت.
هكذا كتبت تعليقاً على قراءة رواية "موت إيفان ايليتش" لتولستوي.
في احتضاره يحادث ايفان ...نفسه ليسأل هل كان سعيداً حقاً. وهل عاش حياته بطريقة صحيحة.وهل من أمل أن يصححها. وهل الموت سيء. بل إنه يدرك أن الموت ليس هو ما سيذهب إليه بل هو ما سيتركه. حياته هي الموت وموته هو الحياة الجديدة. هكذا صرخ ببهجة عندما رأى نوراً يغمر عينيه "لقد انتهى الموت".
لم أدرك أن هناك صرخة أخرى ستنطلق من فم آخر قبيل موت صاحبته. يبدو أنها هي أيضاً أدركت الحكمة فقالت ريحانة لأمها : أنتِ تعلمين أكثر مني أن الموت ليس نهاية الحياة.
بالتأكيد ما مرت به الفتاة ليس حياة وهي وإن كانت متشبثة بشبابها للنهاية غير نادمة على ما فعلت فهو أفضل من الاستسلام لمغتصب والعثور عليها متعفنة ومغتصبة دون معرفة القاتل. فعلى الأقل نال المغتصب جزاءه وعرف العالم قصتها. لذا فهي عكس إيفان ايليتش غير نادمة على حياتها لأنها كما قالت " المرء يولد في هذا العالم ليكتسب خبرات، ويتعلَّم دروساً؛ وأن كل امرئ بما كسب رهينة منذ لحظة مولده" فهي في سجنها وعذابها ورسالتها الأخيرة لأمها وللعالم لا تتعجل الموت ولكنها لا تهابه. تواجهه مرفوعة الرأس بينما كثيرون أحياء لا يستطيعون رفع رؤوسهم.
نعم الموت - الذي اعتدنا مؤخراً وجوده بين الصغار حاملاً الرصاص تارة والشظايا تارة -لا يقبل حتى أن يحصدهم في كامل بهائهم بل مسفوكي الدماء مقطعي الأوصال مذبوحين مشنوقين معذبين. هذا الموت يبدو كحل لمعضلة الحياة يبدو لهؤلاء مثلما بدا لإيفان ايليتش أكثر حنوا من البشر أجمعين ونهاية للتعفن الذي نعيش فيه.
فأبشروا يا ريحانة ويا ضحايا داعش وضحايا الإرهاب الديني والطائفية وإرهاب الدولة وغباء الحكام وقسوة الأغنياء وتجاهل الشعوب. أبشروا :لقد انتهى الموت.
Published on November 14, 2014 11:49
No comments have been added yet.