إرهابيون يرفضون التقاعد

 


ماذا يريد عبود وطارق الزمر، وعاصم عبد الماجد، وقطيعهم من الإرهابيين السابقين؟، الإجابة: هم يريدون تدمير هذا الوطن، وطمس هويته، وتدنيس حضارته الممتدة عبر التاريخ، وعلى أنقاض كل هذا التاريخ يقيمون دولة خلافتهم الموعودة.


وما هى الخلافة؟


هى دولة كان الخلفاء فيها ينكحون الغلمان، أشهرهم الخليفة العباسى الواثق، ويقتنون آلاف الجوارى مثل هارون الرشيد، ويحملون المصاحف على أسنة الرماح نصرة للباطل، فعلها معاوية بن أبى سفيان، وتم فيها لى عنق النص الدينى، مثلما حدث فى واقعة التحكيم الشهيرة، بين الإمام على ومعاوية.


وفى دولة الخلافة استهان الخلفاء بالقرآن، وروى أنه عندما جاء خبر تولى الخلافة إلى مروان بن الحكم، الملقب بسبب تدينه ونسكه بـ”حمامة المدينة”، وكان ممسكا بالمصحف، فقال “هذا آخر عهدنا بك”.


انجازات دولة الخلافة تتلخص فى سفك دماء المسلمين، قبل الأخُر المخالفين فى الديانة، مثل المجازر التى قامت بها الخلافة العباسية ضد بنى أمية، ونبش قبور الخلفاء بعضهم لبعض” كما فعل الخليفة أبو العباس، الملقب بـ”السفاح” عندما أمر بنبش قبور، “معاوية بن أبي سفيان”، و”يزيد بن معاوية”، و”عبد الملك بن مروان”، وعندما وجد جسد “هشام بن عبد الملك” صحيحاً، أمر بصلبه، فصلب ثم أحرق بالنار.


انجازات دولة الخلافة، قذف الكعبة مرتين بالمنجنيق فى خلافة الأمويين، و”فتنة كبرى”، وسب ومطاردة وقتل آل بيت النبى وتشريدهم فى الأمصار، حتى أن الخليفة الأموى، عبد الملك بن مروان، خطب على منبر المدينة “منبر الرسول”، بعد قتل عبد الله بن الزبير قائلاً “والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه”


عن أى دولة يتحدثون، هى لم تكن دولة من الأساس، كانت اقطاعية لبيت معين، أموى أو عباسى أو عثمانى، الكل استخدم الدين ليرسخ سلطته وطغيانه، ويشوه معارضيه ويرميهم بالكفر والزندقة، وصل الأمر خلال نزاع الخليفة المستظهر العباسى مع الدولة الفاطمية فى مصر، كما يذكر الباحث العراقى، رشيد الخيون فى كتابه عن العلويين، فى سوريا، بأن كلف أبو حامد الغزالى، صاحب كتاب إحياء علوم الدين – وكأن الدين يموت وينتظر “أبو حامد” لكى يحييه، بتأليف كتاب تعبوى ضد الشيعة، فألف كتاب “فضائح الباطنية”، وفيه اطلق على حركة القرامطة التى تزعمت ثورة ضد العباسيين “الخرمية”، وعرفها بقوله ” أما الخرمية، فلقبوا بذلك نسبة إلى حاصل مذهبهم، وتسليط الناس على اتباع الملذات وطلب الشهوات، وقضاء الوطر من المباحات والمحرمات، والخرم لفظ أعجمى ينبىء عن الشىء المستلذ المستطاب، الذى يرتاح الإنسان بمشاهدته، ويهتز لرؤيته”، فهل هذه دولة تستحق إراقة الدماء فى سبيل استعادتها، وهل من يستخدم لغة كهذه، للتحقير من شأن من يخالفه يستحق لقب رجل دين؟، وهل من يستخدم تلك الأقاويل فى معركة سياسية يستحق لقب خليفة؟، وإن أدعى ذلك.


الأسئلة السابقة غير موجهة إلى الإرهابيين رافضى التقاعد، فهم على قلوبهم حجر، لكنها موجهة لشعب عظيم، اسقط طاغية مزمن مثل مبارك، وهو قادر على رمى دعاة الفتنة والخراب والإرهاب وخلافتهم إلى مزبلة التاريخ.



1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 25, 2013 11:44
No comments have been added yet.


حسين البدري's Blog

حسين البدري
حسين البدري isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow حسين البدري's blog with rss.