فاصِلٌ من المَلل
لا تتعجب من العنوان أعلاه يا عزيزي القارئ ويا عزيزتي القارئة – ليدز فيرست كالعادة – فأنا أعني بالفعل أن هذا الموضوع ما هو إلا نُزهة قصيرة مُملة .. وأعتقد أنني بعون الله سأصيبكم بالسأم مع نهاية المقال .. قولوا ياربكيف جاءتني فكرة هذا المقال المُمِل إذاً؟ ملحوظة: لم أبدأ المَلل بَعْد .. صَبْرا .. جاءتني فكرة المقال من تلك التعليقات التي تأتيني بين الحين والآخرعلى كافة القصص القصيرة التي أكتبها .. كان الله في عون القراء .. كانت تلك التعليقات يدور جزء كبير منها حول سؤال واحد: لماذا دائما تحتوي تلك القصص على شخصيات غريبة ومثيرة للجدل؟ لماذا دائما تكون هناك حياة غير طبيعية لدى أبطال القصة؟ لماذا تكون هناك عُقَد وكلاكيع في تكوين الشخصيات؟ ولماذا ننتظر أن يُحطم البَطَل قيود المجتمع أو أن ينتظر الصُدَف والمُعجزات لكي يتم حَل تلك العُقَد؟ ولماذا غالبا ما تحدث أشياء تغيّر من مجريات الأحداث ومصير الأشخاص؟
حسنا .. فلنبدأ المَلَل الآن .. سأجيب عن تلك الأسئلة بطريقة غير مباشرة .. على وعْد مني بأن أسرد الإجابة الصريحة المباشرة في نهاية المقال ليقرؤها من سيكتُب الله له طولَ العُمر والنَفَس وسِعَة الصدر ويصبر ويحتسب حتى يقرأ المقال إلى آخرُه .. أكلتُ السمكة حتى رأسها
لنقرأ معا تلك القصة القصيرة: بعد أن تخرَج الفتى في الجامعة وبعد أن أنهى تأدية الخدمة العسكرية .. استطاع الفتى أن يجد عملا في إحدى شركات الأدوية الخاصة في وظيفة مندوبٍ للمبيعات .. وما لبث أن أثبت جدارةً وتفوقا في عمله واستطاع في سنوات قليلة أن يدخر مبلغا من المال يُمكّنُه من أن يشتري شقةً صغيرةً في احدى الضواحي البعيدة
وبعد أن تخطى تلك المرحلة .. بدأت والدته في البحث عن عروس مناسبة له .. وبعد مرور أربعة أشهر كان قد شاهد خلالها ثلاثةً من الفتيات المرشحات للزواج .. استراحت نفسُه إلى إحداهن وأحس أنها من تصلح لكي تكون شريكة عمره .. ثم تمت خطبتهما في هدوء
وبعد عامين ونصف .. إستطاعا أن يؤثثا منزلهما ويتما زفافهما .. وتزامن ذلك مع بدء فترة المصيّف الذي إعتادت عائلته أن تقضيه في مصيف رأس البر كل عام .. فحرص الفتى على أن ينضم إليهم ومعه زوجته مما أضفى على ذلك المصيّف سحرا خاصا هذه المرة .. وما أن مرت ثلاثة أشهر على ذلك الزواج إلا وكانت الزوجة حاملا في طفلتهما الأولى .. وبعد ثلاثة أعوام رزقهما الله بطفل آخر
وما أن أتمت الطفله الأولى عامها الرابع .. أخذ يبحث لها عن مَدْرَسة مناسبة في مستواها التعليمي والمادي إلى أن وجد ضالته .. لتلتحق الطفلة بتلك المدرسة .. ثم يتبعها أخوها بعد ذلك في نفس المَدْرَسة .. وكانت تلك المَدْرَسة ذات مستوى جيد لدرجة أن الإبن والإبنة لم يحتاجا إلى الدروس الخصوصية وكانا ينجحا بانتظام عاما بعد عام
مرت الأعوام سراعا واجتازت الإبنة إختبارات الثانوية العامة بنجاح .. لتلتحق بإحدى كليات القمة كما كان أبوها .. وبعد أعوام أخرى قليلة يعيشون جميعا يوما سعيدا آخر عندما إلتحق أخوها بنفس الكلية .. كان ذلك في نفس اليوم الذي زارَهُ فيه أحد الأقرباء ليبارك للإبن ويطلب خطبة الإبنة لإبنه المهندس في ذات الوقت
أصر أبوها على ألا يتم زفاف إبنته إلا بعد إتمام دراستها وحصولها على البكالوريوس .. وهو ما وافق عليه العريس .. إلى أن تخرجت الإبنة من الجامعة بالفعل ليتم الزفاف بعدها بشهور قليلة .. تمت
سأتوقف هنا لأنني أنا الآخر قد أصابني المَلَل والحنق .. كان الله في عون القراء فعلا .. لكن هل تفهتم ما أعنية بتلك القصة؟ هل استنبطم الإجابة الغير مباشرة على أسئلتكم؟ إنها قصة لشخص عادي عاش حياة منتظمة عادية مثلة مثل أغلب البشر .. إنها قصة لا تعني أي شخص ولن يهتم لسماعها أحد .. فهي قصة لا تَحمل قضية أو فكرا أو درسا نتعلمه ليفيدنا في حياتنا إذا ما واجهتنا المشاكل ذات يوم
خُلاصة القول يا أعزائي هو أن الحياة العادية الرتيبة المنتظمة لا تحتوي على أية أجواء من التشويق أو الرغبة في الحكي عنها .. أما الغريب والشاذ من الأحداث فهو اللي يستدعي الخيال ويحرك الفانتازيا في عقل الكاتب ويجعلني أنا وأمثالي نستمر في الكتابة .. ويجعلكم أيضا يا عيني تستمرون في القراءة .. ولكن في النهاية سيبقى لكم الأجر والثواب عند الله .. ونلتقي في فاصل آخر
Published on October 10, 2010 13:18
No comments have been added yet.


