(معايير مزدوجة في مكافحة الإرهاب)
كما تم تجريم تنظيم القاعدة ومشتقاته من «داعش» وأخواته عالمياً، لماذا لا يتم تجريم الميليشيات الطائفية التابعة لإيران الناشطة في العراق وسورية؟ في العراق جاءت أحزاب دينية طائفية إلى السلطة ومعها تنظيماتها المسلحة، تنامت حتى أصبحت دولة داخل الدولة حتى انتهت الدولة العراقية إلى هذه الحال، لاحقاً تم تصديرها إلى سورية. إعادة إنتاج حزب الله اللبناني تتم على قدم وساق بأسماء عدة ومنذ احتلال أميركا للعراق وواشنطن على علم بهذا، تحت بصرها وفي متناول يدها، لكنها لم تفعل سوى التمكين لهذه الميليشيات. العصائب والفيالق ليست سوى إرهاب منظم تحت رعاية رسمية وبنفس طائفي، يجري استخدامها عند الحاجة، وجه إرهابي وآخر سياسي. والذي يتتبع مسار «الحرب على الإرهاب» يرى أن واشنطن غضت النظر عن استقبال طهران لقادة تنظيم القاعدة بعد غزو أفغانستان، ثم سمحت لتنظيمات مماثلة وإن اختلفت طائفياً بالعمل في العراق تحت رعاية إيرانية.
ولا يمكن انتظار مثل هذا الموقف من الغرب لا من واشنطن ولا من لندن وباريس، حتى ولو توالت اعترافات مسؤولين أميركيين سابقين بالأخطاء، لأنهم لا يرون خطراً عليهم من هذه الميلشيات الإيرانية، لكنها بتغلغلها في العالم العربي خطر على العرب شعوباً وأنظمة وعلى المسلمين، ومحرك قوي لتنامي الطائفية المضادة.
على الدول العربية مسؤولية تجريم هذه الميليشيات ووضعها على قائمة الإرهاب وملاحقة عناصرها وقادتها، وهي أيضاً معنية بفضح الدعم الإيراني ورعايته لها، ومن العجيب أن طهران التي ترفع صوتها إعلامياً بدعوى محاربة الإرهاب لا تجد من يسكتها بالأدلة على رعايتها له.
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

