البحث عن إنجاز
يبدو لي أنه مرض عربي، البحث عن إنجاز حتى ولو كان على شكل فقاعة، أقول «عربي» لأنه منتشر في أرجاء الوطن العربي الملتهب أكثر من غيره، أيام الاستقرار وأيام الغليان.
لم يعد المواطن العربي قادراً على تصديق إنجاز عربي «رسمي»، إنجاز داخل الحدود العربية وبإمكاناتها، لكن يمكنه تصديق إنجاز شخص عربي خارج الحدود! والسبب هو الصدقية المتراكمة هناك في مقابل انعدامها هنا.
يبحث المسؤول التنفيذي عن إنجاز، يجب أن يكون باهراً مبهراً ساطعاً متعدياً إنجازات الغرب والشرق أو محاكياً للمتقدم منها، ليس الهدف الإنجاز بحد ذاته وما ينتج منه من فوائد عامة وإن بدا كذلك، إنها ليست الغاية، الهدف محصور في القول إننا هنا في حضور ساطع.
تتم لملمة أنصاف الأفكار وأرباعها ثم يجري تغليفها على عجل لحين ساعة الصفر، خطوة التغليف هي الأهم تستلزم وقتاً وجهداً وأموالاً، حملة علاقات عامة ودعاية، إلى حين لحظة اللقاء بالمسؤول الكبير ليقدم «الإنجاز» بين يديه، ينتهي الأمر بنهاية الحفلة البهيجة، انتهى وتبخر بانتهاء الحاجة إليه لحظة السطوع والفلاشات. الإنجاز في العالم العربي هو إنجاز احتفالي، يفرح ويسعد به التنفيذي إدارته العليا ولو للحظات قصيرة يقوم الإعلام بمطها وعجنها وإعادة خبزها بأشكال متعددة، قدّم أملاً أو وهماً لا فرق، هو على كل حال سيصنّف كصاحب مبادرات.
لكن لماذا يحدث ذلك؟
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

