الدوارات «مقتلة» السائقين!
الدوار المقابل لمستشفى المملكة في الرياض على طريق التخصصي تم تعديله هندسياً ليصبح نصف دوار، وهو ما خفف احتمالات خطر الحوادث.
طبعاً «دوار عن دوار يفرق»، ومربط هذه الإشارة أن هناك إمكاناً لتعديلات تخفف احتمالات الحوادث. صحيح أن هذا من أساليب إطفاء الحرائق لا الوقاية منها، وهو يدخل في باب «العوض ولا القطيعة»!
المشكلة ليست في دوار مروري تلتقي فيه الطرق قسراً، بل فيمن يستخدمه وقبل هذا فيمن يديره، إذا كان له مدير أصلاً!
القضية أن من يخطط بعيد عمن يدير، والأخير بعيد عمن يستخدم. دوائر منعزلة، والدوار المروري الذي شهد حادثة شنيعة قبل أيام، قتل فيها شاب وأخواته – رحمهم الله تعالى وألهم ذويهم الصبر والسلوان – مع أطفال في العناية شفاهم الله، له نسخ في كل مكان، كبيرة في الطرق الواسعة وتصغر في الأحياء، هي نفسها في الخطورة والفوضى.
العلة المرورية تنتشر مثل متوالية هندسية بسبب تراكم التراخي في الضبط، إذ تركز على فك الاختناقات المرورية لا تطبيق الأنظمة واحترامها. إن إدارة المرور والجهات المساندة لها بحاجة إلى تفعيل الوقاية من الحوادث بنزع مسبباتها، وهذا لا يتوقع نجاحه ما دام أنه مسؤولية إدارة المرور لوحدها، إنها في الواقع مشغولة جداً بحالة الحركة أكثر من غيرها، وهو ما يستلزم التفكير في حلول أخرى. كثير منها طرح ونشر وقتل نقاشاً، مسؤولية حوادث المرور واختناق الحركة وضبط النظام «أصبحت وأمست ثم أمرحت»، قضية وطنية إنسانية اقتصادية أمنية، لا تحتمل الاستراتيجيات وأعمال اللجان طويلة النفس.
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

