مجتمع المعرفة

طالب العلم المثالي كالظمآن الذي لا يجد ماءً يروي عطشه الدائم لمعرفة ما يدور حوله، سواء كان يقع ضمن دوائر إدراكه أم كان مخفياً عنه في تلابيب الظلام

قال رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عن العلم بأنه نور، كما قال فيلسوف الثورة العلمية الإنجليزي فرانسيس بيكون عن المعرفة بأنها قوة، فلظلمات الجهل سواد أحلك من قتامة القبور، بيد أن المرء لا يبلغ منزلة عتية في العلم والمعرفة إلا إذا اعتبر نفسه طالباً دائماً في معيته

فمتى ما اعتبر المرء العلم جامعة يتخرج فيها بدأ رحلة الانحدار في اكتساب المعرفة، بل إنني أرى المعرفة كالغونغ فو، فهي للصينيين ليست مجرد فن من فنون القتال التي يتقنها الصغير قبل الكبير، وإنما فلسفة وأسلوب يحدد مساراتهم في الحياة ويهذب سلوكياتهم

لطالما رأينا أعلاماً بلغت مبلغاً عتياً من العلم في أحد مجالات الحياة، توقفوا عن تجديد معارفهم لأنهم ظنوا أنهم بلغوا من العلم منتهاه ولن يضاهيهم في ذلك أحد بعدهم، ذلك المسلك المغرور هو ما جعل الزمن يتوقف لديهم عند النقطة التي اكتفوا فيها علماً، غير مدركين أن الثورة المعلوماتية لم تعد تنتظر أحداً، فمن ابتغى مواكبة الركب المعرفي بات لابد له أن يلحق بقطار المعرفة السريع دون أن تنقطع أنفاسه قط. فالمعلومة في يومنا هذا باتت قابلة للتجدد كل يوم، ولابد لطالب العلم من مواكبة وسائل نقل المعارف للبقاء متجدداً معرفياً

وقد أولت دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية كبرى لمبدأ المعرفة المتجددة كأداة من أدوات التطوير والتقدم الحضاري، حيث أكدت رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة 2021 ذلك في عنصرها الثالث «متحدون في المعرفة»، ويرتكز على ترسيخ اقتصاد معرفي متنوع مرن تقوده كفاءات إماراتية ماهرة، وتعززه أفضل الخبرات بما يضمن الازدهار بعيد المدى للدولة

تعد إدارة المعرفة أحد مجالات علم إدارة المعلومات، وهي أحد العلوم الفرعية التابعة لعلم الإدارة، ويهدف إلى تسخير الإمكانات المعرفية للمؤسسة وموظفيها لدعم عملية اتخاذ القرار في القيادة العليا. والمعرفة أحد أبرز العلوم الفرعية التي تضفي طابع التجديد على علم الإدارة، لأنها كالماء المتجدد الذي يمكن أن يروي الجميع دون أن ينضب قط
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 29, 2014 13:11
No comments have been added yet.