المسيح الحي.
- إلهي..إلهي.. لم تخليت عني؟
القصة:
اليهود خانوا المسيح الذي ينتمي إليهم، بل الذي كان مبعوثاً فيهم من الأساس. بل الذي عاشوا عمرهم كله ينتظرونه باعتباره المخلِص. باعوه وهو من هو ويدعوهم لله ، وقدموه هدية للعدو المحتل الوثني. للرومان. بينما الناس الذين استقبلوه في أورشليم بالسعف قبل أقل من أسبوع. هم الآن من يتفرجون عليه وهو يحمل صليبه ويلبس تاج الشوك وينعت بملك اليهود. أصحابه أنكروه. ووحدها مريم المجدلية والمتهمة بالعهر من ظلت معه للنهاية.
الرومان أنفسهم اعتنقوا المسيحية بعد أن حولوها لأداة جديدة للسيطرة. اليهود صاروا طوال عشرين قرناً مضطهدين يلعنون في كل صلاة كاثوليكية .بينما الرومان، قتلة المسيح ، صاروا باسمه يقتلون، وصاروا يكرمون أنفسهم بأنهم قتلة المسيح لأن صلبه هو الخلاص للبشر.
أصحاب المسيح قتلوا بعده بفترة وهم يدعون للرجل الذي أنكروه وقت الشدة. وصارت دعوة المسيح في أيدي قتلته بل في يد أحد الذين كفروا به حتى صلبه ولم يلتقه مطلقاً "بولس" ورغم ذلك كتب 14 سفراً في العهد الجديد.
أتباعه الذين آمنوا به واضطهدوا في سبيله بمجرد أن يصبحوا الأقوى لأن السلطة مالت لهم، سيقتلون أي وثني. سيحرقون أي فكر. بنفس الأساليب الوحشية، ونفس التعنت لدينهم.
أما المسيح نفسه. فهو غير موجود. رحل منذ ألفي عام. لا يوجد من آثاره إلا أيقونات وصور يعلم الجميع أنها لا تشبهه بشيء إذ يبدو فيها أوروبياً أكثر منه نجاراً يهودياً يعيش في الناصرة. البعض يقولون أنه إله والبعض يقولون أنه نبي والبعض ينكر أنه كان موجوداً أصلاً. يستخدمه الملوك في البطش. والباباوات حرقوا باسمه الآلاف، والقوى العظمى تضعه رمزاً لحروبهم . يرفع المؤمنون به أداة قتله كرمز لديانته. يأكلون لحمه ويشربون دمه في كل سنة احتفالاً بخلاصهم الذي تم بصلبه.
**
- ظهر المسيح الحي فوق سفح ربوة.
ونزل بهالة الضي وقعد على قهوة.
بصوا.. تعالوا.. خليه في حاله.
الناس في حالهم يابني مالهمش دعوة.
صلاح جاهين.
الإسقاط:
الإخوان خانوا الثورة التي انتموا إليها ومكنتهم من البرلمان والرئاسة بل ومن الحياة أحراراً. الثورة التي انتظروها طوال عمرهم باعوها لمن؟ لعدوهم القديم. للنظام في ممثله "المجلس العسكري". باعوها بثمن بخس. بينما الناس الذين استبشروا بالثورة كنهاية للفساد والقهر والكبت. نفس الذين رقصوا لرحيل مبارك . وقفوا يتفرجون على الثورة وهي معلقة على صليب المؤامرة والعمالة والأخونة. من كانوا يتحدثون باسم الثورة أمس أنكروها اليوم . وحدهم تلك الفئة الضالة المنعوتة بالعمالة والغباء والطابور الخامس هي التي لازالت مؤمنة بتلك الثورة الذبيحة.
والآن العسكريون ارتدوا عباءة الثورة ووصلوا بها للحكم.. بينما الإخوان سوف يلعنون على كل منبر وفي كل محفل لسنوات طويلة من كل الجهات، فالناس تغفر للقوي قوته وللباطش بطشه وتتعايش معه لكن لا تغفر للخائن أبداً. لذلك سيلعنون من الثوار والفلول على السواء. بينما الجيش الذي صلب الثورة وذبحها صار يحكم باسمها.
الثوار الذين أنكروا الثورة وهللوا للجيش ثم استفاقوا أن ثورتهم الفعلية ذبحت وحنطت كأيقونة . هؤلاء من سيرجعون للدعوة للثورة من جديد، و سيكونون أول الضحايا. ولن يؤرخ للثورة ويكتب عنها إلا نفس الكتاب الذين حاربوها طوال ثلاثة سنوات. لكن مادام الناس تريدها كثورة فلتبق ثورة لكن من وجهة نظر أخرى.
بعض المثقفين ممن كانوا في الطليعة في يناير صاروا الآن هم الحرس الصحافي للحاكم الجديد. صاروا يوزعون نفس التهم التي كانت تصيبهم من قبل. صاروا يرتكبون نفس السب والقذف والتحريض ضد المعارضين .ويمارسون نفس طقوس التأليه التي فضحوها منذ عهد قريب.
أما الثورة نفسها فقد ماتت وتم إخراج أحشائها وحشوها بالقطن وعرضها في المتحف للزائرين. بينما يتشبث الجميع بحدث آخر لا يمت للثورة بصلة يقولون عنه أنه امتداد لها أو تصحيحاً لها أو حتى ثورة عليها. وصار البعض يقول عنها ثورة والبعض يقول عنها مؤامرة. والبعض يقول أنها ثورة استغلت لتصبح مؤامرة. باسم الثورة ستبطش الدولة بمعارضيها ستكمم الأفواه وستقول لا لأعداء الثورة غير مدركة أنها هي أعداء الثورة. و في كل عيد للثورة سينزل كارهوها للاحتفال بها. وبعضهم سيقول أنه يحتفل بعيد الشرطة. بعض من لازالوا يصدقون أنها ثورة سيحتفلون بصدق دون أن يجدوا غضاضة في احتفالهم بعيد صلبها بعد عدة أشهر. مؤمنين أن في صلبها كان الخلاص. وأنها مازالت حية في مكان ما.
آه من في غد سوف يرفع هامته؟
غير من طأطأوا حين أزَّ الرصاص؟!
ومن سوف يخطب - في ساحة الشهداء -
سوى الجبناء؟
ومن سوف يغوى الأرامل؟
إلا الذي سيؤول إليه خراج المدينة!!؟
أمل دنقل
القصة:
اليهود خانوا المسيح الذي ينتمي إليهم، بل الذي كان مبعوثاً فيهم من الأساس. بل الذي عاشوا عمرهم كله ينتظرونه باعتباره المخلِص. باعوه وهو من هو ويدعوهم لله ، وقدموه هدية للعدو المحتل الوثني. للرومان. بينما الناس الذين استقبلوه في أورشليم بالسعف قبل أقل من أسبوع. هم الآن من يتفرجون عليه وهو يحمل صليبه ويلبس تاج الشوك وينعت بملك اليهود. أصحابه أنكروه. ووحدها مريم المجدلية والمتهمة بالعهر من ظلت معه للنهاية.
الرومان أنفسهم اعتنقوا المسيحية بعد أن حولوها لأداة جديدة للسيطرة. اليهود صاروا طوال عشرين قرناً مضطهدين يلعنون في كل صلاة كاثوليكية .بينما الرومان، قتلة المسيح ، صاروا باسمه يقتلون، وصاروا يكرمون أنفسهم بأنهم قتلة المسيح لأن صلبه هو الخلاص للبشر.
أصحاب المسيح قتلوا بعده بفترة وهم يدعون للرجل الذي أنكروه وقت الشدة. وصارت دعوة المسيح في أيدي قتلته بل في يد أحد الذين كفروا به حتى صلبه ولم يلتقه مطلقاً "بولس" ورغم ذلك كتب 14 سفراً في العهد الجديد.
أتباعه الذين آمنوا به واضطهدوا في سبيله بمجرد أن يصبحوا الأقوى لأن السلطة مالت لهم، سيقتلون أي وثني. سيحرقون أي فكر. بنفس الأساليب الوحشية، ونفس التعنت لدينهم.
أما المسيح نفسه. فهو غير موجود. رحل منذ ألفي عام. لا يوجد من آثاره إلا أيقونات وصور يعلم الجميع أنها لا تشبهه بشيء إذ يبدو فيها أوروبياً أكثر منه نجاراً يهودياً يعيش في الناصرة. البعض يقولون أنه إله والبعض يقولون أنه نبي والبعض ينكر أنه كان موجوداً أصلاً. يستخدمه الملوك في البطش. والباباوات حرقوا باسمه الآلاف، والقوى العظمى تضعه رمزاً لحروبهم . يرفع المؤمنون به أداة قتله كرمز لديانته. يأكلون لحمه ويشربون دمه في كل سنة احتفالاً بخلاصهم الذي تم بصلبه.
**
- ظهر المسيح الحي فوق سفح ربوة.
ونزل بهالة الضي وقعد على قهوة.
بصوا.. تعالوا.. خليه في حاله.
الناس في حالهم يابني مالهمش دعوة.
صلاح جاهين.
الإسقاط:
الإخوان خانوا الثورة التي انتموا إليها ومكنتهم من البرلمان والرئاسة بل ومن الحياة أحراراً. الثورة التي انتظروها طوال عمرهم باعوها لمن؟ لعدوهم القديم. للنظام في ممثله "المجلس العسكري". باعوها بثمن بخس. بينما الناس الذين استبشروا بالثورة كنهاية للفساد والقهر والكبت. نفس الذين رقصوا لرحيل مبارك . وقفوا يتفرجون على الثورة وهي معلقة على صليب المؤامرة والعمالة والأخونة. من كانوا يتحدثون باسم الثورة أمس أنكروها اليوم . وحدهم تلك الفئة الضالة المنعوتة بالعمالة والغباء والطابور الخامس هي التي لازالت مؤمنة بتلك الثورة الذبيحة.
والآن العسكريون ارتدوا عباءة الثورة ووصلوا بها للحكم.. بينما الإخوان سوف يلعنون على كل منبر وفي كل محفل لسنوات طويلة من كل الجهات، فالناس تغفر للقوي قوته وللباطش بطشه وتتعايش معه لكن لا تغفر للخائن أبداً. لذلك سيلعنون من الثوار والفلول على السواء. بينما الجيش الذي صلب الثورة وذبحها صار يحكم باسمها.
الثوار الذين أنكروا الثورة وهللوا للجيش ثم استفاقوا أن ثورتهم الفعلية ذبحت وحنطت كأيقونة . هؤلاء من سيرجعون للدعوة للثورة من جديد، و سيكونون أول الضحايا. ولن يؤرخ للثورة ويكتب عنها إلا نفس الكتاب الذين حاربوها طوال ثلاثة سنوات. لكن مادام الناس تريدها كثورة فلتبق ثورة لكن من وجهة نظر أخرى.
بعض المثقفين ممن كانوا في الطليعة في يناير صاروا الآن هم الحرس الصحافي للحاكم الجديد. صاروا يوزعون نفس التهم التي كانت تصيبهم من قبل. صاروا يرتكبون نفس السب والقذف والتحريض ضد المعارضين .ويمارسون نفس طقوس التأليه التي فضحوها منذ عهد قريب.
أما الثورة نفسها فقد ماتت وتم إخراج أحشائها وحشوها بالقطن وعرضها في المتحف للزائرين. بينما يتشبث الجميع بحدث آخر لا يمت للثورة بصلة يقولون عنه أنه امتداد لها أو تصحيحاً لها أو حتى ثورة عليها. وصار البعض يقول عنها ثورة والبعض يقول عنها مؤامرة. والبعض يقول أنها ثورة استغلت لتصبح مؤامرة. باسم الثورة ستبطش الدولة بمعارضيها ستكمم الأفواه وستقول لا لأعداء الثورة غير مدركة أنها هي أعداء الثورة. و في كل عيد للثورة سينزل كارهوها للاحتفال بها. وبعضهم سيقول أنه يحتفل بعيد الشرطة. بعض من لازالوا يصدقون أنها ثورة سيحتفلون بصدق دون أن يجدوا غضاضة في احتفالهم بعيد صلبها بعد عدة أشهر. مؤمنين أن في صلبها كان الخلاص. وأنها مازالت حية في مكان ما.
آه من في غد سوف يرفع هامته؟
غير من طأطأوا حين أزَّ الرصاص؟!
ومن سوف يخطب - في ساحة الشهداء -
سوى الجبناء؟
ومن سوف يغوى الأرامل؟
إلا الذي سيؤول إليه خراج المدينة!!؟
أمل دنقل
Published on June 26, 2014 13:18
No comments have been added yet.