أبو جهل يقود مركبة!
شخصية تعاني من ازدواجية، في المجلس هو أبو الحكم، وحينما يمتطي سيارته يتحوّل إلى أبو جهل، هو مزدوج، ويفضّل الوقوف المزدوج، هذا جزء أصيل منه لا يغيّر في الأمر نوع المركبة، فارهة كانت تكاد تقبل الأرض أو «خجما» مضعضعة الرفارف من دون أنوار خلفية، مثلما لا يحدد السلوك أناقة الملبس ثوباً كان أو بذلة وموقعاً اجتماعياً، المخبر في السلوك وهو سلوك طافح بتجاهل الحقوق من حق الطريق إلى حق الآخر الشريك في سلوك الطريق، يعتبر السيارة حصناً حصيناً يتوارى خلفه سوء السلوك، تتكاثر هذه الشخصية، توالدت بالاحتكاك والإهمال، تحولت إلى فئة متضخمة، تيار معاكس فرض نفسه لينضم إليه كل متردد، تجد أبو جهل مستمتعاً بمعاكسة كل نظام، لقد وضع النظام له ليمر من فوقه محطماً إياه عياناً بياناً، ولم لا ولا حارس للنظام ولا محترم لمن يحترمه.
جنس أبو جهل يتكاثرون في شوارعنا، والذين قالوا إن الحركة المرورية تجاوزت النقطة الحرجة بعيدون عنا… عن الطريق، حتى إننا نريد تعريفاً للحرجة هذه، نرغب في معرفة النقطة التي تم عبورها، وهل هي من نقاطنا؟
لأجل فترة الامتحانات قالت إدارة المرور بالرياض إن إدارييها سينزلون الميدان، لا شك أن هذا أمر رائع إذا ما طبق كما نتأمل، اشتاقت لهم الطرق والشوارع، لكن لماذا الاقتصار على موسم الامتحان، في طرقنا كل لحظة هي لحظة امتحان صعب.
المرور أصبح يتجه إلى التقسيط، كل مخالفة معينة لها حملة محددة! حملة للوقوف الخاطئ يمكنك خلالها اقتراف مخالفات أخرى، لكن الشق اتسع على الراقع، الآن أبو جهل استمرأ عكس الشوارع وصعد من ذلك بعد جس النبض فترة طويلة داخل الأحياء، تطور ليصبح متعوداً عليه في طرقات رئيسة، أصبح من الواجب على السائق المحتاط توقع سيارة مسرعة تهبط من الفضاء، أبو جهل في الطريق لا يرى سوى صورة هندامه في المرآة، كل مرايا السيارة للهندام والشخصية غلبه الجهل، فامتطاه ليتفشى في المجتمع، مثل ساعة رملية تنساب حبيبات الرمل من الوعي إلى الجهل تكيفاً اضطرارياً مع واقع لم يجد من يغيّره، ألم يقل العربي في الماضي ونجهل فوق جهل الجاهلينا؟
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

