الرب المُتَوَهَّم
أثناء بحثي في الشبكة الالكترونية وجدت هذا الموقع: www.godisimaginary.com الذي يمكننا ترجمته بـ"الرب المُتوَهم". والموقع مسيحي، أعني أنه مضاد للمسيحية، ولذلك استخدمتُ كلمة "الرب". والموقع يَدَّعِي أن الرب مجرد وهم، وهو يُعرِّف كلمة "وهم" بأنها: فكرة خاطئة ثابتة يعتنقها الواحد رغم الأدلة التي تثبت عدم صحتها. ما الذي يجعل هذا الموقع مميزا؟ يسرد الموقع خمسين برهانا "بسيطا" للدلالة على أن الرب متوهم، وكلمة "بسيطا" هنا هي التي يستخدمها الموقع لوصف هذه البراهين. وهذه هي البراهين الثمانية الأولى:1. حاولِ الدعاء: الكتاب المقدس يقول أنك إذا دعوتَ الرب فستجاب---> والكتاب المقدس صادق وهو كلمة الرب الأخيرة---> ادعُ ولن تجاب ---> إذاً الرب متوهم.2. حللَّ الأدعية إحصائيا: استجابة الدعاء أو عدم استجابة الدعاء تظل معرضة للاحتمالات الإحصائية. لو دعوتَ مثلا أن يهطل المطر اليوم فإن هطوله أو عدم هطوله مرهونٌ باحتمالية نزول المطر في هذا اليوم، وليس باستجابة الرب لك.3. انظرْ لأرباب المجتمعات التاريخية في الأديان السابقة: أنت تعرف أن أولئك الأرباب متوهَمون، ويجب أن تعرف أن الكثير من الطقوس الدينية لدينا متحدرة من هذه الأديان.4. فكرْ بالعلم: لو أصيب رجل بالتهاب ودعا الرب أن يشفيه ولم يأخذ العلاج فإن احتمالية شفائه تكون أقل مما لو أخذ العلاج سواءً أدعا أم لم يدعُ.5. اقرأْ الإنجيل: الإنجيل مليءٌ بترهات لا معنى لها مثل الدعوة للعبودية وضرب العبد والتحيز للرجال ضد النساء.6. تأملْ في مشيئة الرب: لو مات أحدهم بالسرطان فإن المتدين يقول أنها مشيئة الرب، لماذا تكون مشيئة الرب أن يتعذب الناس؟ لماذا أوجد الرب الشرور في العالم؟7. تَفهَّم وهمَ الأديان: الأطفال يصدقون بوهم سانتا كلوز لكنّ الجميع يعرف أن الأمر مجرد وهم لكن الأطفال مهما حاولت معهم وجادلتهم بالمنطق يظلون مقتنعين بقصة سانتا كلوز. المرمون يقولون أنّ مَلكا جاء إلى جوزيف سميث قبل حوالي مئتي سنة من الآن وأخبره عن المكان الذي توجد فيه ألواح تابعة لأمة يهودية منقرضة عاشت في أمريكا الشمالية قبل ألفيْ سنة، وساعد المَلك جوزيف على العثور على الألواح وترجمتها في كتابه الذي هو "كتاب المرمون" الذي تقوم عليه ديانتهم. الكثيرون في العالم يعرفون أن هذه القصة وهمية لكن المرمون يعتقدون بها تمام الاعتقاد. المرمون يعتقدون بدينهم ويعتقدون ان سانتا كلوز والمسيحية والإسلام قصص وهمية. المسلمون يعتقدون بدينهم ويعتقدون أن قصص المرمون والمسيحية وهمية. المسيحيون يعتقدون بدينهم ويعتقدون أن قصص المرمون والمسلمين وهمية. يمكننا القول إذا أن الدين مثل فقاعة وهم، وكل مجموعة داخل فقاعة وهمهم الخاص، وهم لا يستطيعون رؤية أنها فقاعة لكنهم يستطيعون رؤية فقاعات الآخرين كما يرى البالغون فقاعة وهم الأطفال في اعتقادهم بسانتا كلوز. 8. فكر بتجارب الاقتراب من الموت: تجارب الاقتراب من الموت ، تجعل الناجين يظنون أنهم عادوا من عالم آخر، وهي تشمل احساس الشخص أنه لم ينجُ من الحادث الذي وقع له، وأنه الآن خارج جسده وأنه يستشعر هدوء وسكينة وأنه يتحرك صعودا وأنه يلاقي أقرباءه المتوفين وأنه يلاقي كائنا سماويا مضيئا. يفسر المتدينون تجربة الاقتراب من الموت على أنها دليل على وجود الحياة الأخرى وأن الرب موجود لكنها مجرد تغيرات كيميائية في الدماغ ويمكن إحداث نفس الأحاسيس باستخدام عقاقير مثل الكيتامين. ويستمر الموقع في الإتيان بالبراهين واحدا تلو الآخر للدلالة على أن الرب مجرد وهم، ويضيف ثلاثة براهين ومقاطع فيديو تصب في نفس الاتجاه أحدها لرجل عرف أن الرب مجرد وهم بعد أن كان متدينا. ولا ينسى الموقع أن يطلب من قرائه أن ينشروا الكلمة (نستطيع ترجمة كلمة "الكلمة" هنا: انشر ولك الأجر). أشرتُ في شذرة سابقة إلى كتاب ريتشارد داوكين المُسمَّى "وهم الأله"، وقد يلاحظ من يقرأ الكتاب أن الكتاب دَعَوِيٌّ أكثر مما هو كتاب فكري. أي أن الفكرة منه ليس بيان الدليل للباحث بل الدعوة للإلحاد، وهذا الموقع هو موقع دَعوِيٌّ أيضا. إن المغزى ليس دحض الدين بالفكرة المنطقية والدليل المضاد لكن المغزى هو دحض الدين بالدعوة إلى الإلحاد وتهييج العاطفة اللادينية إن صح التعبير. هذه الظاهرة في رأيي هي ردة فعل للدعوة للدين التي تجتاح العالم الغربي. ومنطقها كالتالي: إنك لا يجب أن تخاطب الناس بما لا يفهمون؛ فإذا كان المتدينون يحاولون تهييج الناس ودعوتهم إلى الدين بالأساليب الدعائية والقصصية ويستخدمون الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب فلا بد لمعارضتهم من استخدام ذات الأساليب.
Published on August 26, 2010 14:15
No comments have been added yet.
حسين العبري's Blog
- حسين العبري's profile
- 32 followers
حسين العبري isn't a Goodreads Author
(yet),
but they
do have a blog,
so here are some recent posts imported from
their feed.
