“جسور”
الخطان المتوازيان لا يلتقيان.. ولولا الجسور لما استطعنا التغلب على هذه المشكلة. وليس المقصود هنا الجسور الانشائية فقط، بل هناك جسوراً أهم وأعظم كجسور الصداقة، وجسور الأمل، وجسور المحبة… فهي تصل بين ما لا يوصل. ولكل منا جسوره..
أول جسر تعرفت عليه، هو جسر النحاس. وهو اسم مكان في حي ركن الدين في مدينة دمشق، حيث كان بيتي القديم قريباً منه..
ثم اكتشفت جسراً يعظم علم الهندسة، حيث يعرف أعظم هندسة في الحياة بأنها التي تبني جسراً من الأمل فوق بحر من اليأس.
بعدها كان جسر اللوزية للقديسة فيروز، صديقة صباحاتي..
وكان جسر الأشرفية، وهو اسم مكان في قرية أشرفية الوادي، يصل بين ضفتي نهر بردى، مكان بيتي الحاليفي ريف دمشق..
أما أجمل جسر عبرته في حياتي فهو المذكور في قصيدة الشاعر خليل حاوي، والتي نفخ الروح فيها مارسيل خليفة صديق ثوراتي الخاصة، ضد الجهل والفساد والفقر… وهي الثورات الحقيقية برأيي.. فبثها أجمل ألحانه… وأغفروا لي إن دندنتها وأن أكتب هنا، لكي استمتع أكثر:
يَعبرونَ الجِسرَ في الصبحِ خفافًا
أَضلُعي امتَدَّتْ لَهُم جِسْرًا وطيدْ
مِن كُهوفِ الشرقِ، مِن مُستنْقعِ الشَرقِ
إِلى الشَّرقِ الجديدْ
أَضْلُعي امْتَدَّتْ لَهُم جِسرًا وطيدْ
سوفَ يَمضونَ وتَبْقى
صَنَمًا خلَّفَهُ الكهَّانُ للريحِ
التي تُوسِعُهُ جَلْدًا وَحرْقًا
فارغَ الكَفَّيْنِ، مصلوبًا، وحيدْ
في ليالى الثَّلْجِ والأفقُ رمادٌ
ورمادُ النارِ، والخبز رمادْ
جامِدَ الدَّمْعَةِ في لَيْلِ السهادْ
ويوافيكَ مع الصبحِ البريدْ
صَفحَةُ الأخبارِ.. كم تجترّ ما فيها
تُفَلِّيها.. تُعيدْ..!
سوفَ يَمضونَ وتبقى
فارغَ الكَفَّيْن، مصلوبًا، وحيدْ
أما الجسر الذي أحلم به.. فهو الجسر بين كل السوريين في وطني الصغير.. صغير رغم كبره، لأنه يسع قلوبنا وحقائب سفرنا.. ولأنه كالطفل يغفر لنا ويسامحنا مهما أخطأنا بحقه.
أيها السوريون!.. ابنوا جسركم.. فلست وحدي من يحلم بأن تنهضوا وتبنوا جسراً من الأمل، قبل أن نغرق في بحر من اليأس. اغمدوا أحقادكم.. وكفكفوا دمعنا ودماءنا.. واغسلوا قلوبكم وتيمموا بالياسمين، لنعبر الجسر خفافاً..
أيها السوريون!.. هل تعرفون الفرق بين الدم والدمع؟.. إنه فقط حرف واحد.. هو حرف العين، وهي نفس العين التي تبكيكم دماً، حزناً على دمائكم.. لذلك بتنا كلنا ننزف.. وأصبحت بحار يأسنا حمراء قانية..
أيها السوريون!.. إياكم والشكوى لمختار المخاتير، فإن أفضل الحلول لديه هو زواجه من شهيدة بنت نعمان.. والسيارة مش رح تمشي. كما أننا لسنا بحاجة لقضية جديدة على غرار القضية الفلسطينية.. نحتفل كل عدة قرون بيوبيلها الذهبي أو الألماسي..
أيها السوريون!.. إن كان يصعب عليكم أن تعودوا أخوة كما كنتم، فعلى الأقل كونوا أصدقاء، واعلموا أن الصديق الحق هو من يشتت فيكم شمله ليجمعكم.. وحذاري من الجهل، لكي لا يصدق فينا قول: “عدو عاقل خير من صيق جاهل”…
نحن بانتظاركم فمتى ستبدأون؟؟!!
| زاهي رستم |
Filed under: شخصي وسري للغاية Tagged: زاهي رستم
أول جسر تعرفت عليه، هو جسر النحاس. وهو اسم مكان في حي ركن الدين في مدينة دمشق، حيث كان بيتي القديم قريباً منه..
ثم اكتشفت جسراً يعظم علم الهندسة، حيث يعرف أعظم هندسة في الحياة بأنها التي تبني جسراً من الأمل فوق بحر من اليأس.
بعدها كان جسر اللوزية للقديسة فيروز، صديقة صباحاتي..
وكان جسر الأشرفية، وهو اسم مكان في قرية أشرفية الوادي، يصل بين ضفتي نهر بردى، مكان بيتي الحاليفي ريف دمشق..
أما أجمل جسر عبرته في حياتي فهو المذكور في قصيدة الشاعر خليل حاوي، والتي نفخ الروح فيها مارسيل خليفة صديق ثوراتي الخاصة، ضد الجهل والفساد والفقر… وهي الثورات الحقيقية برأيي.. فبثها أجمل ألحانه… وأغفروا لي إن دندنتها وأن أكتب هنا، لكي استمتع أكثر:
يَعبرونَ الجِسرَ في الصبحِ خفافًا
أَضلُعي امتَدَّتْ لَهُم جِسْرًا وطيدْ
مِن كُهوفِ الشرقِ، مِن مُستنْقعِ الشَرقِ
إِلى الشَّرقِ الجديدْ
أَضْلُعي امْتَدَّتْ لَهُم جِسرًا وطيدْ
سوفَ يَمضونَ وتَبْقى
صَنَمًا خلَّفَهُ الكهَّانُ للريحِ
التي تُوسِعُهُ جَلْدًا وَحرْقًا
فارغَ الكَفَّيْنِ، مصلوبًا، وحيدْ
في ليالى الثَّلْجِ والأفقُ رمادٌ
ورمادُ النارِ، والخبز رمادْ
جامِدَ الدَّمْعَةِ في لَيْلِ السهادْ
ويوافيكَ مع الصبحِ البريدْ
صَفحَةُ الأخبارِ.. كم تجترّ ما فيها
تُفَلِّيها.. تُعيدْ..!
سوفَ يَمضونَ وتبقى
فارغَ الكَفَّيْن، مصلوبًا، وحيدْ
أما الجسر الذي أحلم به.. فهو الجسر بين كل السوريين في وطني الصغير.. صغير رغم كبره، لأنه يسع قلوبنا وحقائب سفرنا.. ولأنه كالطفل يغفر لنا ويسامحنا مهما أخطأنا بحقه.
أيها السوريون!.. ابنوا جسركم.. فلست وحدي من يحلم بأن تنهضوا وتبنوا جسراً من الأمل، قبل أن نغرق في بحر من اليأس. اغمدوا أحقادكم.. وكفكفوا دمعنا ودماءنا.. واغسلوا قلوبكم وتيمموا بالياسمين، لنعبر الجسر خفافاً..
أيها السوريون!.. هل تعرفون الفرق بين الدم والدمع؟.. إنه فقط حرف واحد.. هو حرف العين، وهي نفس العين التي تبكيكم دماً، حزناً على دمائكم.. لذلك بتنا كلنا ننزف.. وأصبحت بحار يأسنا حمراء قانية..
أيها السوريون!.. إياكم والشكوى لمختار المخاتير، فإن أفضل الحلول لديه هو زواجه من شهيدة بنت نعمان.. والسيارة مش رح تمشي. كما أننا لسنا بحاجة لقضية جديدة على غرار القضية الفلسطينية.. نحتفل كل عدة قرون بيوبيلها الذهبي أو الألماسي..
أيها السوريون!.. إن كان يصعب عليكم أن تعودوا أخوة كما كنتم، فعلى الأقل كونوا أصدقاء، واعلموا أن الصديق الحق هو من يشتت فيكم شمله ليجمعكم.. وحذاري من الجهل، لكي لا يصدق فينا قول: “عدو عاقل خير من صيق جاهل”…
نحن بانتظاركم فمتى ستبدأون؟؟!!
| زاهي رستم |
Filed under: شخصي وسري للغاية Tagged: زاهي رستم

Published on July 28, 2014 08:53
No comments have been added yet.